ونحن على أعتاب الاحتفاء بالذكرى السابعة لانطلاق بث قناة بلقيس الفضائية التي تصادف غدا الأربعاء الحادي عشر من شهر مايو، نتوجه بالشكر والتقدير وفائق الاحترام لجمهور القناة ومحبيها، الذين وقفوا إلى جوارها خلال السنوات العصيبة الماضية.
 
الحديث عن الإعلام وحرية الصحافة في ظل الظروف التي تعيشها اليمن منذ الانقلاب الذي قامت به مليشيا الحوثي في 21 سبتمبر 2014 حديث مليء بالمعاناة، حيث تتنوع الانتهاكات بحقهم بين القتل والتشريد والسجن وأحكام بالإعدام وخنق الأصوات، ومحاولة إخضاعها بالقهر حينا، وبشراء الولاءات والأصوات أحيانا أخرى.
 
 لقد اختارت بلقيس وفي ظل التجاذبات الكبيرة من قبل اللاعبين الإقليميين والدوليين والأدوات المحلية للصراع على السلطة والمليشيات العابرة للولاء الوطني، الانحياز لقضايا اليمنيين من المهرة إلى صعدة، ومن الجوف إلى سقطرى، إيمانا منها بأن الإنسان اليمني يحتاج صوتا يمثله، ويوصل معاناته إلى العالم.
 
 تعرضت القناة للمنع من العمل في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، والتضييق عليها وعلى طاقمها في عدن من قبل مليشيا المجلس الانتقالي التي مارست الإرهاب بحق العاملين في مكتب القناة هناك، الأمر الذي اضطرنا لإقفال المكتب، حفاظا على سلامة العاملين، وفي الساحل الغربي حيث تسيطر مليشيا طارق صالح على الأرض، تم منع القناة من العمل.
 
في هذا المقام نترحم على زملائنا الأربعة الذين فقدناهم في استهداف مباشر طالهم في كل من ذمار ومأرب وتعز وعدن بنيران مليشيا الحوثي، ونشد على أيادي زملائنا في الميدان، الذين يبذلون جهودا جبارة، لمواكبة تغطية الأحداث اليومية رغم الصعوبات والعراقيل.
 
لقد وعدت بلقيس منذ اليوم الأول لانطلاقها بأن تكون صوت اليمنيين، ملتزمة بإسناد جهود استعادة الدولة اليمنية ومقاومة الاستبداد، ومحاولات تقسيم البلاد وتحويلها إلى إقطاعيات خاصة لأمراء الحرب والمليشيا والأطماع الخارجية، والتمسك بأهداف ثورة فبراير ومبادئها الخالدة، في الحرية وحقوق المواطنة المتساوية، ورفض التوريث وعودة الإمامة، والهيمنة الخارجية، وكافة أشكال الثورات المضادة.
 
وما كان لقناة بلقيس أن تعمل بهذا السقف من الحرية والانفتاح على كافة القضايا بشفافية وخارج حسابات ضيقة دون الدعم المطلق من قبل مجلس إدارة القناة، ورئيسة مجلس إدارتها السيدة توكل كرمان التي لم تألُ جهدا في تقديم كل ما تحتاجه القناة ورسالتها من دعم ورعاية.
 
نجدد الشكر لجميع الزملاء العاملين في الميدان، ولطاقم القناة على جهودهم ومثابرتهم، والحفاظ على الحماس والمثابرة، لتقديم صورة مختلفة ومغايرة عن الإعلام اليمني، وقدرته على تجاوز كافة العراقيل والصعوبات.
 
التحية والشكر المستمر لجمهور القناة ومحبيها، الذين لطالما كانوا المحرك والداعم الحقيقي للقناة، لاستمرارها في تقديم رسالتها الإعلامية.