"الشعبوية" واللهجة "الدارجة" ومذيعو الطفرة
الخميس, 26 مايو, 2022 - 05:10 مساءً

•نسمع الآن ونشاهد مذيعين كل مايجيدونه هو قواعد "لهجة حاراتهم"،أو مناطقهم ومحافظاتهم في أحسن الأحوال،ومع ذلك يملؤون الأثير  صخبا وضجيجا.
 
•مذيعات يرددن يوميا "حزاوي الجدات" و "الأمهات" وينثرنها "بلهجات دارجة بل وموغلة في المحلية الضيقة التي لا يكاد يفهما عشرون مستمعا، وأخريات لا يستطعن الحديث والتقديم إلا بلهجات سوريا ولبنان ومصر  وربما لم يسبق لهن المغادرة الى بعض مناطق اليمن.
 
•ومذيعون كل ما يقدمونه لا يعدو عن كونه تبادلا للضحكات طوال فترة البث.
 
•والسؤال: هل التقديم بلهجة  شعبية  ظاهرة صحية ؟
 
للإجابة ينبغي مراعاة التالي:-
 
أولا .. أن من مهام وسائل الإعلام الارتقاء بأذواق الناس وأفكارهم وثقافاتهم وهذا لايكون إلا من خلال لغة راقية مفهومة "فصحى مبسطة "،أو "اللغة البيضاء" التي تراعي كافة المستويات.
 
ثانيا ..وللمقدمين والمذيعين الذين تستهويهم اللهجة الشعبية في برامجهم وما يقدمون ينبغي مراعاة أن صنعاء تعد "جمهورية مصغرة " وهذا ما أقوله دوماً للدارسين والطلبة والملتحقين بالدورات التدريبية، وهذا يعني أن سكان صنعاء اليوم من المهرة وسقطرى وحضرموت وأبين وحتى الحديدة، فهؤلاء لا يفهمون ما يظل يردده مقدمو البرامج من ألفاظ دارجة وبالتالي يستلزم على القائمين على محطات الإذاعة والتلفزيون أن تمنع "الانزلاق" نحو الشعبوية في التقديم مراعاة لهذه الجمهورية المصغرة وسكانها ،ومثله الحال في محافظات أخرى حتى في المهرة وحضرموت سكان من صنعاء وذمار وصعدة.
 
كما أن الارتباط بجمهور في الخارج عبر البث المباشر المتاح في وسائل التواصل الاجتماعي يعزز ضرورة اتخاذ اللغة الوسط للخطاب الاعلامي.
 
•الحل إذن هو اتباع المستوى المعروف عالميا في تقديم البرامج وهو مستوى "اللغة الإعلامية"،التي تلتقي مع قدرات وثقافات الجميع ،وهذا هو المعيار الوحيد الذي ينبغي أن يسود ،وماعدا ذلك فهو تجاوز  ومغالطة وشعبوية غير مقبولة.
 
•مع هذا الحال من الشعبوية التي تتخذها وسائل الإعلام أتيح المجال للأسف لكثير من الهواة والمقتحمين للأثير بمؤهلات أعلاها  القدرة على إجادة لهجة حارة ومنطقة ونطاق جغرافي.
 
•لو وقع هؤلاء في موقف يستدعي فعلا أن يكونوا عند مستوى مهمة المذيع والمقدم في أدنى مستوى ستجدهم ربما لايفرقون بين مواقع المحافظات اليمنية ولايدركون الفرق الجوهري بين البناء والإعراب ...،وهؤلاء ليسو سوى مذيعي طفرة عابرة تنتهي وتزول.
 
•في المجمل فإنه لا أساس في كل دول العالم لهذا الأسلوب المبتذل من خلال وسائل الإعلام.
 
•في دول عدة قضيت فيها فترات زمنية استمعت الى برامج عبر محطات Fm وهي تناقش مواضيع محلية خالصة لكنني استوعب كل مايدور في مجريات تلك البرامج ،فتجد مثلا أن المتصل للبرنامج يكون من ضواحي عجلون بالأردن أو من عطبرة في السودان أو حتى من ريف المغرب والجزائر  وبلهجة دارجة ولكن المذيع أو المقدم يأخذه شيئا فشيئا وصولا الى مستوى استيعاب معقول للمحتوى فقد يصادف أن يكون السامع عربيا أو نخبويا وهكذا.
 
•فليكن واقع برامجنا وسطيا يستوعب جميع السامعين والمتلقين وإلا فستصل هذه المحطات والقنوات الى مرحلة إعراض الناس وسخريتهم منها.
 
 

التعليقات