"فبراير" ليست عاراً.. بل فعل نقي
الجمعة, 11 فبراير, 2022 - 05:56 مساءً

فبراير أيها القوم ليست انتفاضة مخجلة وليست معوّل هدم للنظام الجمهوري.
 
في كل ذكرى لفبراير، يجب أن يعود التساؤل: هل كانت انتفاضة تستحق وطريق إجباري دفعت السلطة الناس لتثور ضدها؟
 
لا تؤخذ الانتفاضات بما يحدث بعدها بل يتعلق بالسلطة القائمة والثورة المضادة التي تحاول السلطة عبرها البقاء والتشبث بالحكم لصالح الأولاد.
 
خلال السنوات الأخيرة قبل انتفاضة فبراير تحولت السلطة إلى التوريث، في انتكاسة للنظام الجمهوري، لقد تم إزاحة القادة العسكريين من أمام النجل وتسلم أقوى قوة عسكرية من حيث التسليح والتدريب، ارتفعت نسبة البطالة وأصبح مستقبل البلاد مجهولاً، وصلت القوى السياسية إلى طريق مسدود، انسداد سياسي نتيجة مراوغة السلطة ورأسها علي عبدالله صالح.
كان الوصول إلى انتفاضة طريق إجباري أمام الناس، سواء حدث في فبراير أو في شهور وأعوام لاحقة، كان سيحدث ذلك بالقوة المسلحة العنيفة حتى ولو لم يوجد ربيع عربي ولم يهرب "بن علي" من تونس ولم تثر الجماهير في مصر، ولا ينفي ذلك أن الربيع ساهم في تثوير الجماهير في اليمن، لكن الانتفاضة كانت ستحدث خلال تلك الفترة.
 
تقوم النخبة بإلقاء فشلها على فبراير للتهرب من مساءلة الجماهير، وهو فعل دنيء أن تدين الشعب على الأخطاء التي ارتكبوها فيما تلقي قوة الثورة المضادة باللوم على "فبراير" لتكون غطاءاً لتحالفها مع الميليشيا المسلحة والمتمردين وشاركتهم زراعة الألغام وقصف المدنيين ودربتهم وسلمتهم مفاصل الدولة.
 
يجب أن يحاسب هؤلاء الذين يفشلون ويلقون باللوم على الشهداء والجرحى والناس، وأولئك الذين تحالفوا مع الشيطان من أجل العودة للسلطة.
 
"فبراير" ليست عاراً! بل فعل نقي حمى النظام الجمهوري من التوريث، وحمى الدولة من الدخول في دوامة متواصلة من الفشل، هو رد فعل طبيعي لحالة الانسداد الذي تسببت به السلطة فثار الناس ضدها.
 

التعليقات