هذا ما قاله بعض الإماراتيين عن الأزمة مع تونس
الاربعاء, 27 ديسمبر, 2017 - 11:28 صباحاً

تونس غاضبة إلى أبعد الحدود فهي، حكومة وقوى سياسية وإعلاما، متحدة في إدانة ما حصل لنسائها المسافرات لدولة الإمارات من إهانة غير مفهومة ولا مبررة استدعت في النهاية من السلطات حظر الطيران الإماراتي من وإلى تونس إلى حين جلاء حقيقة ما حصل وإلى حين تقدم أبو ظبي باعتذار رسمي وعلني، وهو ما غدا مطلبا تونسيا جماعيا.
 
بإمكان أي واحد أن يعرف المزاج التونسي الغاضب بمجرد متابعة القرارات والتصريحات الرسمية وما أعلنته الآن الأحزاب الرئيسية ومنظمات المجتمع المدني في لهجة واحدة مدينة لما جرى. في المقابل صمت مطبق من الإمارات وإعلامها ومسؤوليها عدا تغريدة يتيمة مبهمة من وزير دولتها للشؤون الخارجية لذا كان من «المشوق» محاولة البحث عن بعض الردود الإماراتية، حتى وإن كانت من شخصيات إعلامية في تصريحات تعد على الأصابع ولا تقاس بأي حال من الأحوال بما يقوله التونسيون ليلا نهارا هذه الأيام في كل منبر إعلامي وعلى كل منصات التواصل الاجتماعي، لا سيما «فيسبوك» سلاح الشباب الفتاك هناك.
لغاية كتابة هذا المقال، لم أظفر إلا بهذا النزر القليل جدا:
 
يقول المحلل السياسي الإماراتي ماجد الرئيسي إن «الإعلام المحسوب على التيارات الإخوانية المدعومة من قطر هو الذي افتعل مشكلة الطيران التونسي الإماراتي وقام بتصويرها على أنها أزمة» وإن «الإجراء الذي اتخذته دولة الإمارات هو إجراء سيادي تمنحه القوانين الدولية، والإمارات هي دولة مؤسسات ومعروفة بمحاربتها للإرهاب، ومن حقها اتخاذ أي إجراء يتعلق بالحفاظ على أمنها».
 
ويضيف الرئيسي لقناة «الحدث» أن «هناك الكثير من التونسيين الذين كانوا يحاربون في صفوف داعش من بينهم مائتا امرأة، وبالتالي، من حق الإمارات أن تتخذ أي إجراء للحفاظ على أمنها، ولذلك فلا سبب يستدعي انزعاج الإخوة في تونس».
 
وعن سبب عدم عرض الإمارات المعلومات التي توفرت لديها حول احتمال تعرض إحدى طائراتها للاستهداف من قبل سيدة تحمل جواز سفر تونسيا، وذلك حتى تتضح الأمور، أجاب الرئيسي إن «السبب يكمن في أن الإمارات تراعي مبدأ الأخوّة مع تونس، ولو عرضت وسائل الإعلام الإماراتية لهذه الحادثة، فإن هذا سيمسّ بسمعة تونس وبسمعة المواطن التونسي، ولهذا السبب، تحفظت الإمارات على هذا الإعلان احتراما لسمعة التونسيين (..) ماذا سنجني لو قلنا إن الإمارات اتخذت إجراء سياديا بمنع تونسية كانت سترتكب جريمة إرهابية على طائرة إماراتية، فهذا الأمر لا يفيد التونسيين، بل يضر بسمعتهم».
 
أما مدير تحرير صحيفة «الخليج تايمز» مصطفى الزرعوني، فقال لقناة «روسيا اليوم» إن «قطر والإخوان استغلوا هذا الموقف وأشعلت أزمة بين الإمارات وتونس، وهذه الأزمة غير موجودة على أرض الواقع، ولذلك حاولوا توجيه الإمارات إلى جبهة جديدة». وأضاف أن «هناك الكثير من الجهات التي رغبت بالاستفادة من حادثة منع الإمارات التونسيات من السفر على متن طائراتها، لبث روح الخلاف بين دولة الإمارات وتونس، ولكن نحن نؤكد أن العلاقة طيبة»، معتبرا أن بلاده «لا تريد جر تونس إلى موقفها السياسي بالخليج، ونحن نحترم تونس وحركتها السياسية الناجحة في الوطن العربي ونشيد بها خاصة من خلال توافق جميع الأطراف فيها».
 
وفي الوقت الذي كانت فيه نساء تونس الأعلى صوتا في هذه الأزمة، سواء بالتصريحات المنددة أو الوقفات الاحتجاجية، فإنه ليس من السهل أبدا العثور على تصريح لسيدة إماراتية تدلي بدلوها، وقد تكون ابتسام الكتبي رئيسة «مركز الإمارات للسياسات» الوحيدة التي تجرأت وفعلت ذلك، فقد قالت في مقابلة لقناة «سكاي نيوز عربية» في أبو ظبي إن «المتصيدين في المياه العكرة ومنتهزي الفرص وظفوا حادثة منع التونسيات من ركوب الخطوط الإماراتية لتأجيج الوضع وإشعال نيران الفتنة بين الشعبين الإماراتي والتونسي».
 
اللافت هنا أن السيدة الكتبي أكدت أنها «تتفهم مشاعر الاستياء التي عمت في الأوساط التونسية، قائلة «نحن نقدر ذلك، لكن عليهم أن يدركوا أن أمن وسلامة الناس أهم من أية اعتبارات أخرى»، داعية التونسيين إلى «عدم الانجراف وراء الحساسيات والنظر إلى القضية بعين العقل والرصانة، فنحن اليوم أمام وضع أمني في غاية الخطورة وسط أنباء عن عودة مقاتلي داعش من سوريا والعراق» قبل أن تختم بالقول «إن هذه الإجراءات مؤقتة وستُلغى بمجرد تحديد هوية المشتبه بهم، ونحن في الإمارات نقدر المرأة التونسية ونعتبرها نموذجا للمرأة العربية». وأضافت أن «الإجراءات الأمنية تُتخذ بسرعة وحزم وبدون أية تمهيدات مسبقة خاصة عندما يتعلق الأمر بوجود تهديدات تحدق بأمن وسلامة الركاب بمن فيهم التونسيون».
 
وبما أن السيدة الكتبي ترى أن «قناة الجزيرة ومشتقاتها الإعلامية وبعض التيارات الحزبية الموالية للنظام القطري ما انفكت تهوّل القضية وتؤلب المشاعر وتذكي روح العداوة منذ أن صدر القرار الإماراتي الذي جاء استجابة لبعض التقارير الاستخباراتية الأمنية العاجلة»، فلن أعلق بشيء…
أنا لم أفعل سوى جمع هذه التصريحات… أما التعليق فمتروك لكم!!

*عن القدس العربي 

التعليقات