كان علي عبدالله صالح يقول قبل توقيعه على المبادرة الخليجية والتنحي عن السلطة في الثالث والعشرين من نوفمبر 2011 في العاصمة السعودية إنه سيتنحى ثم سيعلم المعارضة كيف هي المعارضة والحق أنه فعل ذلك وعلم الشعب اليمني كله كيف تكون البلطجة والإجرام والقوادة السياسية .
لقد استخدم الرجل المنتقم من كل شيء في البلاد كل أدواته القذرة لخلط الأوراق، استخدم الجيش والقبائل والإرهابيين والإعلام والسياسة والمجرمين لتخريب المرحلة الإنتقالية.
وقد استمعت إلى مكالمة هاتفية كان طرفها الآخر حميد الأحمر أعتقد أن تاريخها كان في 2014م وكان كهلان أبو شوارب يقود وساطة بين حميد الأحمر وعلي عبدالله صالح واستمرت المحادثة الهاتفية لمد ربع ساعة على الأقل .
كان حميد يعاتب صالح بصوت عال ويقول له هل ارتحت بما فعلت ويرد عليه صالح بصوت عال أكثر بأنه من تسبب في كل ماحدث ويحدث ويبدو أن انقلاب الحوثيين لم يسعف الطرفين حميد وصالح على الإستمرار في مشروع مصالحة كانت تقوده أطراف عدة.
كان صالح وعصبته وعياله ودولته العميقة يديرون المرحلة الإنتقالية بدهاء وإجرام من الناحية السياسية والإعلامية وكذلك من جهة تحشيد القبائل وتفكيك الجيش وبالتنسيق مع القيادات الحوثية التي كانت تستغل حقد صالح ونواياه الخبيثة.
كان يفعل ذلك وهو يعتقد حقا أن الحوثيين مجرد صعاليك وهكذا كان يقول لجلسائه وأنه يستطيع إلتهامهم ولكنه لم يكن يعلن ذلك على الملأ رغم اللقاءات السرية المستمرة بين قياداته وقيادات الحوثيين.
كان الرئيس هادي وجهاز ه الأمني يراقبون بشكل دقيق كل اتصالات صالح الخاصة وكان كل شيء مكشوفا بالنسبة لهم وحملت كل تلك الإدلة إلى لجنة العقوبات بمجلس الأمن لتصدر فيما بعد عقوبات ضد صالح بناء على تلك الأدلة.
لم يكن علي عبدالله صالح يرغب على الإطلاق أن ينجح الحوار الوطني وكان حزين جدا لدرجة كبيرة عندما احتفل هادي باختتام الحوار الوطني وطلب من الدكتور عبدالكريم الإرياني أكثر من مرة أن يعارض هادي وأن يحمل له بعض الرسائل لكنه كان يرفض كل مره.
كان الدكتور الإرياني يختلق كل مرة عذرا لصالح للتهرب من مطالبه بالإساءة لهادي وللحوار الوطني فكان يكلف حينا ياسر العواضي وحينا سلطان البركاني الذي كان يحاول تهدئته والتملص من مطالبه ويضطر أحيانا لتنفيذ بعض تلك المطالب.
لم يكن ما يدور بالسهل أبدا فقد كانت مرحلة الحوار الوطني صعبة للغايه وكان إنهاؤها بذلك الشكل معحزة وظل الحوثيون وصالح يعملون كل ما بوسعهم لقتل المرحلة الإنتقالية.
في تلك الفترة كانت الإمارات والسعودية تعملان بصمت وتراقبان الوضع وشغلهما الشاغل هو الإجابة على سؤال وحيد كيف يمكن التخلص من حزب الإصلاح وبيت الأحمر وعلي محسن .
أما هادي فاستمر يحاول تفكيك آلة صالح الإعلامية والعسكرية والقبلية لدرجة أنه أغلق قناة اليمن اليوم وحاصر مخازن السلاح التابعة لصالح في مسجد الصالح بالسبعين لكنه لم يتمكن فقد كان التنسيق المباشر وغبر المباشر بين الطرفين الحوثي وصالح عالي المستوى .