قواعد مهنية ..تحدث كي أراك "2"
الجمعة, 04 مارس, 2022 - 06:27 مساءً

"التصوير بالصوت  والتخلص من  أم المشاكل"  

•إذا لم نستطع كمذيعين التصوير بالصوت فنحن مجرد ناطقين مثلنا مثل غيرنا من عامة الناس ،،
فالحزن له تصوير غير السرور والفرح ،والخشوع كذلك ينبغي تصويره غير الغضب...وهكذا .
•(هنا إذاعة القرآن الكريم من مكة المكرمة)،،لاشك تحتاج الى أداء مختلف عن (هنا صوت المنوعات من القاهرة )

•"اللهم نشكوا اليك ضعفنا وقلة حيلتنا وهواننا على الناس"..ألا تحتاج لأداء صوتي غير ذلك الذي تحتاجه عبارة "هذا صباح منعش وجميل،فهيا لنستمتع بلحظاته "
•هل يكفي أن يكون صوتك كمذيع جهوريا أو خامة قرار  لتتمكن من الإلقاء والتميز فيه؟
 
•النوع الصوتي وحده مهما كان متفردا لايكفي للتميز ،صحيح أنه يساعد كثيرا لكنه لايحقق كل شيء،
فالمطلوب هو التوظيف الصحيح لذلك الصوت بما يتفق مع المحتوى المقدم،

•يتفق خبراء الالقاء على أن أم  المشاكل في عملية الالقاء هي الرتابة ،والرتابة هنا يقصد بها الرتابة الصوتية المتمثلة بالاستمرار في نطق الجمل ونهاياتها بطبقة صوتية واحدة أو بنمط صوتي واحد من البداية حتى النهاية،،اي "بداية ونهاية كل فقرة"وليس بداية ونهاية كل مادة مكتملة مقروءة ،(ملاحظة ..مثل الرتابة الصوتية هناك رتابة لغوية وجسدية)سيأتي الحديث عنها لاحقا ،

•لماذا يظهر مذيع ما مقنعا للناس وهو يقرأ موجزا للأنباء كما لو انه يقرأ قصة مشوقة أو قصيدة عصماء ؟
ومع المذيع ذاته بدت قصيدة ما في غاية الدهشة والتأثير بينما مع مذيع آخر بدت القصيدة ذاتها بلا قيمة ،وانصرف عنه الناس وهو يقدم موجزا للأنباء قدمه زميله بنفس الأخبار قبل ساعة ؟
•لاشك أن السر يكمن في القدرات الصوتية ليس من حيث نوع الخامة ولكن من ناحية "التنويعات الصوتية"
والمقصود بها "النبر  أو التنبير كما يسميه البعض"
و"التنويع ...والمقصود به التموجات الصوتية على مستوى الجمل ،بينما "التنغيم "يكون على مستوى الألفاظ بحسب دلالاتها ،
كل هذه تشكل مانسميه موسيقى الكلام أي أنك كمتلقي عندما تسمع المادة المقدمة كأنك تسمع كلاما مموسقاً،ويكون تحققَ عنصر "التصوير بالصوت "،

وللـــتـــوضٰٰٰــيــح،
[عقد الوفدان الروسي والأوكراني قبل ساعات جولة جديدة من المحادثات على الحدود البيلاروسية الأوكرانية"وقف1"
الجولة سادها توتر  شديد وخلاف كبير في المواقف دون إحراز تقدم ملموس"وقف2"
هذا بينما تعرضت العاصمة الأوكرانية "كييف"الى قصف روسي عنيف خلال ساعات الليل"وقف 3 نهائي"..

بالتحليل الصوتي للنص أعلاه وفقا لمحتواه يتبين أن على المذيع الجيد أن يدرك التالي :-
1-عقد الوفدان الروسي والأوكراني ..هنا بداية تحتاج الى الاهتمام بها بإعطائها مساحة صوتية واسعة 

2-البيلاروسية الأوكرانية ..نهاية أولى تحتاج الى خفض الصوت خفضا معلقا يوحي بنهاية فقرة ،

3-كلمة "الجولة" بعد الوقف الأول تمثل بداية جديدة لفقرة جديدة تحتاج الى الاهتمام بها بمساحة صوتية فيها رفع بسيط جدا للصوت يفيد في إحداث تلوين جاذب وليس رفعا يخرج عن سياق الخامة المستخدمة،
4-العبارة التي تحتها خط "توتر شديد وخلاف كبير "تحوي ألفاظًا  ذات دلالات  تحتاج الى التركيز عليها بنوع من الضغط المسمى "النبر "،بما يميزها عن غيرها في السياق المجاور ويسهم في جذب الانتباه ،
5-عند عبارة "دون احراز تقدم ملموس "التي تحتها خط ،لفظ "دون "ينفي التقدم ويحتاج الى تنغيم بسيط للغاية ،ثم يأتي دور التوقف الأوسع قليلا بعد "ملموس"ويحتاج نوعا من الخفض الصوتي للإيحاء بنهاية جديدة أوسع من السابقة ،
•بعد الوقف رقم 2 تأتي بداية جديدة تمثل فرصة جديدة لرفع الصوت بدرجة بسيطة في نفس الطبقة لتشكيل تلوين صوتي جاذب،
ثم يأتي لفظ "قصف روسي عنيف"للدلالة على محتوى يحتاج تركيزا عليه بالضغط "النبر مرة أخرى"،ليختتم الخبر  بالوقف رقم 3بعبارة "خلال ساعات الليل"،وهنا مطلوب الايحاء بنهايات أوسع توحي بنهاية الخبر وربما الانتقال لخبر آخر ،

•وهكذا يصل المذيع الى مبتغاه في القدرة على التصوير   بالصوت والتخلص من الرتابة الصوتية ،

دعونا نختم بمثال مختلف من خلال الأبيات التالية :-

فرشت فوق ثراكِ الطاهر الهُدُبا ..فيا دمشقُ لماذا نبدأ العتبا؟

أنت النساء جميعاً ما من امرأةٍ ..أحببتُ بعدك إلا خلتها كذبا
يا شام ..إنّ جراحي لا ضفاف لها ..فمسّحي عن جبيني الحزن والتعبا
————
..لابد من مساحة صوتية واسعة ودرجة صوتية  منخفضة عند المستهل"فرشت فوق ثراك الطاااهر  الهُدبا"..ثم تصوير نوع من الحسرة في النداء عند قوله "فيا دمشقُ"..تليه درجة صوتية صاعدة قليلا عند الاستفهام "لماذا نبدأ العتبا ؟"

وهــكــذا الــى نـٰهــايـة الأبــيـٰات
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك 

التعليقات