سبع سنوات مضت على ثورة الحادي عشر من فبراير/شباط 2011، التي خرج فيها اليمنيون سلمياً للمطالبة برحيل نظام علي عبد الله صالح. هاهي الذكرى السابعة تمر على شباب فبراير ولا يزال اليمنيون متمسّكين بتحقيق كافة أهدافهم التي ثاروا من أجلها كثيرا ما كتبت عن ثورة 11 فبراير/اليمنية، التي شرفتني الأيام أن أكون أحد رواد شعلتها وأجدني في كل مرة وذكرى ملزما بقول الحقيقة التي أعتقد صوابها، فما أكتبه هو ما سألقاه شاهدا، ناطقا عند الله، ثم إنه توثيق للتاريخ، والتاريخ لا يغفر زلات الناس أو ادعاءاتهم.
 
كانت ثورة 11 فبراير/شباط 2011 في بداياتها الأولى حقيقة شعبية عارمة، أجبرت المجتمع الدولي على تغيير موقفه من نظام صالح، وهي ثورة ضد منظومتي السياسة والفساد: فالسياسة المتخاذلة والهشة قادها نظام صالح ومعه جميع الأحزاب السياسية، في مجتمع يعاني ثلثاه من الأمية، مجتمع يمشي مع الركب، ويصفق لمن يليه، ويمتدح من يطيح به، ويلوم من يجهل، ويعول على من لا يعرف، ذلك أن المجتمعات الحية تفرز نخبا سياسية قادرة على الإدارة والتغيير، والمعارضة القوية الواعية تفرض صحوتها وكينونتها على النظام الحاكم.
 
كان صالح مقتنعا أن احتجاجات الشباب ليست أكثر من تقليد آني لما حدث بتونس ومصر، في الوقت ذاته يدرك جيدا ثقل حزب "الإصلاح"، فهم القوة المهيمنة على الشارع اليمني، ونزولهم سيقلب موازين المعادلة، وكان محقا، فقد رمى "الإصلاح" بكامل ثقله في ساحات التغيير، وحشد إمكانياته البشرية، والمالية، وعلاقاته الاجتماعية، وماكينته الإعلامية، وحرك القبائل، وأقنع الضباط، وزرع المخبرين في كامل مفاصل النظام، حتى أن بعض المعلومات عن التحركات المضادة كانت تصله أثناء تخطيطها، وقبل تنفيذها.
 
كما قدم نموذجا مبهرا في السيطرة على الساحات، وتولى شبابه مسؤولية اللجان المختلفة، وهنا كانت فرصة صالح في قيادة الثورة المضادة، وبدأ مخبروه بالحديث عن سيطرة "الإصلاح" على اللجان، وإقصاء الشركاء، وشكل برامج مختلفة للقاء سفراء الدول الكبرى، حتى أن بعضا من المحسوبين على التيارين الليبرالي والحوثي حاولوا في أوج الثورة إقناع السفير الأميركي بتغيير موقف بلاده، باعتبارها ثورة إسلاميين.
 
والحقيقة التي يجب أن تقال الآن هي أن "الإصلاح" مثّل العمود الفقري للثورة ودوره في حماية الساحات لم يكن هينا، إذ تعرضت لاختراقات أمنية وأخلاقية لم تخطر ببال، وتصدى لها شباب الإصلاح، وظلت الساحات مصانة قوية ثابتة طيلة عام 2011، ولولا حزب منظم بحجم "الإصلاح"، لكانت الساحة مرتعا لبيادات المخبرين والحرس الخاص التابع لصالح انذالك •
 
قلة هم الحاقدين والمتنكرين  لثورة فبراير من زبانية صالح وذوي المطامع والمشاريع الضيقة ممن فقدو مصالحهم فيقدحون في فبراير وشبابها هم الواهمون لا غير لذا نقول أيها الواهمون قولوا ماشئتم عن ثورة 11 فبراير ( نكبة ، نكسة)  فوالله لو لم يكن منها الا انها كسرت انف صالح وبددت احلامه بالخلود والتوريث لكفى.
 
قولوا عنها أيها الحمقى وعشاق العبودية ماشئتم من وصف قبيح فلن تكون اقبح منكم ولا من سيئكم و زنيمكم الراحل فلقد كانت ثورة فبراير بذرة طيبة نمت وترعرعت في صحراء غيضكم وارتوت بدماء الاحرار ودارت عجلتها بعرق الابرار شقت جذورها في باطن الخلود الازلي والتفت سيقانها حول جبال الأمل لتصل لذرى المجد وتنسم السهل والجبل بعبيرها وبلغ صداها البحر والمحيط.
 
قولوا عن فبراير ماشئتم من الإفك والزور والبهتان فهيهات هيهات لما توعدون وتحلمون مضت الأقدار بها وخلدتها ونقشت رموزها الشبابية في عليين.
 
قضي الأمر أيها المتسكعون في أزقة ثورتنا الشبابية اللاهثون خلفها والنابحون حولها والكامنون بخبثهم امامها لا مقام فارجعوا فقد حيل بينكم وبين ثورتنا وضرب بينكم وبينها بسور فلن تقدروا عليها ولا على تسلق أسوارها فمازال معها من الله حافظ ونصير.
 
أيها الموبوؤن بالحقد والمسكونون بالغدر قولوا عنها ما شئتم فقد ابحرت ثورتنا واستوت على عيبان وشمسان وهيلان وصبر وهي في معزل عنكم وعن عوائكم وموائكم هاهي اليوم تمضي نحو تحقيق الهدف المنشود في مقاومة باسلة لإستعادة الوطن المنهوب والحق المسلوب التي كنتم أنتم سبب ضياعه ثورتنا ستجري نهرا رقراقا يسقي ياسمين الحرية وورود الكرامة وستكون بحرا  ينحت في جلاميد الجبروت والطغيان فتسحقها امواجه ويتخلص من العوالق والجيف التي تعلقت بها لنيل مآربها فهذه ثورتنا وهذه مقاومتنا فخرنا ولا شيء أكثر مدعاة للفخر من مشاركتنا في ثورة فبراير، ثورة شباب اليمن وجيل جديد لزمن جديد اننا نؤكد أن ثورة فبراير كانت لحظة فارقة في التاريخ اليمني المعاصر، كسرت حواجز العزلة والخوف التي حكمت اليمن لثلاثة عقود. ورغم انزلاق اليمن إلى الحرب، نتعهد في الذكرى السابعة بأننا لن نحيد عن ثورتنا وأنها ثورة مستمرة وستمضي في تحقيق أهدافها في المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية.
 
ونؤكد أيضا أنه لا مكان بعد ثورة فبراير لمشاريع التوريث، وأن تحتكر عائلة واحدة قرار اليمن ومواردها، بينما الأغلبية تصارع الفقر واخيرا فل يدرك  الكائدون الماكرون أنه لا مقام لكم في ثورتنا رفعت الاقلام وجفت الصحف ؟!