رسالة الى حزب الإصلاح في ذكرى تأسيسه الـ34
السبت, 14 سبتمبر, 2024 - 07:23 مساءً

الإصلاح: أيها الحزب الذي لا يكذب أهله
بعد التحية....
نحييك بمناسبة الذكرى الرابعة والثلاثين لتأسيسك، ونحن على يقين أنك وُلدت عملاقًا منذ اليوم الأول، ولا تزال.
 
نؤمن أيها القائد، بأنك ما زلت تمتلك رؤية وموقفًا وإرادة، وما دمت كذلك، فإننا - سواء كنا من أحبائك أو ممن يختلفون معك - سنكون سعداء بمبادرتك البطولية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه على صعيد الأداء الوطني العام أو حتى على مستوى الأداء الداخلي للحزب.
 
الأداء الذي يمارسه بعض من الفريق القيادي باسم الشرعية والمشروعية، سواء كانت عامة أو خاصة، لا يسر صديقًا ولا يغيظ عدوًا، خصوصًا في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ شعبنا وعمر حزبنا، ولقد بات النصح التقليدي والشكوى - سواء كانت بالصراخ والعويل أو بالصبر والأنين - غير مجديين لاسيما وأن بعض هذه المشروعيات مازالت تحمل بصمتك، وكل أمنياتنا أن تظل بصمتك رائعة كما كنت دائمًا.
 
أيها الحزب العظيم: نحن نمر بمرحلة مهمة من تاريخ نضالنا الطويل، وهذه المرحلة هي جزء من حصيلة مشوارك وعصارة تجربتك وأنت أهم شهودها، إن لم تكن شاهدها الأكبر، لذا: يؤلمنا أن يستمر هذا الأداء العام والخاص بهذا الشكل المثير للاستياء، وبصمتك لا تزال حاضرة فيه.
 
أيها الحزب المفدىً: أنت الآن في العام الرابع والثلاثين من عمرك المجيد، وهذه فرصة ثمينة لتضيف بصمة جديدة تُخلدها الأجيال. وإن لم تستطع فعل ذلك، فعلى الأقل ارفع بصمتك الحالية عن أداء هذا الفريق وهذه المشروعيات، وقل فيهم قولاً نصوحاً يصل إلى حاضرنا ويُبلغ به غائبنا، لكن ربما تكون في غنى عن هذا الفعل، لأنك ما زلت قادرًا على فعل الكثير فهناك عظماء في التاريخ ادخروا مبادراتهم وإصلاحاتهم وحركاتهم التغييرية للحظة الفارقة، وقدموا تلك المبادرات هدية للأجيال، وجعلوها رمزًا لنضالهم الطويل، ولا زلنا نعتقد أنك من هؤلاء العظماء.
 
أيها الحزب القائد: نعتذر إن أثقلنا عليك في يوم ذكراك، ولكن ذلك نابع من خوفنا على مستقبلنا ومستقبل أجيالنا، كما أنك علمتنا قول الحق وأرشدتنا إلى أنه بالنسبة لنا دين لا نحيد عنه.
 
أيها الحزب المْلهِمُ: لا شك أن النقد يُوجَّه دائمًا إلى الشيء الجميل، فالنقد وُجد أساسًا لنقد اللوحات الجميلة وكل ما هو جميل، أما القبيح فلا يحتاج إلى نقد لأن قبحه يكفيه، والناقد عادةً ما يكون في غالب الأحوال يثق في المنقود ويعقد عليه الآمال، فلو لم يكن يثق فيه ولا يتطلع إلى دوره، لما استهدفه بالنقد أصلاً.
في الختام، الذكرى الرابعة والثلاثون لتأسيسك ذكرى طيبة ومباركة، وسنذكرك بها على الدوام أيها المعلم، وكل عام وأنت بخير.
*من صفحة الكاتب على فيسبوك

التعليقات