ست سنوات انقضت، وسنوات قادمة تحمل في طياتها المزيد من الألم لليمنيين، بعد أن اجتاحت المليشيات الحوثية عاصمة الدولة صنعاء واستباحت المؤسسسات العامة والخاصة، لتعيد ابناء اليمن إلى زمن الإمامة البائد، وثقافة العبد والسيد.
ست سنوات من النكبة الحوثية في 21 سبتمبر، تجرع اليمنيون كل أنواع الجحيم، صادرت المليشيات حقوق الناس وحرياتهم، انتهكت الحرمات، وبجرت دور العبادة ومنازل المواطنين، مارست الخطف والإخفاء القسري، لكل المعارضين لفكرها، وسلالتها العنصرية، وزجت بالكثير من المدنيين في سجونها بعد اقتيادهم من أماكن عملهم ومنازلهم بدون أي تهمة.
تحتفل المليشيا اليوم بمرور ست سنوات من الانقلاب، فيما اليمن تقف على حافة المجاعة، حيث أن نحو 24 مليون يمني بحاجة ماسة للغذاء، وفقاً لتقارير دولية، بينما نحو 5 مليون طفل في سن الدراسة لا يحصلون على التعليم.. تحتفل المليشيا اليوم بذكرى انقلابها، بعد أن جعلت اليمن يعيش أسوء أزمة إنسانية في العالم، تتقاذفه الأوبئة والمجاعة والحروب.
ست سنوات تحولت اليمن في عهد المليشيا إلى ساحة قتال تتصارع عليه الكثير من القوى، فككت النسيج المجتمعي، وأشعلت الثأرات في قلوب اليمنيين، فلا منجزات من انقلابها، سوى مقابر الموت التي تفتتحها كل عام، بعد أن جعلت من شباب وأطفال اليمن، وقود لحربها العبثية، ومشروعها السلالي الطائفي.
بعد ست سنوات من الانقلاب، لا تزال المليشيا تواصل حربها ضد المدنيين، واغراء مقاتليها باستباحة المدن، غير مبالاة بعدد الضحايا الذين تدفع بهم بشكل يومي إلى جبهات الموت، خدمة لمشروعها العنصري.
خلال الأسابيع الأخيرة، دفعت المليشيا بجحافلها لأقتحام مأرب، ممنيةً نفسها بالاحتفال بذكرى انقلابها في عاصمة الجمهورية مأرب، إلا أن أحلامها الظلامية تكسرت أمام صلابة أبناء سبأ، الذين حولوا رمال الصحراء، إلى أخدود يلتهم كل حشود المليشيا.
تبقى نكبة 21 سبتمبر، أسوء الصفحات في تأريخ اليمن.
الخلود للشهداء والشفاء للجرحى المدافعين عن الجمهورية، ولا عزاء لمنبطحي الشرعية، ومحايدي المصالح.
وعاشت ثورة 26 سبتمبر المجيدة.