من يوميات الحرب يستنتج بداهة بأنه ثمة محاولة لتفخيخ اليمن بكل عناصر اللإستقرار، وجعل الأمل في عودة الحياة السياسية الطبيعية مستحيلاً. فقد انحرفت الحرب عن هدفها المعلن وكأن استمرارها فقط لتصبح نمط حياة يومية بمدى زمني مفتوح وبلا حدود وليس كأداة لحسم صراع يتعذر حسمة عسكرياً، وعلى هذا يبدو بأن ستشهد في الأيام القادمة تحالفات جديدة لكنها لن تكون على طريق الحل بل على طريق استدامة الحرب ، الأمر الآخر كأن التحالف يريد ان يثبت عملياً في تفاصيل يوميات الحرب بأنها حربا يمنية سعودية ويدحض ما أعلن بأن مسوغات التدخل لإعادة الشرعية وبهذا ليس فقط سيلتف اليمنيون مع طرفي الانقلاب بل وحتى مستقبلاً بعد توقف هذه الحرب بشكل أو بآخر فالذاكرة اليمنية وإيقاع الشارع اليمني سيتمحور حول تداعيات وإفرازات الحرب المادية والمعنوية وستسخر إيران ذلك لعودتها بقوة بفضل هذا الحرب لليمن لاستغلال حالة الانتقام لمأرب واجندات إيرانية على عاتق شباب ومقدرات اليمن ، بمعنى معاناة الشعب اليمني سيضل سواء في زمن الحرب او ما بعد الحرب .
وعندما تضع الحرب أوزارها وهذا طبيعي فأي حرب لها نهاية ، لقد عمل التحالف عن إطالة الحرب بدون أفق واضح للحسم رغم انه شن عاصفة العجز ولازمة الفشل مع العجز في آن واحد.
بنهاية الحرب في شكلها الحالي بداهة لا يعني السلام بأي حال من الأحوال ، لكن بداية فصل آخر لما يراد من دول الإقليم من رسم مستقبل اليمن بيد عملاء الداخل ومن يفترض تدخله في هذه الحرب بمسوغ استعادة الشرعية لكنه بعد كل هذا الدمار استنسخ انقلاب آخر وبإسناد ودعم التحالف نفسه .
ووفق هذه المسوغات وبعد عامين من اتفاق استوكلهم وبضعة اشهر من اتفاق الرياض المخزي الذي سلمت بموجبة حكومة الشرعية مصيرها بيد غيرها المحلي والإقليمي ليزيد من تجذر الحوثي .
ومما زاد الطين بله وتعقد الحالة في اليمن في العامين الاخرين هو انكشاف حقيقة التحالف وطرفي التحالف السعودية والامارات للسذج وخاصة السعودية التي الى قبل عامين كان البعض يظن خيرا بها وتدريجيا انكشفت كل النوايا وخاصة عندما بقت الشرعية مرتهنة في الرياض
وبعد سقوط سقطرة بتواطئ وضوء اخضر سعودي اتضح كل شئ والان شرعنة الانقلاب المستنسخ جاري على قدم وساق وهو ما يعني طي صفحة الشرعية وإضعافها أكثر مما كانت .
فالعلاقات جدلية بين الانقلابين فتثبيت انقلاب الحراك يجذر ويسوغ لسابقة والعكس صحيح وبهذا فأن المرحلة القادمة وغداة وضع الحرب أوزارها بصيغة او بأخرى سيكون منعطفا ام تهيئة لحرب أهلية في حال انتهت الحرب بشكلها الحالي وتواري مفردة ( العدوان) لكن حتما بأن حرب ستلد أخرى لكن المرة القادمة ستكون طويلة وبدون مفردة ( العدوان) وهذا أفضل لليمن حتى لا يكون مسوغ لكلا من التحالف والحوثي للتنكيل باليمن فكلا يتذرع بالأخر وسوا تم اتفاق شكلي على الورق لتقاسم السلطة تحت عنوان ” التوافق” او بدونة فالحرب قادمة لا محالة فبداهة فاليمنيين لن يصبروا دهرا فليفطروا ببصلة باتفاق هش يبقي ميلشيا الحوثي ليس الثلث المعطل بل الكل المعطل في شكل ديكور ديموقراطي مشاركة شكلية لقوى سياسية آخرى من ضمنها مسؤلي الشرعية الذين سيكونوا طعماً لأي اتفاق لتبدءا حركة تصفيات لن تكون فقط من ميلشيا الحوثي التي تمتلك كل مقدرات الدولة بل ربما من عناصر منفلتة تستغل نقمة وغضب الشارع من سبع سنوات عجاف لينتهي الأمر بهذا الحال
*كاتب يمني وسفير في الخارجية