لعل الانسان هو بالفعل ابن بيئته، هو صنيعتها والمجتمع والجغرافيا كلهم يشكلون وعيه وعاداته، هذا ما لمسته في أكثر جملة استوقفتني للريحاني: "أول رجل لمس قلبه قلبنا في اليمن هو شافعي ، وأول رجل أضافنا ولم يَسُبَّ الكفار هو شافعي" (ملوك العرب، ص 79).
ثم تأتي المقارنة من القاضي الارياني بعد فشل حركة 48م يقول: "وخرجنا من إب متجهين إلى القاعدة والناس على جانبي الطريق يدعون لنا بحسن المخرج والنساء يبكين ويندبن بأصوات مرتفعة بينما الخارجون من صنعاء وعلى رأسهم الإمام الوزير وكثيرون من رجالات اليمن قد خرجوا بين لعنات المواطنين ورميهم بالتراب والقاذورات. وبهذا يمكنك أن تقارن بين المشاعر هنا وهناك، وأين تكمن الروح الحضارية والإنسانية ورقة الأفئدة والإيمان اليماني" (مذكرات الارياني1 ص 156)
فقررت الخوض في الفروقات بين مناطق الهضبة الزيدية كما يسميها البردوني وبين المناطق الوسطى، أو لعلها بين الشافعية والزيدية التي أثارت الريحاني والقاضي الإرياني كذلك، وهي ليست دعوة مناطقية أو عصبية، إنما لاستلهام ما وراء الفروق الشخصية والطبائع الفردية التي تنعكس على الانسان بناء على انتماءه الديني أو المناطقي.
وقبل الخوض في الطباع الشخصية وقصة الريحاني الطويلة وراء جملته تلك، لا بد من فهم سريع للخريطة الجغرافية والمذهبية لليمن. تاريخياً، تمركز المذهب الزيدي في المرتفعات الجبلية الشمالية، التي تعرف بـ "الهضبة الزيدية" (اليمن الجمهوري، ص. 10، 176 ) وهي مناطق تتميز بوعورتها وصعوبة الوصول إليها، مما أكسب سكانها طابعاً قبلياً محارباً ومنيعاً على الغزاة (اليمن الجمهوري، ص. 73). في المقابل، انتشر المذهب الشافعي في المناطق الوسطى والجنوبية والسواحل (مثل تعز، وإب، وتهامة، وعدن)، وهي مناطق أكثر انفتاحاً على العالم الخارجي بحكم موانئها وطرقها التجارية، وأراضيها الزراعية الخصبة.(اليمن الجمهوري، ص. 56 ).
هذا الانقسام الجغرافي كان له أثر مباشر في تشكيل الشخصية. فسكان المرتفعات الزيدية، بحكم طبيعتهم القبلية وثقافتهم العسكرية، ارتبطوا تاريخياً بالقتال والسياسة، وشكلوا العمود الفقري للجيوش التي قامت عليها الدول الزيدية المتعاقبة. (اليمن الجمهوري، ص. 94) أما سكان المناطق الشافعية، فقد ارتبطوا بشكل أكبر بالتجارة والزراعة والصناعة، وكانوا أكثر ميلاً إلى الاستقرار والتعايش مع السلطات المختلفة التي مرت على مناطقهم، سواء كانت محلية أو خارجية (كالعثمانيين والإنجليز).(اليمن الجمهوري، ص. 56).
يصف البردوني هذا الواقع من خلال تحليله لطبيعة التحركات السياسية، حيث يلاحظ أن الثورات والانتفاضات في المناطق الشافعية كانت تكتسب طابعاً مختلفاً عن نظيراتها في المناطق الزيدية. ففي حين كانت الحركات الزيدية غالباً ما تحمل طابعاً سياسياً دينياً يهدف إلى إقامة "الدولة العادلة" وفق المفهوم الزيدي للإمامة، كانت الانتفاضات في المناطق الشافعية، مثل *حركة الزرانيق في تهامة*، تهدف بالدرجة الأولى إلى الدفاع عن الأرض والاستقلال الذاتي ومقاومة الظلم الاقتصادي، دون أن تحمل مشروعاً سياسياً للحكم على مستوى اليمن كله (اليمن الجمهوري، ص. 129).
وتسجل فايان تمايزاً زيدياً حتى الملابس وشكل الجنبية وطريقة صنعها مما يعكس هوية جغرافية وثقافية، "ويكفي أن تلقي نظرة على خصر محدثك لتعرف إذا كان من آل البيت أو كان غنياً وأين ولد."، وقد تستطيع التميز بين الفروقات الطبقية حتى من الأجنبي كما هي حالتها. " فالسيد الذي يظن أنه من نسل الرسول محمد يضع الخنجر في الجهة اليمنى" ( كنت طبيبة في اليمن، ص 18).
ولهذا السبب تتجلى الفروق بين شخصية الزيدي والشافعي حتى لو كانا معاً في ركاب السلطة، وهذا ما يظهر للريحاني جلياً فعندما استقبله الأمير علي بن الوزير، أمير جيش الإمام في تعز، سلم عليه وهو مكتئاً ثم سأله هل أنت حسني أو حسيني، وهنا تتجلى نزعة التقييم بناء على النسب منذ البداية، فأجاب عنه شخصاً يرجح أنه كاتب الأمير أن الريحاني من سادة لبنان (ملوك العرب، ص 75- 76).
يصف الريحاني استقبال الأمير علي بن الوزير، بخطبة عصماء "بدأ الامير علي وهو فصيح اللسان بخطبة رأسها النبي والاسلام وذيلها بأولئك الذين يفسدون بالبدع والدين، يتقربون حباً بالمال أو السيادة من الافرنج ويدنسون الشرف النبوي بالنياشين الانكليزية" (ملوك العرب، ص 75- 76).
وبنفس المكان يحدثه كاتب الأمير الشافعي الذي جعله من سادات لبنان عند سؤال الأمير وأفصح له عن أمور وكتم أخرى، من إرهاق الإمام للرعية بالضرائب المتعددة وعدم انصافه الشوافع السنين، واخطأه في السياسة مع بريطانيا في الجنوب وإيراد جنوده المهالك، تحدث عن عدم وجود التعليم وشكى أن الإمام لا يفتتح المدارس وبخله واكتنازه خيرات اليمن ( ملوك العرب، ص 75).
ولك أن تفرق بين نموذج التفكير الشافعي والزيدي حتى لو كانا في موقع السلطة مع بعض، وإذا فكر القارئ أن هناك فرق بين الأمير وكاتبه، فلقد أورد الريحاني وفي مثال آخر عن منطق البيئة والمذهب، يقول الريحاني عن عامل الإمام في إب اسماعيل با سلامة،" أنه لم يتحدث عن دينه، ولا يهدد بلاد الكفار بالدمار، فهو رجل هادىء الخاطر ، وديع النفس، غني كريم، يحبه جميع من يشتغل في أرضه كما يحبه جميع من في حكمه. وقد يكون السبب في تساهله ورحابة صدره أنه (سني)، وقد تكون هذه الخلال من فطرته وصفاء ارومته. على ان المحاسن الروحية والذوقية مثل السيئات تتغذى خصوصاً في الشرق بالمذاهب والأديان.(ملوك العرب 78- 79).
ويعرج في لمحة مقارنة بين الزيدية والشافعية فيقول:
"إن أول رجل لمس قلبه قلبنا في اليمن هو شافعي، وأول رجل اضافنا ولم يسب الكفار هو شافعي" "على أني أظن أن اسماعيل بإسلامه ، ولو كان من عباد الأشجار ، يظل في فضائله الجمة قريباً من الله والناس" (ملوك العرب ص 79).
ومثلما قابل الريحاني الأمير الأول تكرر نفس المشهد مع عامل الإمام على ذمار صنو ابن عمه في تعز، علي الوزير فلقد ألقى خطبة بذات السياق المفاخرة، بتطبيق الإسلام وحدوده في اليمن وتعداد مزايا وفضائل حضرة الإمام وتطبيق الحدود الإسلامية "هذه بلادنا وهي بفضل حضرة الإمام بلاد العدل والدين والصدق والوفاء الحكم الكامل العادل تراه عندنا في اليمن ، فلا خمر ولا فسق ولا زني ، ولا قتل ولا سرقة ، ولا رياء ولا رشوة ولا اغتصاب" ثم في نفس اليوم يدفع الفقر بامرأة لتعرض نفسها على الريحاني فيستغرب بين ادعاء الأمير وواقع الحال ( ملوك العرب، ص 80- 81).
وبنفس اللهجة ازدراء الحكام العرب والتقليل من شأنهم بقوله " نحن نقول ونفعل، وغيرنا يقولون ولا يفعلون، أو إنهم يقولون الحق ويفعلون الباطل. العرب كذابون ساقطون ، يفضلون مال الأجانب على الجهاد في سبيل الله" وتساءل الأمير " ... وفي سبيل من يجاهد الملك حسين واولاده؟ في سبيل الله ؟ استغفر الله" ( ملوك العرب، ص 80- 81)
تتجلى عنصرية الزيدي وبساطة الشافعي، بالأول ينظر للسلطة على أنها جزء منه وحقه، فهو يخطب بسردية الدين والسخرية من العرب، واختصاصهم وحدهم بالإسلام والأخلاق، بينما ينظر الشافعي إلى هموم الوطن، ولو كان أميراً تجده حسن المعشر ولطيف الطباع، فلو قارنت بين استقبال عامل الإمام في إب للريحاني بالهتوف والأزهار، وبين استقبال عامل تعز له في منظرة القات والدخان يملأ المكان، يخرج عامل إب بنفسه لاستقباله ومعانتقه، بينما الوزير عامل تعز يسلم عليه جالساً وكأنه ملك العرب قاطبة.
يستطر الأمير في وصف معارضيهم ووصفهم بالخونة، " نحن جاهدنا الكفار الخونة في تهامة ، وسنحارب كل من يحاول اختلاس متراً من أرضنا أو هضم ذرة من حقوقنا . سنحارب حتى الموت. نحارب ، وإذا غلبنا نتتقهقر، نحارب ونرجع إلى الشمال ، نحارب ونعتصم بالجبال ... الخ " (ملوك العرب، ص 81).
وهكذا تكرر السردية الكهنوتية بنقاط متقاطعة مع واقعنا المعاصر، فيتضح الميل دائماً إلى استنقاص العرب وقوميتهم، والعيب في دينهم وأخلاقهم، الجينات الفارسية تدفعهم إلى السخرية واحتقار كل من هو عربي، ثم ينفردون عن كل العرب بأنهم المجاهدون وأصحاب الراية، وحراس الأخلاق والقيم الدينية، كماهو حاصل الآن من احتقار كل النظم والشعوب العربية وجائت لهم قضية فلسطين على طبق من ذهب لتزعم هذه الادعاءات، ثم في الداخل يقدمون أنفسهم كحراس الفضلية والمحافظون على الهوية الإيمانية والعادات والتقاليد.
ثم روى له المقربون من الأمير كرامات الأولياء، بأنهم كانوا يقرأون بضع آيات على الطائرات الانجليزية فتتساقط حطاماً. (ملوك العرب، ص 75). ويعلق الريحاني على هذه القصة بسخرية :
" نمت تلك الليلة وانا افكر بالسلاح الجديد، أي الفاتحة ضد الطائرات ( كما قال قريب الأمير)...، فحلمت حلماً غريباً عجيباً ما ذكرت منه عندما استفقت غير أني كنت والامام يحيى نطير في طائرة صنعت في انكلترا ، وكتبت على جناحيها فاتحة القرآن ، ونقشت على ألواحها آياته البينات . فبأي سلاح يا إبن الوزير تحارب طائرة المؤمنين؟ ثم استيقظت فلم أجد إلا البغال فواصلنا سفرنا راكبين البغال بدل الطائرات" ( ملوك العرب بتصرف، ص 75)
تذكرني هذه القصة بالكرامات التي يروونها، وحكايات من يسمونهم مجاهدين الذي يحكون عن أساطير نجاتهم من الموت وكيف يد الله تحارب معهم، فكما هي العادة يضيفون هالة ايمانية على انتصارتهم، فبينما هزمتهم الطائرات البريطانيا وقتلت المئات، إلا إنهم يقرأون عليها الآيات فتسقط أمام أعينهم، من زاوية أخرى يمكن ربط واقعنا اليوم بحديث عامل الإمام في ذمار " نقاتل بقوة الايمان لا بالسلاح، ونعتصم بالجبال"، فهي الكهوف والجبال تعصمهم من الثوار دائماً.
ويعرج في لمحة مقارنة بين الزيدية والشافعية فيقول:
"إن أول رجل لمس قلبه قلبنا في اليمن هو شافعي، وأول رجل اضافنا ولم يسب الكفار هو شافعي" "على أني أظن أن اسماعيل بإسلامه ، ولو كان من عباد الأشجار ، يظل في فضائله الجمة قريباً من الله والناس"
من تحليل نظرة الريحاني ترى الزيدي خطابه مليء بالكرامات والبطولات والأسطرة (إسقاط الطائرات بالقرآن، القتال حتى الموت، احتكار الفضيلة). هذا تعبير عن عقلية جبليّة عصامية، تحتمي بالرمزية لتعويض ضعفها أمام الحداثة والسلاح الأجنبي، وعلى العكس تجد السنة الشافعية وسكان المناطق الوسطى خطابهم واقعي فهم يشكون من الضرائب، التعليم، البخل، الظلم، ينظر للدولة ككيان ملزم بتوفير الخدمات، وهي نظرة تقدمية فهو ذو عقل عملي لا يهوى تضخيم الخيال بل إصلاح معيشته وحياته اليومية.
الثورة والثوار بين الشافعية والزيدية
يصف العزي صالح السيندار في كتابه ( مذكرات العزي صالح السنيدار) قصص مأساوية عن كيفية هروبه من صنعاء ومطارادته من قبل العامة وكيف التقى بأشخاص يعرفهم كانوا يقصدون صنعاء للنهب، وقد استجار بهم كعادة العرب فضربوه وسحبوه عشرين متراً، وجيرانه الذين كان يحسن إليهم نهبوا بيته وبعضهم نهب النوافذ من بيته. مذكرات السنيدار 159
يبلغ الأمر ذروة الوحشية عندما يصف المشهد قائلاً " وما إن خرجت من القرية حتى كان في استقبالي بعض القبائل وأرادوا أن ينهبوني أولا، ثم يردوني الى صنعاء ثانيا، فلم يجدوا معي غير أربع أسنان ذهب، فوجهوا الي بنادقهم وقالوا : اقلع اسنانك فلم أقدر على قلعها، وجعل أحدهم يحاول قلعها فلم يقدر" مذكرات السنيدار 165
لا أحد سيصل بوحشيته لمحاولة اقتلاع اسنانك الذهبية إلا إذا كان ينظر للثورة ضد الإمام كخيانة عقائدية وكخروج عن النصوص الدينية بالأحقية بالحكم، وليست مجرد خصومة سياسية.
يصف مشهد خروجه من صنعاء مربوطاّ والأطفال والرجال توخزه بالمسامير وترميه بالحجارة، ويضربوه بعصي على رأسها إبراً حاده، حتى يقول ' اشتركت النساء في ضربي وشتمي". مذكرات السنيدار 171
وربما نستشف من القسوة التي يرويها العزي صالح السيندار أن الزيدي يميل إلى النظرة العمومية من أعلى إلى أسفل، فهو يرى نفسه جزءاً من الحق الإلهي فالسلطة أو بداعي النسب، وأن العامة مجرد أتباع أو خصوم، فهذه القسوة عقوبة من يعتبر نفسه مالك الحق على من خرج عليه، ثم إنه يرى النهب والسلب أحد أوجه الدخل أو الإيرادات له، فهو تربى على الغزوات والنهب.
أما شوافع المناطق الوسطى فبطبيعة المجتمع الزراعي والتحاري الأقرب للمدنية يميل إلى النظرة الأفقية كعلاقة بشرية تقوم على الكرم، التسامح، وحسن المعشر. كما لاحظ الريحاني مع عامل إب "إسماعيل با سلامة"، أو كما نقل الأرياني - الذي سنوردها لاحقاً- عن البكاء والدعاء في إب. الآخر هنا شريك إنساني، لا مجرد تابع أو عدو.
في المناطق الوسطى حيث اعتقل القاضي عبدالرحمن الارياني، يصف المشهد العام في مذكراته، أنه عندما خرج مع الثوار متجهاً إلى القاعدة كانت النساء تبكي وتندب، حتى وصلوا منهكين إلى السياني لا تكاد أرجلهم تقدر على حملهم ارتموا على أرضية الجامع، يروي الارياني أن رجلاً من بعدان لقبه خشافة، "يغمز رجلي وركبتي ليخفف مما أجده دون أن اطلب منه ذلك أو حتى يستأذن مني وأنتبهت وأردت أن أمنعه ولكنه أصر على أن يؤدي هذه المهمة"، وحتى عندما أراد القاضي اهدائه قلمه رفض إبن إب. مذكرات الارياني ص 156
وفي منطقة القاعدة تم صف الثوار أمام إقامة الإمام أحمد لمدة ساعتين تحت حرارة الشمس حتى بلغ منهم العطش مبلغه، وعندما استغاثوا طلباً للماء منعوا منه، يقول القاضي الارياني " وسمع طفل من أطفال إب الذين جاءوا مع الركب استغاثتنا فذهب وجاء بكوز فيه ماء وفي غفلة من الجنود مد به إلي فشربت ولم يدعني الجندي استكمل حاجتي من الماء ...." مذكرات الارياني ص 158
هكذا كان الجو العام لي في إب وتعز، بكاء، دعاء، أطفال يقدمون الماء، رجل يغمز أقدام القاضي ليريحه. حركة 48م تُرى كألم إنساني مشترك، لا كجريمة مقدسة تستحق الإبادة.
إضافة إلى تفسير البردوني عن التأثير الجغرافي على الانسان وطبعائه، فهناك أيضاً عوامل أخرى ، فالزيدي ومذهبه أقام نظرية الإمامة التي تمزج بين الدين والسلطة، فهو سواء أميراً أو مقاتلاً عادياً، يرى أن وجوده في الحكم أو القتال جزء من "مشروع ديني"، وهذا يفسر كثرة الخطب، استدعاء النسب (حسني/حسيني)، الحديث عن الجهاد، واحتقار العرب الآخرين.
على الناحية الأخرى فالشافعي كمذهب فهو أقرب لكونه فقهي تعبدي، ليس فيه نظرية سياسية مركزية. لذلك تجده، حتى لو كان في السلطة، أقرب إلى الاهتمام بمعاش الناس، بالضرائب، بالمدارس، بالمعاملة. هو يتعامل مع الدولة باعتبارها سلطة خارجية يمكن التكيف معها، لا باعتبارها جزءاً من تكوينه الديني.
وسنصل إلى خلاصة مفادها إن سكان الهضبة وشمال الشمال أنما هو رجل محارب، قبلي، مؤدلج دينيا، يميل بطبيعته الفطرية وبفعل تأثير البيئة من حوله للسلطة والسيطرة والتفوق الديني والنسب، بينما سكان المناطق الوسطى تربى الرجل منهم على كونه تاجراً مزراعاً منفتحاً، جُبل على التسامح والبساطة وأكثر إنسانية.