فاروق المفلحي

فاروق المفلحي

كاتب يمني مقيم في كندا

كل الكتابات
تركيا إلى الجنوب در
الخميس, 20 أبريل, 2017 - 11:08 مساءً

بعد النجاح الطفيف والمُقلق في الفوز وبفارق صوت في الإستفتاء ، فرجحت كفة مؤيدي التعديلات الدستورية والذي حول النظام السياسي الديمقراطي في - تركيا- من النظام البرلماني إلى النظام الرئاسي.
 
بعد هذا الإستفتاء تعالت دعوات للإحتجاج والتظاهر لرفض النتيجة، على أن هناك مناشدات لقادة أوربيين، يطالبون بقبول النتيجة وأحترام قرار القضاء، وذلك خوفا من سقوط - تركيا- في شراك الفوضى.والربيع العربي !
 
الحكمة والعقلانية تقضي، انه علينا ان نحترم قرار المحكمة بمشروعية ونزاهة الأنتخابات. حتى لو ان هناك بعض التشكك في مصداقيتها، وذلك إحتراما لقرار القضاء المستقل ، ولتجنيب الوطن ويلات الفوضى .
 
اليوم تركيا وكما ارقب تجد نفسها فخورة بانها - تحقق ذاتها - ولن تندم على عدم أندماجها وعضويتها في الاتحاد الأوربي، الذي أخذ بالتفكك، بعد خرج بريطانيا ، فهناك دعوات تتعالى في بعض دوله، في فك الارتباط بالعملة -اليورو- بل بفك الإرتباط بعضوية الإتحاد الأوربي، ومنذ هذه الدول التي تلمح بذلك احد اهم المؤسسين للإتحاد الأوربي وهي الجمهورية الفرنسية.
 
بقي ان نقول أن تركيا لديها محيطها الأسيوي المتجانس معها ، من تركمانستان الى كزاخستان وأوزبكستان وباكستان بل وبنجلادش والبانيا، فضلا عن الجزء التركي من جزيرة قبرص، بل هناك العمق الأهم لتركيا، وهو العالم العربي السني والذي يمتدد بمساحة تزيد عن 9 مليون كيلو متر مربع بمساحة وبكتلة سكانية تعادل الولايات المتحدة .
 
يقول الرئيس السابق لفرنسا -ساركوزي- لقد تعلّمنا في مدارسنا في حصص الجغرافيا ان - تركيا- تقع في القارة الأسيوية. وهذا الكلام يدلل على البغض والرفض الخفي للتماهي مع تركيا، بسبب ربما دينها و تاريخها وانتصاراتها التاريخية العظيمة على الغرب.
 
أن مدينة -القسطنطينية- الأوربية والتي كانت قبلة الغرب. هي اليوم تركية إسلامية. سميت بعد الفتح العثماني ب إسلام بول- وتم تحريف الاسم إلى إسطنبول- وبول- تعني ميدنة اي -مدينة الإسلام- بعد أن كانت -القسطنطينة- تمثل المركز الديني للمسحيين، بل اهم من المركز الديني الحالي -الفاتيكان- .
 
فتح-القسطنطينية - القائد التركي العظيم - محمد الفاتح - واعلن اسمها - مدينة الإسلام- اي إسلام بول- .وحول اعظم كنيسة فيها وهي كنيسة -أيا صوفيا- الى مسجد. هذا الصرح الديني المهيب هو الذي اصبح اليوم من اهم مزارات تركيا ومن اهم مساجد العالم وهنا تكمن مرارات التاريخ والذكريات الباتعة في حلوق الأوربيين.
 
أن التاريخ لا يعرف الحياد ، والذكريات تعود احيانا من سباتها ، وتتغلغل في ثنايا السياسة وتؤثرفينا، اما خصومةً او وداً ودون أن نشعر. لذا فأن الود و العمق التاريخي والوجداني والديني ل -تركيا- هو المحيط الاسيوي، ف - تركيا- منه واليه، وهكذا يقول التاريخ والجغرافيا والحقائق.
 
وعن فكرة مشروع الإستفتاء التركي على عضوية الأتحاد الأوربي فهو ليس إلاّ نكاية بأوربا . إذ ليس مبررا طالما و- تركيا- ليست عضوا، ولكن الأتراك يصرون على ان يعلنوا رفضهم مستقبلاً وعبر إستفتاء شعبي ، رفضهم لعضوية هذا الأتحاد الذي لفظهم وعزلهم، وأنكر تواجدهم ضمن خارطته وجغرافتيه.

تركيا أسيوية الهوى

*من حائط الكاتب على فيس بك

التعليقات