ماذا يراد لتعز؟!
السبت, 27 أبريل, 2019 - 11:02 مساءً

منذ البداية لم تكن ثمة نية لتحرير المدينة التي كانت مشعل الثورة وحصن الصد المنيع لشهوة السلطة القادمة من الشمال، ومنذ البداية تركت هذه المدينة المكلومة تعاني الحصار والاستنزاف لخيرة الرجال، وتنام وتستيقظ على أصوات الرصاص والمدافع.؛ لم يكن ذاك الأمر عفويا؛ بل أمر دبر في وضح النهار، ومخطط واضح لا ينفصل عما حدث في البلدان العربية المجاورة التي حدثت فيها ثورات.
 
نعم؛ لم تعاقب تعز بما تستحق حتى اللحظة، ولابد من إغراقها بالفوضى والحروب والمزيد من المعاناة؛ حتى لا يفكر أبناؤها في معارضة الطغاة ولا يحلمون بالحرية في زمن الجبروت.
 
ومنذ البداية أعيد تشكيل القوة الأمنية والجيش في الألوية والجبهات وفقا لأسس فئوية وجزبية ومناطقية، فهذا اللواء خالص للسلفيين، وذلك خالص للإصلاح، وثالث للناصريين.. وهذا اللواء يشكل فيه ابناء منطقة كذا غالبية قوامه، ورفدت تلك الألوية بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة وتم تخزينها في المخازن وتعطيلها؛ لتكون مهيئة للاشتعال في اللحظة المناسبة، ولو أنها وجهت للعدو المتربص على جدران المدينة لكانت المدينة تنعم بالتحرير منذ حين.
 
اليوم المخطط بات واضحا: إغراق المدينة بمزيد من الفوضى من داخلها، وجر فصائل المقاومة إلى المواجهة والصدام؛ ليسهل الأمر للحوثي الذي يعد العدة للاقتحام.
 
ما يجرى حاليا مصيدة ينبغي الحذر والتحذير من الوقوع في شباكها.
 
وعليه:
 
يجب أن نرفع أصواتنا ونوحد خطابنا ليحمل المضامين التالية:
 
- دعوة المسؤولين من الدرجة الأولى (رئيس- نائب- رئيس وزراء- محافظ) لتحمل مسؤولياتهم، وأن كل قطرة دم تراق يتحملون مسؤولية إراقتها.
 
- وجوب توحيد كل المكونات تحت مظلة السلطة المحلية للمحافظة.
 
- دعوة السلطة المحلية لفرض سلطتها على كل مديرات ومراكزالمحافظة وإعادة توزيع الكتائب الأمنية (الشرطة والأمن) على أسس وطنية لا جهوية أو حزبية.
 
- التحذير من المواجهة والصدام داخل المدينة وأن ذلك يخدم الحوثي بدرجة أساسية.
 
- التحلي بالحكمة وضبط النفس وعدم الهرولة نحو أمور لا تحمد عقباها.
 
- الدعوة لتسليم المطلوبين أمنيا من أي جهة كانت والقصاص منهم في مشهد عام ليكونوا عبرة لكل من تسوِّل له نفسه إزهاق أرواح الأبرياء، وإقلاق السكينة.
 
- تشديد الأمن في المنافذ لمنع أي تسلل حوثي خاصة مع تسرب أخبار في هذا السياق.
 
ولندرك جميعا أن الوضع لا يحتمل مزيدا من التثوير والتأجيج والمناكفات الإعلامية المريضة.. وأن ثمة قوى كثيرة تتربص بهذه المدينة.. وأن أي حماقة من شأنها أن تدفع نحو الاقتتال الداخلي ستكون نتيجتها نارا تلظى، ودماء تراق على الطرقات، ومزيدا من الحصار والمعاناة.
 
حفظ الله تعز، وأبناء تعز، وجمع الله شمل قادتها على كلمة سواء.
 

التعليقات