حضرموت .. الهبة والبحسني والانتقالي
الجمعة, 07 يناير, 2022 - 09:38 صباحاً

تصاعد الحراك الشعبي المطلبي في حضرموت منذ ديسمبر الماضي مع انهيار الريال اليمني امام العملات الصعبة وتفاقم الأزمات وسوء الاوضاع المعيشية والخدمية في ظل استمرار بيع وتصدير النفط الخام الذي يرفد  موازنة الحكومة الشرعية بمبالغ طائلة لم يرى المواطن اي من خيراتها ، حراك بدء بمؤتمر حرو بوادي حضرموت وصولا الى اعتصام العيون في الهضبة الحضرمية التابعة إداريا لساحل حضرموت، تطورات وتصعيد اخذت مسارات مختلفة عن ما أعلن عنه في البداية حيث تجاوز الخطاب  الحقوقي المطلبي الى السياسي ونتج عنه خلاف داخلي حضرمي غذي من قوى  غير حضرمية  لاعبون مختلفون وأطراف متضادة بينها قوى جديدة مستنسخة واخرى لعبت في المشهد بطريقة غير مباشرة.
 الملفت في هذا التصعيد ان اكبر المكونات الحضرمية القبلية كانت بعيدة عن التأثير وهي مؤتمر حضرموت الجامع وحلف قبائل حضرموت الذي يقودهما الشيخ عمرو بن حبريش العليي وكيل اول محافظة حضرموت ومرجعية ابناء قبائل حضرموت وهي اكبر كتلة قبلية مؤثر في وادي حضرموت.
 
 ابرز المكونات التي تصدرت الهبة الحضرمية الثانية من البداية (كتلة حلف وجامع حضرموت  من اجل حضرموت والجنوب) وهو كيان انشق  قياداته عن مؤتمر حضرموت الجامع وحلف حضرموت بدعم من المجلس الانتقالي ويتحرك به كغطاء سياسي وقبلي في حضرموت بعد ان فشلت مساعيه في التدخل والتأثير بشكل مباشر في حضرموت ويترأس الكتلة المقدم سالم بن سميدع وينوبه الشيخ حسن الجابري الذي عين  رئيس للجنة التصعيدية للهبة الحضرمية الثانية ويتهمه مناوءوه بحرف مسار الهبة الشعبية وتحويلها الى ورقة سياسية يناور بها المجلس الانتقالي في اروقة المباحثات السياسية في الرياض.
 
 الشارع الحضرمي واكب حراك الهبة الحضرمية الثانية منذ انطلاقتها باهتمام بالغ كون المطالب التي رفعت تعنيه مباشرة وتهم معيشته وظروفه لكنه انقسم _ اي الشارع الحضرمي _  بعد التباينات التي حدثت في خطابات قيادات الهبة وتحديدا بين رئيس اللجنة التصعيدية الشيخ حسن الجابري الذي تماهى خطابه مع توجه المجلس الانتقالي و يعد  أحد قياداته في وادي حضرموت تماهى بموافقته على رفع خيام اعتصام العيون و الذهاب إلى  الرياض لمقابلة الرئيس وهو التوجه الذي يخالفه الشيخ صالح بن حريز المري الذي رفض رفع الخيام والذهاب إلى الرياض.
 
 انقسام الشارع بدء مع أول تغيير في المطالب الشعبية الحضرمية وهي المطالبة بنقل مكاتب شركات النفط الرئيسية من صنعاء إلى عدن بدلا من المطالبة بنقل المكاتب إلى حضرموت وهو مطلب اجمع عليه الحضارمة من قبل في مختلف مؤتمراتهم وفعالياتهم السياسية ومثل هذا التحوير  في المطلب اول ضربة للثقة بين الشارع الحضرمي وبين قيادات اللجنة التصعيدية للهبة الحضرمية الثانية.
 
 اشتد الخلاف وبلغ أوجه بضغط من المحافظ البحسني على قيادات اللجنة التصعيدية التي انقسمت إلى تيارين تيار استجاب لضغوط البحسني وغادر الخيام بقيادة الشيخ حسن الجابري والمحسوبين على الكتلة المدعومة من  الانتقالي  ويستعد للذهاب إلى الرياض لرفع المطالب إلى الرئيس هادي وتيار آخر بقيادة الشيخ صالح بن محسن بن حريز المري رفض الانصياع لضغوط البحسني وقرر البقاء في مخيم العيون والتفت حوله حشود من القبائل والشخصيات والاعيان الحضرمية ومكونات سياسية وثورية أبرزها الحراك الثوري الذي يرأسه الزعيم حسن باعوم ولا يزال مرابطا في العيون مؤكدا على سلمية اعتصامه متمسكا بالمطالب الحضرمية التي يرفض تسييسها او حرف مسارها لجهة غير مصالح حضرموت واهل حضرموت لايزال الاعتصام مفتوحا بالرغم من محاولات المحافظ البحسني انهاءه بإعلان حالة الطوارئ ورفع الجاهزية العسكرية تحسبا لسقوط مأرب واستعدادا لمواجهة مليشيا الحوثي .

*نقلا عن صفحة الكاتب في فيسبوك.
 

التعليقات