فاروق المفلحي

فاروق المفلحي

كاتب يمني مقيم في كندا

كل الكتابات
جزيرة سقطرى
الخميس, 19 مايو, 2016 - 02:59 مساءً

جزيرة سقطرى منذ 5 الف سنة مهملة فلما الغضب!؟
 
أخبرني صديق من يافع أنّه وأثناء عودته إلى أمريكا، عائداً من عدن كان يركب الى جواره في الطائرة في رحلته إلى دبي ومنها الى نيويورك، خبير نفطي يعمل في حقل مسيلة. يقول دار بيننا حديث عن النفط والغاز، وما تحمله الإكتشافات والمسوحات من ثروات واعدة، ولكنه توقف وقال دعوكم من هموم النفط والغاز فهي ثروات ملوثة وناضبة! لديكم ثروات سياحية تشكل اعظم ثروة مستدامة، ولا تحتاجون إلاّ الى بعض السلام والأمن وبنية سياحية وبعض الحملات الترويجية، لتجذب بلادكم الجميلة كل إنسان في هذا العالم، وأضاف وطنكم بديع ومدهش بل ساحر .
 
وتنهد، ثم قال سقطرى! حللت بها وليتني اسكنها طوال عمري، وأضاف إن هذه الجزيرة إعجوبة الدنيا ومنطقة نادرة بنباتاتها وجبالها ومغاراتها وسواحلها وطيورها بل وموقعها الهادىء الفريد والبعيد الذي جعلها تنجو من يد التخريب والتشوهات وقراصنة البر والبحر، وقال- أن الوطني منكم هو الذي زار -سقطرى- وهام بها والجاحد لوطنه هو الذي يجهلها .
 
وأكتب اليوم عن سبب كل هذا الجلبة والضجيج الذي يعلو عبر وسائل التواصل والصحف، في ان هناك بعض المستثمرين من دولة الإمارات العربية المتحدة زاروا هذه الجزيرة واخذوا يفكرون في نقلها وتهيئتها لتصبح موقعاً سياحياً عالمياً متفرداً .
 
لقد تناهت الى مسامعنا ان هولاء المستثمرون ورجال الأعمال عقدت الدهشة السنتهم وهم يلمحون من الجو تلك الشطآن اللازوردية والهضاب والجبال التي تكسوها الغمام واشجار دم الأخوين النادرة ! ولقد كان سؤالهم وعجبهم اين هم وطوال حياتهم لم يسمعوا عن هذا الفردوس؟ وأين رجال اعمال الوطن وإثريائه ؟ .
 
ما لم يعلموه هولاء الزوار، ان كل جبابرة الوطن ومتنفذيه ليس لديهم من هم سوى استقطاع اراضي الجزيرة والسمسرة في بيع برها وبحرها بل وشجرها وسمكها ونباتتها وطيورها، كما سبق وان باعوا مخطوطاتنا وأثارنا ونفطنا وغازنا .
 
دعوا مستثمري - دولة الامارات العربية المتحدة- ، دعوهم ينقذون هذه الجزيرة من وعثائها ومن وبالها وكوارثها، فلقد كادت ان تتحول الى ضيعة مشاع للمتنفذين وسماسرة الأراضي وقراصنة الوطن .
 
دعوا رجال الاعمال الإماراتيين يقيلون عثرات هذا الفردوس، فهم اليوم من صنعوا المعجزات على أرضهم وهم من حققوا مشاريع عالمية في الزراعة في السودان الشقيق وهم اليوم من يشيدون المدن الفارهة في مصر الكنانة، أعطوا -السهم لباريه- فهم خير من يــُعنى بهذه الفردوس المقصي والمنسي ومنذ ألاف السنوات.
 
 
سلموا الجزيرة لمن فهم التنمية ومن تطوروا وحلقوا بسياحة بلدهم فنقلوها بعد الإستقلال من قرى عشوائية وأكواخ صيادين الى مدن عالمية زاخرة فارهة تنافس اعظم مدن الدنيا في البهاء والتخطيط والجادات والتشجير والأمن والبيئة، حتى نالت- دولة الامارات- الفتية جوائز عالمية في البيئة والتشجير وهي اليوم مركز تسوق عالمي زاخر ومنطقة سياحية متفردة تستقبل 60 مليون سائح وعابر ترانزيت سنويا .
 
هل هو الحسد لان -الإمارات- تحاول ان تنال هذا الشرف لخدمة الجزيرة بعد ان نالت شرف تحرير الأرض وسفحت دماء ابنائها الطاهرة على رمال ووهاد أرضنا ؟ هل هي المكايدات هل هي الأنفس المريضة ؟ نعم إنّها كل هذا الخليط العجيب من النزوات والمكايدات والغـِل والحسد .
 
سلموا سقطرى الى من يحبها بل ويرعاها ويخاف عليها من نسمة الهواء. سلموها لبناه الأمجاد وعشاق البيئة وخبراء السياحة. دعوا جزيرتنا - سقطرى- الساحرة تحلق مع النجوم فقد أعتقلت لقرون طوال في سراديب سجونكم وحقدكم
 
كاتب واديب يمني في كندا
 

التعليقات