قواعد مهنية.. تحدث كي أراك
الاربعاء, 02 مارس, 2022 - 05:37 مساءً

"الإلقاء بين النطق وفن النطق "[1]


•لماذا يفضل الناس مذيعا عن آخر ؟،ويستمعون لمذيع ساعات دون ملل سواء في تعليق صوتي أو في تقديمه لنشرة أخبار أو برامج ؟

•يذهب البعض الى  أن الموضوع الذي يُقدَّم قد يكون هو من يستحوذ على اهتمامات المتلقي بغض النظر عن المذيع الذي يقدمه،،ويبدو هذا منطقيا الى حد ما ،لكن هذا الافتراض ينفيه المحدد الذي يقول "إن المذيع غير المحترف يستطيع أن يجذب اهتمام متابعيه بعض الوقت ليخسرهم في أقرب وقت"،بمعنى أن أهمية الموضوع قد تكون مصيدة يقع فيها المذيع غير المتمكن،،ماوجه التمكن هنا ؟

•كثيرة هي عوامل التمكن لدى المذيع ،لكننا نكرس الحديث اليوم فقط عن عنصر "الإلقاء والتعبير بالصوت"،
فأولئك القادرون على التعبير بالصوت يستطيعون ببساطة إعطاء المدلولات اللفظية مدلولات صوتية تليق بها ،
فلاشك أن المحتوى "وقد أدت الفيضانات الى دمار كبير في المدينة "،يترجمه أداء صوتي مختلف عن ذلك القائل "وسيبحث الجانبان عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك"،،

•أول شروط تميز  المذيع الانتماء للمهنة والشغف بها ،وإلا سيغدو بمرور السنين مجرد موظف ،،فالفنان الذي ينتمي ويعشق ويخلص لمهمته يستمر حاضرا جيلا بعد جيل والأسماء كثيرة في هذا السياق ،بينما ذلك الذي يجيد العزف وصوته جميل ولكنه لايحب المهنة ولا ينتمي اليها،ففي أحسن الحالات سيتحول الى فنان أعراس أو ربما بعض الأعراس وحفلات الزواج ،

•المذيع المنتمي بعد ذلك تدفعه رغبته للأخذ بالقواعد والتي هي تطبيق "فن النطق"،عند الالقاء من منطلق أن الالقاء هو "فن النطق بالكلام على هيئة توضح الالفاظ والمعاني"،،بينما الآخر سيؤدي نطقا وسيوضح ألفاظًا بدون معاني ،فافتقاد الفن يعني النطق فقط وبالتالي توضيح الألفاظ ،،وهذه مهمة كل الناس في الشارع وفي الجامعات وحتى الأسواق،فبإمكان سائق سيارة الأجرة أن يقرأ لنا موجز الأنباء ونفهم كل ماقاله لكننا لن نقتنع ولن نهتم لأن طريقته لاشك ليست كما هو حال قراءة المذيع ،،
•امتلاك فن النطق بعد الانتماء والحب له قواعد متعلقة بتوظيف الصوت وفقا للمحتوى كما يلي :-
•الاهتمام بالبدايات 
•الاهتمام بالنهايات 
•التنويعات الصوتية "تنويعات الوسط "،وهي "نبر ..تلوين ..تنغيم ..لتشكيل موسيقى الكلام "..
والاهتمام المقصود هنا هو بإعطائها مساحات صوتية أوسع "للبدايات والنهايات"،
•كيف نحدد البدايات والنهايات ؟
يتحقق ذلك بخطوة هامة يعرفها المذيعون والمقدمون وهي خطوة تقسيم النص،
فقد يكون لكل فقرة في خبر ما بداية ووسط ونهاية ،،وقد يكون على مستوى البيت الشعري الواحد بداية ووسط ونهاية،،
[أتدرين ياشمسُ ماذا جرى؟
سلبنا الدجى فجرنا المختبي
طلعنا ندّلي الضحى ذات يوم 
ونهتف يااااشمسُ لاتغربي..]
هذه الأبيات البردونية ،كمثال هنا فيها دلالات عدة ،ففي البيت الأول بشطريه نحتاج لقراءتها كمذيعين الى التالي:-
•مساحة صوتية أوسع تترجم الاهتمام بالاستفهام (أتدرين..ماذا جرى؟)
دلالات الاستفهام تترجمها درجة صوت صاعدة وليس خامة ،فالدرجة غير الخامة كما سيأتي لاحقا ..
•محددات النبر مع درجة  هابطة تفيد الإجابة والتوكيد عند قوله "سلبنا الدجى فجرنا المختبي"
•وهكذا وصولا الى النداء والترجي عند قوله "ياشمسُ لاتغربي"،،
وتقدير المذيع للمساحة الصوتية المطلوبة احتكاما للمحتوى بناءً على خطوة تقسيم النص ،   
هذه التقنيات تصل بنا كمذيعين الى مرحلة موسيقى الكلام ،وتجاوز  الجمود الصوتي،الذي يسمى أم المشاكل ويقود الى الرتابة الصوتية التي قد تقتل أي محتوى هام ،

•الخلاصة أن "فن النطق"مرتبط بوصول دلالات الألفاظ ومعانيها ،بينما النطق المجرد من الفن  يساعد في ايصال الألفاظ ،وهنا فرق جوهري بين الأمرين ..
•لابد من الاشارة الى أن هذه فـــي الغالب إحاطة نظرية ،لكن مجال استيعابها بحاجة الى بيئة تطبيق كاملة ،

التعليقات