وصل التوتر بين واشنطن وطهران إلى ذروته مع تصاعد الضغوط المتبادلة.. ونستطيع القول إن الحرب الشاملة غير مرجحة على الأقل حاليا لكنها ليست مستبعدة تماما.
تصعيد الولايات المتحدة للهجتها واستخدامها الضغط الاقتصادي والسياسي والعسكري ربما يهدف إلى دفع إيران لقبول اتفاق نووي جديد أكثر صرامة.. في المقابل ترفض طهران هذه المطالب بشدة، وتصر على حقها في التخصيب داخل أراضيها، وتهدد برد أوسع إذا تعرضت للخطر.
رغم خطورة هذا التصعيد لا يبدو أن الحرب هي الخيار المفضل للجانبين لماذا؟ للأسباب التالية:
* الولايات المتحدة لا ترغب في الانجرار إلى حرب مفتوحة خاصة مع تركيزها على أولوياتها الجيوسياسية في شرق آسيا وأوكرانيا.
* إيران تدرك أن المواجهة المباشرة ستكون مدمرة لها اقتصاديا وعسكريا، و ربما أيضا ستخسر نفوذها الإقليمي التي اكتسبته خلال السنين الماضية.
كما أن العامل الإسرائيلي والخليجي تحت السيطرة رغم التصريحات الحادة حيث لا توجد رغبة حقيقية في إشعال المنطقة. ولا يزال الوسطاء خاصة سلطنة عمان وقطر يعملون بنشاط لاحتواء الأزمة المتصاعدة.
لكن قد يكمن الخطر الأكبر في الانفجار العرضي؛ بمعنى ضربة خاطئة، أو استهداف مباشر للقوات الأمريكية أو المصالح الإيرانية، أو تحرك إسرائيلي منفرد وكلها عوامل قد تشعل فتيل مواجهة لا يرغب فيها أحد.
في الختام، نحن أمام صراع مستمر على حافة الهاوية وما لم تحدث مفاجأة غير محسوبة، فمن المرجح أن تبقى المعركة ذات طابع سياسي-استخباراتي-بالوكالة دون الحرب الشاملة.
