استعطاف المؤتمريين
الاربعاء, 03 يناير, 2018 - 08:09 مساءً

لا تبالغوا في استعطاف المؤتمرين وعرض اغراءتكم لهم بالانضمام لمعسكر الشرعية، لسنا في سباق انتخابي؛ كي نربحَ أصوات قوم لم يبلغوا الحلم بعد. نحن أمام طريقين واضحين لا لبس فيهما ولا شك، طريق الدولة _بكلّ ملاحظاتك عليها_وطريق العصابة بكلّ توحشها وهمجيتها ، فدعوهم إذاً يقرروا توجههم بحريةٍ تامة، ولنا الخيار في التعامل معهم فيما بعد.
 
لا جدوى من ولاء جمهور يقترب منك تحت ضغط التوحش الذي ناله من الحليف أكثر من كونه مقتنع بك أو أنه أحسّ بحاجته لاجتراح مصير جديد فانضم إليك..!
 
أنتم أمام حزبٍ لم يتعود أنصاره على حق الاختيار الحر بعيداً عن سطوة الزعيم وطريقه الاجباري، وليس من السهل أن يستعيدوا هذه الامكانية العقلية في ظرف قصير، اتركوا لهم وقتاً كافياً كي يكتمل خلاصهم النفسي من عقدة التبعية السهلة ثم يلتحقوا بموكبكم إن أرادوا، أو يتصالحوا مع العصابة ويذعنوا لها وفي كلا الحالتين الأمر ليس سيئاً كما نعتقد.!
 
حتى الآن يتضح جلياً عمق بذرة التبعية لدى قيادات المؤتمر، كلّ الذين أعلنوا مواقفهم يتجلون بمنطق قريب للتصالح مع جلادهم أكثر من انحيازهم لقضية أو خيار أكثر شجاعة ونبل، لقد استأسرت بهم فكرة الدوران قريب من السلطة بصرف النظر عن الاذلال الذي تلقوه منها وبغض النظر عن هوية حاكمها الجديد..!
 
ما لا يمكن التشكيك به هو ولاء جماهير المؤتمر البسيطة لفكرة الجمهورية والدولة، وهؤلاء سيتدبرون مواقفهم وينحازوا بشكل أو بأخر لمن يرونه قريباً منهم، أما الجزء الأكبر من قيادة الحزب فقد عاشت 30 عاماً يفتقدون لشرط الاستقلال النفسي المطلوب لاتخاذ موقف تأريخي سليم وحر، ولا أمل في أن يتعافوا بسهولة من هذا ولا يعوّل عليهم في إعادة ترتيب مواقفهم النضالية وأن يقفوا إلى الجانب الصحيح من التأريخ دون ضغط ولا تأثير من أحد..!
 
باختصار: دعوا موكب الجمهورية يفتح ذراعيه للجميع وفي الوقت ذاته احترسوا من المبالغة في تدليل من ترغبون باكتسابه، فالنضال لا يحتاج إعلانات تجارية وعروض تسويقية سخية والأمر لا يتعلق باضافة زبائن جدد لمتجر يهدف لتضخيم زواره، هذا مصير أمة تنزع للاستقلال وقضية شعب يبتغي استرداد بلده، وعلى الجميع حق تقرير انحيازه لقيم الدولة أو استمراره في التخبط، وفي كلا الحالتين عليه أن يكون مستعداً للتضحية ودفع الضريبة.
 
لكن ما أتعس أن تدفع ضريبتك وأنت في طريق خيانتك لذاتك وصدامك مع حلم الشعب وحريته وكرامته..!
 

التعليقات