عبدالوهاب العمراني

عبدالوهاب العمراني

كاتب يمني سفير في وزارة الخارجية اليمنية

كل الكتابات
شبوه غداة تعيين محافظ جديد.. تحركات لوجستية مشبوهة
الإثنين, 27 ديسمبر, 2021 - 07:40 مساءً

لمن يرصد تداعيات وإفرازات تعيين محافظ جديد بإيعاز التحالف لم يعد الأمر طلاسم والغاز بل سيناريو بداء تنفيذه بوضوح تام والأمر لا يدعو للحيرة، ووصفا ما جرى ويجري في الساعات التي أعقبت صدور قرار التعيين يرى إنها مسرحية هزلية بانسحاب القوات الممولة من الإمارات من الساحل باتجاه شبوة متزامنا مع انسحاب قوات ميلشيا الحوثي من بيحان باتجاه البيضاء.
 
وبداهة هذا التحرك اللوجستي بتواطؤ إماراتي انتقالي بعد ان تنفست هذه الجهات الصعدا بإبعاد المحافظ المقال محمد بن عديو الذي طالب بإخراج القوات الإماراتية التي حولت منشآت نفطية لثكنات عسكرية.
 
هرولة قوات طارق مما يسمى جبهة الساحل وهو مسمى جديد من قبل التحالف مع ان محافظة الحديدة يفترض نظريا إنها في حالة سلام مؤقت متفق عليه حسب اتفاق ستوكهولم.
 
ما جرى ويجري في الآونة الأخيرة هو تهيئة الظروف الموضوعية لمرحلة مقبلة في طريق تحقيق الانفصال وهو باتفاق ضمني او واضح مع الانقلابين صنعاء والمستنسخ في عدن.
 
وبداهة بما ان إبعاد المحافظ السابق محمد بن عديو وتعيين عوض الوزير محافظا لشبوة يعني انتصار المشروع الانفصالي في الجنوب.
 
لعبة القط والفار بين اطراف النزاع في الإقليم ووكلائهم المحليين كان السيناريو في جبهة شبوة يعود للمربع الأول غداة انسحاب الحوثي بدايات الحرب.
ففي أكتوبر 2017 على سبيل المثال كانت خطة الحوثي ان يدخل ال عواض ليصل الى حدود مارب من جهة البيضاء بالتزامن مع تحرك الحراك الانفصالي للسيطرة على بيحان للوصول الى حدود مأرب من جهة شبوه  ، وبالطبع الهدف مارب وبتنسيق مع دولة الطرف ..
 
وفي رصد تحركات لوجستية على مدى سنوات الحرب فيما يخص الأمر بجبهتي شبوه ومارب دخل الحوثي بيحان ثم التف على حريب مارب، وآنذاك وصلت تعزيزات للجيش استعاد خلالها عدد من المواقع في بيحان ، في المقابل دخل الحوثيون حريب وسيطروا على مركزها.
 
على ما يبدو ان المخطط كان مرتب جيدا ولم يتوقعوا تداعي بقيه قبائل البيضاء لنصرة ال عواض بسبب مواقف مشايخها مع المخلوع وهذا برأيي ما افشل تقدم الحوثيين ..
 
تم عقد الصلح لكن الحوثيين لا عهد لهم ولا ميثاق ..
 
وفي هذا السياق يرى الكاتب يس التميمي :" القائد السعودي في جبهة شبوه كان قد اعتبر تصريحات بن عديو اشد وقعا من صواريخ العدو الحوثي، معتبرا الحوثي عدوا ظاهرا، وهو امر استدعى من بن عديو ان يسأل القائد السعودي عما إذا كان يعتبره عدوا مخفيا، وانتهت المراسلات التي يبدوا انها تمت عبر تطبيق الواتس بحظر القائد السعودي.
 
القائد السعودي هدد بوقف الطلعات الجوية فوق مارب والتوقف عن إسناد المعركة هناك، وسرعان ما عكست تلك التهديدات موقف القيادة السعودية التي خيرت قيادة الشرعية بين مارب او بن عديو.
 
وبالفعل توقف تحليق الطيران فوق مأرب لمدة يوم كامل، استغله الحوثيون في التقدم نحو البلق الشرقي واستخدام مروحية قتالية لاول مرة ، وهو الامر الذي انعكس فعليا على المعارك في مارب بعد توقف ليوم واحد فقط ، وما سقوط 1200 حسب اعلان آخر بيان للحركة الحوثية في  نحو 26/12/2021  من ديسمبر الجاري الا تأكيد لهذه التوقعات.
 
تلقى بن عديو اتصالا من الرئاسة بهذا الخصوص، فكان الرد من بن عديو أنا ذاهب الى الاردن للعلاج ولكم الخيرة في عمل ما تريدون، فرد مكتب الرئيس بأن ما سيتخذونه ليس خضوعا للإملاءات بقدر ما يعبر عن إرادة مستقلة.
 
وهكذا تأتي الإقالة خاتمة لتصعيد وضغوط مشتركة وممنهجة من جانب السعودية والإمارات ضد وجود بن عديو في منصب المحافظ، تضمنت فيما تضمنت إفساح المجال للحوثيين للتقدم صوب مارب عبر شبوة وعدم قيام الطيران بإسناد المقاتلين في بيحان.. "
 
ويتضح جليا لكل لبيب بأن ما يجري على الارض مؤخرا من قبل وكلاء التحالف والحوثيين مدى التخادم  سواءكان ضمنيا او بتفاهمات وتوافقات سرية لكنها في الجملة تسير في اتجاه اهداف الحوثي ودولتي التحالف في تجذر حالة الانقسام والتهئية للانفصال الذي ربما لم يحن وقته في الامد القريب حتى تنضج الطبخة ويزداد المشهد انقساما وتعقيدا بالتوازي مع صعوبات اقتصادية وتقلص دور ما يسمى بالشرعية التي غدت مجرد تشريع لحرب التحالف ضد اليمن .
 
*  كاتب يمني وسفير في الخارجية
 

التعليقات