تكريس السرقة الأدبية والسطو الفكري على حقوق الآخرين
الجمعة, 24 سبتمبر, 2021 - 10:24 مساءً

 
منقول هذه الكلمة كانت السبب في ضياع حقوق الملكية الفكرية للكثير من الناس ، كتاب ، علماء ، مبدعون ، عصروا أذهانهم وأنتجوا إبداعات ومقالات وكتبوا منشورات متميزة وتغريدات رائعة فيأتي البعض يعجبه هذا المنشور أو المقال أو المقولة أو التغريدة فينقلها وينشرها باسم " منقول " !
 
 منقول ممن ؟
هل هبط هذا المقال من السماء ؟!
 أو هل نبت من الأرض ؟!
أو هل وجدته مرمي في الأرض لقطة ليس لها صاحب ؟!
أليس له كاتب ؟!
 
هذا المنشور الرائع والتغريدة المتميزة والمقولة الجميلة مؤكد لها كاتب ولها صاحب فلماذا لا ننسبها لصاحبها ؟!
 
هل نشرنا لها في صفحاتنا أو تداولها في مجموعات الواتساب وغيرها باسم " منقول " يعطينا الحق في نشرها ؟!
 
برأيي هذه مساهمة في السرقة الفكرية وتكريس للسطو الأدبي على حقوق الغير ، شخصيا لا أفهمها إلا بهذا الفهم .
 
وصلتك على الواتس مقالة رائعة أسأل من أرسلها عن صاحبها وعن مصدرها فإن لم يعلم لها صاحب وأعتبرها " لقطة " أو مقال تايه أو منشور هرب من كاتبه أو مقولة فرت من صاحبها فلا تساهم في نشرها مهما كانت روعتها إلا إذا علمت مصدرها انشرها منسوبة إلى مصدرها فحفظ الحقوق أولى من تعميم الأفكار المجهولة .
 
أنت قرأت كتاب وأعجبتك عبارات أو فكرة فيه ونقلت منه بعض الأسطر أنسبها للكتاب وأذكر مؤلف الكتاب ، نقلتها من صفحة لكاتب انسبها لهذا الكاتب ، نقلتها من موقع أو من أي مصدر أنسبها للمصدر .
 
أحيانا أقرأ مقال جميل وأتحمس لنشره في صفحتي في الفيسبوك كنوع من تعميم الإبداع والكتابات الجادة ولكني عندما أصل إلى نهايته وأفاجأ بأنه مذيل بعبارة " منقول " أتوقف عن نشره أو تداوله لأنه " مقال تايه يا أولاد الحلال " وهو " حلو ومسمسم ولكنه لقيط ليس له أب " .!
 
المعرفة حق للجميع وتبادل الأفكار والمعلومات من حقوق الإنسان ولكن مع حفظ الحقوق الفكرية لأصحابها ، وللأسف حقوق الملكية الفكرية في " بلاد العرب أوطاني " لم تترسخ كثقافة وممارسة ولو أن المقام يتسع فإن العبد لله يستطيع أن يكتب حول هذا الأمر العديد من الكتب وليس بضعة مقالات فقط ولي في هذا الباب قصص كثيرة تستحق أن تروى وقد تعرضت لسرقات كثيرة بعضهم كان يأخذ المقال أو التحليل الذي أنشره ويغير في عنوانه ويكتب خاص لصحيفة كذا أو خاص وحصري لموقع كذا .!!
 
يعني قدوه يسرقه عيني عينك ويزيد يقهرك ويكتب " خاص " أو " حصري " يعني سارق ومبهرر وينخط .!!
وبعضهم كما حدث مع صحيفة تونسية نقلت تحليل لي عن صحيفة " رأي اليوم " ونشرته باسم " باحث في الشأن الإيراني " .!!
طيب من هذا الباحث وما اسمه ؟! 🤔
الله أعلم !!
حزر فزر !
هاه حزيت والا عادك ؟! 😅
 
وقصص كثيرة لا يتسع لها المقام أسوأها الذي يلطش المقال وفق قاعدة " ثلثين وثلث " فيلطش نصفه أو ثلثيه الذي أعجبه ويترك لك الباقي الذي فيه رأيك أو نقدك لجهة " تأكل وتؤكل " يتركه لك تمشي حالك به !!
 
الكثير منا لا يدرك أن هذا الأمر إن حدث في دول العالم التي فيها دولة تصون الحقوق والحريات فإن الكاتب يستطيع رفع دعوى قضائية وتغريم ذلك الشخص أو تلك الصحيفة أو الموقع الملايين أو إغلاقها وعندنا تأتي تتحدث في هذا الأمر فيرد لك أحدهم :
 
- " قد سرقوا بلاد ونهبوا وطن وأنت حانب لك في المقال والمنشور "!!
 
وهو مبرر غير صحيح فكون أن أوطاننا سرقت لا تبرر لنا أن نسرق بعضنا وأن نغمط الناس حقهم وإلا فما الفرق بيننا وبين من سرق الوطن ونهب البلاد ؟!
 
الفرق أننا نهبنا اللي نقدر عليه ولطشنا ما استطعنا وهم نهبوا الذي قدروا عليه وفي النهاية كله نهب ، واحد نهب مليون ريال واحد لطش المقال وكله في النهاية حق الناس .!
 
قد أكون بالغت في الأمر ولكني أجدها ظاهرة يجب أن تتوقف وأن نحترم الحقوق الفكرية والعلمية للآخرين ولن يضيرنا ان نشرنا ما أعجبنا وأشرنا إلى مصدره ، بالعكس هذه هي الأمانة العلمية والموضوعية والمهنية .
 
بالمناسبة أخاف أنشر هذا المقال وأجده منشور في بعض الصفحات والمجموعات وبدون اسمي وإنما في مكتوب آخره " منقول " .!!
 

التعليقات