فبراير .. نحن وهم
الجمعة, 07 فبراير, 2020 - 03:39 مساءً

يسقط الرجل من عيني، يسقط إلى الحضيض، بمجرد أن يستخف بمطالب العدالة والحرية والديمقراطية والعيش الكريم.  
ما الجريمة في أن تقول أريد حقي في انتخاب رئيس كل أربع سنوات، وأرفض توريث الحكم حتى لو كان لولدي؟!   ما المشكلة في أن تطلب بنفاذ القانون على شيخ حاشد وعلى بائع ورد في الحديدة؟!
 
ما الخطأ في أن تحلم بوطن لا معبود فيه إلا الله ولا قداسة فيه إلا للإنسان؟!
 
يا هؤلاء
لا نقائض الوطن بقليل من الأمن، لتحرق بكبريت إن كان لكم من السمكة لحمها الأبيض ولنا شوكها الحاد.
 
لقد حملنا الورد وحملتم البنادق، وقلنا بالسلمية فأحرقتم الساحات بالنار، وهتفنا للجيش فأطلق علينا الرصاص، وسامحنا الرئيس فذهب لينتقم منا بإحراق البلد وتسليمها للذين فشخوا البلسة فيما بعد.
 
أردنا السلام للجميع فأشعلتم الحرب في الجميع، رفعنا الدستور الذي أهنتموه فرفعتم المصاحف للخداع، أعطيناكم الحصانة فبطرتم حتى جاء من أسقطكم من على الحصان.
 
كل عام نحتفل بذكرى أحلامنا فتذكروننا بسوء أعمالكم، وكلما قلنا لكم الله الوطن الثورة، قلتم : الزعيم والعائلة و الحزب .
 
انقلبتم على دولة اليمنيين، وحين انقلب عليكم حليفكم تريدون منا أن نصدق أن من أحرق بيتا في الحوبان سوف يبني مدينة في المخا، وأن من درب قناصا سوف يأخذ منه القناصة، وأن من اغتال الضوء سيكون قمرا.
 
تذكروا فقط، عندما أشعلنا الشموع من أجل الجمهورية، أشعلتم إطارات السيارات في الشوارع من أجل إحراقها، وعندما قطعنا الشوارع بالخيام والهتافات، قطعتم الشوارع بالمقاتلين ولعلعة الرصاص.
 
أنتم من يجب أن يخجل لا نحن، وأنتم من يجب أن يندم لا نحن، لكن لا يمكن للجسد المشلول أن يشعر بالوجع أو يشم العطر أو يتذوق الحرية.
 
 

التعليقات