يقول السطر الأول في تاريخ جمهوريتنا بأن المملكة العربية السعودية سعت وبكل الوسائل لواد احلام اليمنيين في القضاء على الحكم الملكي في شمال الوطن، وعلى رحيل المستعمر البريطاني من جنوب اليمن.
وتحكي وثائق سبتمبر وأكتوبر عن دور السعودية في دعم وتمويل المناهضين للحكم الجمهوري وتزويدهم بالاسلحة والمعدات الثقيلة لقتال اليمنيين المتطلعين للحكم الجمهوري وللحرية والاستقلال.
ويسرد التاريخ كيف تمكن اليمنيون من تسطير ملاحم بطولية قادت الجمهوريتين الوليدتين لانتزاع اعتراف المملكة بهما في مطلع السبعينيات.
وأن رضوخ الرياض لإرادة اليمنيين لم تكن عن قناعة ورضى، فقد ضلت تعمل دونما هواده نحو تعزيز الصراعات السياسية والحروب الشطرية بين اليمن الشمالي والجنوبي.
وكيف سعت جاهدة نحو الحيلولة دون تحقيق الوحدة اليمنية، وعلى عدم استقرار البلد وازدهاره.
تلك هي خلاصة خمسون عاما من الخذلان والتخبط والتيه في الملف اليمني.
ذلك هو الحصاد المر الذي ذاقه اليمنيون من جارتهم الكبرى، التي كانت ملكية اكثر من الإمام البدر وتريد أن تكون جمهورية أكثر من الرئيس هادي.
فمن هو المعتوه يا هذا؟
هل المعتوه هو من انقاد خلف اوهامكم بإعادة نظامنا الجمهوري، أم من اكتشف تلك الكذبة الكبرى؟.
فكيف لمن يكفر بالجمهورية والديمقراطية والتعددية السياسية أن يعيد حقنا المسلوب.
كان عبدالعزيز جباري و مختار الرحبي و أنيس منصور و سيف الحاضري الاكثر حماسا بيننا لتحالفكم.
وقبلهم كانت توكل كرمان و سمير النمري من اوائل المؤيدين لكم دونما تردد حتى.
كانوا كغيرهم من اليمنيين المهللين لنصرتكم.
فما الذي تغير أذن؟
انحرفت اهداف التحالف العربي فاتسعت رقعة المناهضين له من انصار الشرعية، وبذلك خسرتم حلفائكم وانصاركم.
وماذا بعد.. تحملوننا فشلكم واخفاقكم وتخبطكم.