(الربع المكتمل).. رئيس فصل بلا منازع
الخميس, 21 مايو, 2020 - 01:54 مساءً

في برنامجه الأشهر والأكثر متابعة تلفزيونيا ووفق إحصائيات المتابعة لوسائل التواصل الاحتماعي، قدم المبدع محمد الربع ما يمكن أن يسمى" وجبةً " برامجية تهافت عليها الجميع "،حتى مبغضوه وأدعياء المهنة الذين لا علاقة لهم بها إلا من جانب مخابراتي أو استرزاق، ممن جندتهم جهات ما للقيام بدور "الذباب".
 
الربع خرج عن المألوف هذه المرة وتخلص من كافة أشكال التبعية المعيقة إلا تبعية المهنية التي ميزت حلقاته ( رئيس الفصل ).
 
انحاز الربع لما يمليه الضمير ويفرضه الواقع فأبدع وأجاد وتفنن فأتقن وتجرد من النمطية متحلياً بالبساطة وسلاسة الأسلوب.
 
سلك في حلقاته مسالك المظلومين والبسطاء وعموم الناس في بلد نسيه بنوه في الخارج وسامه أدعياء الوطنية الزائفة في الداخل سوء العذاب وأجزم أن الربع بنى له في نفس كل يمني ويمنية منزلاً وتربع عرش كل قلب بدون تكلف ولا تنطع ولا استجداء.
 
نهجت حلقات رئيس الفصل النقد في أحسن صُورِه فمن الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب ومن الشرعية إلى الانقلاب .
 
في كتابه ( جمهورية التلفزيون ) اشار باسل النيرب الى ان الحقائق تتحدث عن نفسها؛ ولكن وسائل الإعلام لا تعطيك دائمًا كل الحقائق فهناك الكثير من الأكاذيب التي تقال يومياً وتُشاهد ضمن جمهورية التلفزيون وقدم لها إعلاميون استخدموا الأكاذيب وسيلة للنيل لكل من عارضهم وفي نفس الوقت يتغنون بها، ولأن فسحة الحريات شحيحة في بلداننا عبر الربع عمّا يجول في خاطر الكثيرين من خلال تناقض الساسة في الحكم والقول .
 
عوامل مهمة امتلك ناصيتها الربع وفريقه وهي أنهم شغلوا أماكنهم بجدارة وسلاسة بعيداً عن أسلوب التهجي والتسميع الذي للأسف هذا العام ينتهجه كثير من الممثلين والمقدمين والمذيعين وهو أسلوب يدور بصاحبه في حلقة مفرغة فلا هو يؤثر ولا يجني رجع صدى.
 
أعرف أن كثيرين سيختلفون معي من زوايا يرونها مغايرة ولكني على ثقة بأن هؤلاء أنفسهم تسمروا أمام الشاشات عند كل إطلالة للربع ومن خشيَ التسمر لغرض اتهامه أو التشكيك تسلل خلسة واستعرض الحلقة من اليوتيوب مستعينا بسماعة الهاتف.
 
في مدارس الاعلام ونظرياته فان نقد التلفزيون يجب أن يتكئ على عُكَّازتين في حركته، الأولى موضوعية، وتتمثل في فحص ما يبثه على ضوء المعايير المهنية والجمالية التي رسختها الممارسة التلفزيونية، والثانية تتمثل في البعد الذاتي المرتبط بالذوق والمتعة والتي تجعل تقدير الناقد مختلفاً من منتج إلى آخر. ويُقصد بالذوق هنا ذائقة الجمهور الذي توجه له المادة التلفزيونية، والحساسية الفنية والجمالية المتناغمة مع العصر وهو ما اجاده ( الربع المكتمل )
 
كان الحوثي ومليشياته اقل حضورا في حلقات البرنامج التي توزعت على كل الأطراف ، والحقيقة ان كل النتؤات التي ظهرت خلال السنوات الست الماضية هي نتاج للانقلاب الحوثي والتي كان من المفترض ان يتم التطرق اليها بصفتها الإبن غير الشرعي للحوثي ( فالحوثي هو مصيبة ومعضلة اليمن الحقيقية ، والقاعدة و بقية الفصائل والمليشيات المسلحة بمختلف المسميات ماهي الا اعراض جانبية للوباء الكبير )
 
من الطبيعي أن يكون هناك جوانب قصور في بعض الحلقات كانت تحتاج إلى مزيد من الإضافات والتدقيق التاريخي والسياسي لكن غير الطبيعي هو ذلك الكم المهول من المشاهدات والمتابعة للحلقات التي لخصت واقع بلاد وشعب غارق في متاهة لا يبدو لنهايتها أفق.
 
متابعات ومشاهدات تفوق بكثير ما تحققه وسائل إعلامنا المدجّنة غثاءً وعبثية والمتخمة سياسة وتبعية .
 
عودة عابرة لأي من حلقات الربع التي لا مجال لشرحها هنا تكفي للمختلفين معي والمشككين تبعاً لهوى مريديهم أن تكشف عن مستوى وجودة وموضوعية ما جاد به الفصل ورئيسه وطلابه ليصبح الربع رئيساً بلا منازع وبتعميد ( ناجح ومنقول الى الجامعة ).

التعليقات