الصين ستواصل جهودها في اليمن
الخميس, 01 فبراير, 2018 - 05:50 مساءً

وصلت إلى صنعاء في يناير عام 2015 لتولي سفير فوق العادة والمفوض لجمهورية الصين الشعبية لدى الجمهورية اليمنية الصديقة، والآن سأعود إلى الصين بعد انتهاء مهامي. خلال السنوات ال3 الماضية، سجلت الصداقة والمشاعر العميقة مع اليمن الذي يتمتع بالحضارة والحكمة والشعب اليمني الطيب القلب والمجتهد، كما مررت مع الشعب اليمني بأصعب مرحلة في تاريخ اليمن، وبذلت جهودا مشتركة مع الشعب اليمني لتعميق علاقات الصداقة الصينية اليمنية وإيجاد الحل السياسي للقضية اليمنية وتخفيف الأزمة الإنسانية اليمنية.
 
إن الصين ظلت تدعم عملية الانتقال السياسي وعملية إعادة البناء الاقتصادي، وظلت تتمسك بالموقف العادل والموضوعي وتدعم الحل السياسي للقضية اليمنية وجهود الوساطة من قبل الأمم المتحدة والمبعوث الخاص، وستقوم بالحث بالتفاوض والنصح بالتصالح وتلعب الدور البناء.إن الجانب الصيني يأمل من مختلف الأطراف أن تبدأ مفاوضات السلام بسرعة بدون الشروط والتوصل إلى حل شامل يتناسب مع الظروف الواقعية اليمنية وتراعي هموم الأطراف. إن الصين باعتبارها الدولة دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي،  ظلت تسعى إلى استكشاف الطريق ذي الخصائص الصينية لحل القضايا الساخنة في المنطقة وتلعب دورا مسؤولا للحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة وكل العالم. فزرتُ عددا من دول المنطقة خلال 3 سنوات، وشركت في مفاوضات السلام في بيل سويسرية والكويت وحافظت على التواصل الوثيق مع المبعوث الخاص والحكومة اليمنية والأطراف المعنية وقمت بالنصح بالتصالح والحث بالتفاوض. والجانب الصيني سيواصل التمسك بالموقف العادل والموضوعي ويبقى على التواصل الوثيق مع كل الأطراف ويبذل جهودا مشتركة مع المجتمع الدولي لإيجاد الحل السياسي للقضية اليمنية.
في السنوات ال3 الماضية، تغلب الجانبي الصيني واليمني على الصعوبات الناتجة عن الحرب وعززا علاقات الصداقة، وقاما بالتعاون المثمر في مجالات التعليم والإعلام والصحة والخ. وبالإضافة إلى ذلك، ظل البلدان يتبادلان الدعم والمساعدات في الشؤون الدولية والإقليمية، مما يحافظ معا على المصالح المشتركة للبلدين والدول العربية والدول النامية.
 
إن الصين صديق وقت الضيق لليمن، تبذل أقصى جهود لمساعدة اليمن. فبعد تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، قدمت الصين كثيرا من الدعم والمساعدات النزيهة، حيث ساعدت اليمن في بناء طريق من صنعاء إلى الحديدة وغيره من البنية التحتية وإنشاء معهد صنعاء وغيره من المدارس والمعاهد وتقدم كثيرا من المنح الدراسية لتأهيل الأكفاء لتنمية الدولة. وعمل الفريق الطبي الصيني في اليمن لأكثر من 50 سنة وعالج أكثر من 10 ملايين يمني. وبعد اندلاع الحرب اليمني، قدمت الصين عبر الطريق الثنائي والأمم المتحدة المساعدات الإنسانية العاجلة لليمن لتخفيف الأزمة الإنسانية اليمنية، وسيواصل الجانب الصيني التنسيق مع الجانب اليمني والأمم المتحدة لتنفيذ المساعدات المعنية وتقديم مزيد من المساعدات لكي يستفيد كل الشعب اليمني.
 
إن الصين واليمن كلاهما من البلد ذات الحضارة القديمة، ويتمتع علاقات الصداقة الصينية اليمنية بالمستقبل المشرق والأسس المتينة، وتتناسب الصداقة الصينية اليمنية مع رغبة والمصالح المشتركة للشعبين. وفى الوقت الحالى، يعمل الشعب الصينى بجد لتحقيق الحلم الصينى المتمثل في النهضة العظيمة للأمة الصينية، ويعمل الشعب اليمنى من اجل تحقيق السلام والتنمية ايضا. أتمنى من صميم القلب أن يحقق اليمن السلام والاستقرار في أسرع وقت ممكن، ويبدأ إعادة البناء الاقتصادي ويتعاون مع الصين لدفع "حزام واحد وطريق واحد" لتحقيق التنمية المشتركة.
 
بقلم السفير الصيني لدى اليمن "تيان تشي"
 

التعليقات