يريد أحمد علي أن يسترخي ويمضي أيامه بسلام
الثلاثاء, 06 أغسطس, 2024 - 10:10 صباحاً

دعوه وشأنه.
 
هي طبيعته هكذا، ودود ومسالم وبلا طموحات سياسية من أي نوع، ولقد عرفته شخصيا ومن معرفتي قطعت بتهذيبه البالغ ومن الاحداث يمكن لأي كائن ولو كان بلا ذكاء يذكر ان يدرك انه عازف عن لعب أي دور حتى ولو حاولت قوة ما دفعه لذلك تحت اي مبرر او إغراء .
 
لم تكن العقوبات لتحول بينه وبين لعب اي دور، ولم يكن طارق صالح ليستميت في رفع العقوبات الشخصية تلك لو لم يكن على يقين ان ابن عمه لن يزاحمه على أي مهمة او حضور، هو يدرك الأمر تماما.
 
مؤتمر الخارج بما هو عليه لا يريد زعيما يستحوذ على ممكنات المنفى، او ان يتصدر مشهدا هم أنفسهم بحاجة لبقائه هكذا دون ترتيبات وضبطية من اي نوع.

ومؤتمر الداخل لا يحتمل رهن قراراته لقيادة في الخارج، أيا تكن الدوافع، على الاقل لدوافع أمنية، لن يسمحوا لهم بهذا البتة، في حال أعلن مؤتمر الداخل ان احمد هو زعيمهم بطريقة او بأخرى قد تحظر السلطات اي نشاط لهم وقد تزج قياداتهم في السجن.

الأمر واضح.

هم الناشطين المتفائلين محبي الشاب، غير مدركين انه وخلال عشر سنوات تكتهل نزعات سياسية كثيرة لا سيما واحمد علي لا يحد نفسه ملزما بأي استجابة لتلك التطلعات وقد اظهر عدم رغبته للعب اي دور ثأري او عسكري من خلال اصراره على تمجيد السلام في خطابه الأخير.
 
ثم ماهي التركة التي قد يحملها؟ كان قادرا على الفعل يوما واحدا عندما تم تفجير النهدين وكان يمتلك القوة العسكرية والدافع، اما الآن فهو لا يمتلك الرغبة ولا الأدوات، وميراث الاسم لا يكفي ولا يمثل قوة سياسية من اي نوع، ذلك ان كل قوة متحمسة لصالح تركته يواجه مصيره الذي اختاره وحده، وقد اختار نهاية لائقة وشجاعة.

تخلوا عن صالح الداهية وهو في صنعاء فما الذي قد يفعله أحد لابنه الطيب المسالم وهو في المنفى؟
 
صالح تجربة غير قابلة للاستنساخ، حتى خلاصة مهاراته تعطلت عندما تلاشت الظروف الملائمة لتلك المهارات، فما جدوى وفاعلية استدعاء تجربته او شخصه في ظروف كهذه.
 
يعني يا اصدقاء احمد حتى وان أراد، لن يسعه فعل شيئ لأن الحالة لا تسمح بأي دور، وليس الاصلاحيين كما تعتقدون وتخوضون معهم معركة اعلامية وفقا لهذا الظروف والوضع يحول بينه وبين اي مهمة او حرب استرداد، وليس الإصلاح.
 
والأهم ان اي سياسي يريد ان يمثل حلا واجماعا يمنيا يجدر به التخفف من ثقل الميراث الذي يجعله ملتزما ومبعثا لحالة صراع، يجب أن يكون ملتزما لجملة حقائق جديدة ومطالب شعبية انسانية وفقا لممكنات وضرورات اللحظة وليس ممثلا او ملتزما لميراث سواء كان عمر هذا الميراث سنوات أو قرون.
 
دعوه وشأنه .
 

التعليقات