ما نعنيه بالقواعد: الملامح الاساسية او العوامل والمحددات الرئيسة او المبادئ التي على ضوئها يتم تفسير التصرفات الاقتصادية للأفراد وفقا للممارسة الفعلية لكل فرد وليس وفقا لما ينبغي أن يكون عليه هذا التصرف. فهناك تصرفات للأفراد تبدو غير عقلانية او انها تصرفات متسرعة حيث الافراد عاطفيين وغير عقلانيين او متمسكين بمفاهيم وأحكام متحيزة .ومن تلك التصرفات ما يلاحظ في بعض مظاهر السلوك الفردي المغاير لما هو معروف في أدبيات الاقتصاد التقليدي. ولذالك يطلق على الاقتصاد السلوكي بالاقتصاد شبه الرشيد.
هناك إذن عددا من القواعد او مااسميته انا بالمقولات الرئيسية للاقتصاد السلوكي وهي:
1- هندسة المعلومات حيث تعني هذه المقولة ان قرارات الأفراد أو تصرفاتهم الاقتصادية تختلف تبعا لاختلاف المعلومات التي تعرض فيه الخيارات المختلفة .اي ان تكييف المعلومات او اختلافها تؤثر في المزاج النفسي للأفراد وتحفزهم على تصرف مختلف لكل حالة.
2_ التنبيه او التحفيز او الترغيب وتعني انه بالإمكان استدعاء انتباه الأفراد وتحفيزهم على اتخاذ القرار الصحيح. اي حث الأفراد على خيارات سلوكية مرغوبة دون إجبارهم عليها.
3- الميل إلى التشبث والحفاظ على الوضع الحالي وتعني ميل السلوك الفعلي للأفراد إلى التشبث والتمسك بالوضع الحالي لأنهم اسيرو العادات وتلك التصرفات تكتسب أيضا بالخبرات والتدريب ومن ثم فإن الخبرات هي التي تفصح عن الخيارات المناسبة للأفراد وليس بالضرورة القواعد المعروفه في الاقتصاد المعاصر (التقليدي) مثل قوانين الطلب والعرض.
4 - تجنب الخسارة وتعني ان الأفراد عادة هم كارهون لألم الخسارة وبالتالي يميل الأفراد إلى المحافظة على الحالة الراهنة كدافع لتجنب الم الخسارة من أي تصرف ومن ثم يفضلون تقييم او تثمين الشئ او. السلعة التي يملكونها بمستوى أعلى من الأشياء المشابهة التي لا يملكونها.
5- المحاسبة الذهنية او العقلانية المحدودة وتعني عملية التفكير في كيفية التصرف بالنقود من قبل الفرد أو كيفية تخصيص النقود (الدخل مثلا) على اوجة الانفاق المختلفة حيث عملية المحاسبة الذهنية تبسط عملية صنع القررات المالية للفرد التي من شأنها أن تؤدي في النهاية إلى عدم الاسراف في الانفاق على الأشياء غير الضرورية حيث لكل بند من هذا الانفاق صلة ما بمحاسبة ذهنية منفصلة اي له ميزانية خاصة به ومؤشر مرجعي خاص به كذالك. ان عملية المحاسبة الذهنية تتضمن من جهة أخرى إمكانية وقوع الأفراد في الخطاء في تصرفاتهم الاقتصادية حيث لا تتوفر لهم العقلانية والرشاد في كل التصرفات الاقتصادية لذالك يقومون. بعملية المحاسبة الذهنية.
6- نموذج الفاعل المخطط او مخاوف الانضباط الذاتي وتعني ان الفرد يعطي وزن اكبر للرغبة في التصرف في الوقت الحاضر(تصرف استهلاك او إنتاج او منفعة) مقارنة بالرغبة للتصرف في المستقبل، وتتضمن هذه المقولة أيضا عملية التصارع بين الرغبتين حيث يتنازع شخصية الفرد وجهان متناقضان: الوجه الفاعل ذو البصيرة القاصرة الذي يهتم بالمنفعة قصير الأجل، والوجه الآخر هو المخطط ذو البصيرة النافذة الذي يهتم بالمنفعة طويلة الاجل.
في الحلقة القادمة نعرض عليكم بعض الأمثلة لهذه التصرفات التي تفسرها تلك المقولات انفة الذكر إلى اللقاء.
*نقلا عن صفحة الكاتب في فيسبوك.