قوة المجتمعات تقاس بنفوذ القوة الناعمة فيها، ومستوى حضورها وتأثيرها، نحن كشعوب متردية على مستوى التقدم المادي نحتاج قرونًا؛ كي نلحق بالعالم من هذه النافذة، أي القوة المادية؛ لكن بالمقابل يمكننا أن نضاعف حضورنا بتعزيز نمو القوة الناعمة فينا ؛كمدخل مهم لتأكيد ذواتنا وانتزاع مكانتنا في العالم.
أكثر ما يشعرني بالإستياء هو محاولة البعض الدائمة حشر الحساسيات الخاصة تجاه توكل والنظر لها من زواية الخصومات الحزبية والسياسية والشخصية، في كل مرة يتعاملون فيها مع نجاحاتها وحضورها.
الأمر هنا لا علاقة له بشخص توكل وما إذا كانت جيدة أم سيئة؛ بل بتعاسة وغباء هذا التعامل من قبل البعض في بلاد كلها حطام، بلاد تحتاج باستمرار لمن يذكر العالم بها ع الدوام، إننا نحتاج لتوكل كرمزية عابرة لكل الإنتماءات، وبكل هذه الكثافة والحضور، أكثر من حاجتها لنا.
وحتى إذا ماكنت لديك ملاحظات تجاه مواقفها.
أنت هنا بحاجة للتوقف عن التعامل معها بمعيارية ذاتية والفصل بينها كشخصية دولية تشكل مصدر قوة معنوية للبلد وبين مواقفك الخاصة منها.
الشعوب المدنية والذكية تعرف كيف تستثمر نجاح أبناءها وتحولهم لمصادر قوة معنوية وممثلة لروح الشعوب وضميرها العام. والشعوب المنحوسة تظل محنطة بمشاعرها الطفولية وتعجز عن تجاوز اختناقها الذاتي ورؤية الأمور من زاوية أوسع.
الخلاصة إن اختيار شخصية يمنية في أن تكون عضوة إشرافية على مؤسسة تحوي 2 مليار من البشر_فيسبوك وإنيسجرام_ وهي الممثل العربي الوحيد، لهو أمر يستحق الإحتفاء والتباهي به. أتذكر جواب محمد حسين هيكل على سؤال المذيعة لميس حديدي: ما هي أقوى دولة في الكوكب الآن، أجابها قائلا: "جوجل".. جوجل هو من يتحكم بالجزء الأعظم من البشرية ويصنع ميولاتهم وتوجهاتهم، ولو كان ما يزال حاضرا اليوم، ربما يقول لها : فيسبوك.
امرأة قادمة من أكثر بلدان الأرض غيابًا عن العالم حتى أن غالبية سكان الكوكب لا يكادون يعرفون بلد اسمه اليمن، ومع هذا كل يوم نراها تغزو بلادًا جديدة ومؤسسة دولية فاعلة ومحفل إضافي، فإن هذا لمجد كبير لشعبنا المهجور والمهمل في أقاصي الكوكب. مجد لمحبي توكل وأنصارها وخصومها ومن يراها ملاك منزل من السماء أو حتى شيطانة قادمة من بلاد الجن، في كل الحالات هي مصدر زهو وذراع قوة لنا جميعًا.