يقول أحدهم: (أنا لست ملحدا.. أنا أؤمن بالخالق. لكن فكرة النبوة بأن الله يتواصل مع عينة من البشر - الأنبياء - لتبليغ الناس فهذا لا يليق بخالق يتصف بالعدل.
ففكرة النبوة هي أن يأتي أحد من الناس ليقول لنا أن الله قد اتصل به سرا ليبلغنا بوجوب عبادة الله وأن لا نجاة لنا يوم القيامة إلا باتباعه).
أنظروا أيها الناس إلى أي مستوى منحط وصلنا في التفكير! ثم بعد ذلك نستغرب ونتساءل عما يحدث لنا من مصائب وكوارث وحروب ودمار؟؟؟!
لا أمانع حرية الفكر والاعتقاد، ولا أحاربها، بل أؤكد على الحريات بكل أشكالها مالم تضر حرية الأفراد كيان المجتمع ككل: " لكم دينكم ولي دين".
لكني أعارض وبشدة أن يدعي الإسلام من ينشر الكفر والإلحاد!
أعارض بشدة فكرة الانتماء لدين محمد بن عبد الله (ص) ممن يعملون على تشويهه وتحريفه وتضليل الناس بأسمائهم الإسلامية، وهم بعيدون أشد البعد عن حقيقة أصوله. لا فرق حينها بينهم وبين الآخرين من غير ملة الإسلام من ناحية المبدأ والمنتهى! سواء أسمينا ذلك كفرا أو شركا أو إلحادا أو حتى نفاقا.. هذا لا يغير من الأمر شيئا، فالأمر يتعلق بالمعتقد والسلوك القويم. كن مسلماًً إن شئت.. بل كن كافرا لو أحببت أو مشركاً أو ملحدا.. أو حتى منافقا! لاضير فهذا أمر راجع إليك، وحق كفله لك الخالق سبحانه، ولذلك خلقهم وخلق الجنة ولنار.
-فالمسيحي كافر بالله وليس بالإسلام فحسب: "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة".
- وكفار قريش كفرة ومشركون:"قل يا أيها الكافرون"، "والذين اتخذوا من دونه أولياء مانعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى".
- ومن لا يؤمن بالله هو أيضا كافر: "إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا. أفمن يُلقى في النار خير أم من يأتي آمناً يوم القيامة، اعملوا ماشئتم إنه بما تعملون بصير". " ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه".
- والذين يكفرون بالنبوة والرسالات أيضا ملاحدة، والذين يكفرون بالغيب، والحياة الآخرة ملاحدة أيضا: " قالوا ياقوم إنا إليكم لمرسلون. قالوا ما أنتم ألا بشر مثلنا وما أنزل الرحمن من شيء إن أنتم إلا تكذبون".
"وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقآء الآخرة وأترفنٰهم في الحياة الدنيا ماهذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون. ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون. أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابً وعظاماً أنكم مخرجون. هيهات هيهات لما توعدون. إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما نحن بمبعوثين. إن هو إلا رجل افترى على الله كذباً وما نحن له بمؤمنين". (المؤمنون/ 33-38).
ياقومنا!
كفاكم هراء وهزل! كفاكم ضياع وتيه! كفاكم هرطقة وزندقة.. وفلسفة كذابة منحرفة.
تكلمنا عن الخلافة الإسلامية والدين هو الحل، ثم انحرفنا عنه وعن مبادئه.
تكلمنا عن العلمانية وطبقناها بالغلط والمقلوب.
تكلمنا عن الديمقراطية، وانحرفنا عنها، وحرفناها.
تكلمنا عن الحريات فكبتنا الفكر، و اعتقلنا العقول، وكتمنا أنفاس الحرية نفسها.
تكلمنا عن الحريات فقلبناها مسخرة وزندقة ومزلقة إلى الهاوية.
ضعنا وضعتم وأضعنا الأوطان، والسبب هو نعيقنا كالغراب، ننعق ونحن صم وبكم وعمي.. ولا نفقه من أمرنا شيئا.
لقد صرنا كالحمير نحمل الأسفار ولا نستفيد منها.. بئس القوم نحن.. فمن أين ستأتينا الهداية؟!
زمزم فينا ولكن أين من
يقنع الدنيا بجدوى زمزم!