حرب اليمن إلى متى؟
السبت, 12 فبراير, 2022 - 01:37 مساءً

يبدو أن الأزمة في اليمن لاتزال مطولة، ولن تشهد انفراجة على المدى القريب، والسبب من وجهة نظري يعود إلى أبعاد ثلاثة محورية:
 
أولا: البعد المحلي، والمتمثل في:
 
1) عدم إيمان أطراف الصراع بحتمية الشراكة والتعايش، فكل طرف مصرّ على أن يتفرد بحكم اليمن دون بقية الأطراف، ودون أن يدرك صعوبة ذلك إن لم نقل استحالته، أو أنه يدرك ذلك، لكنه بات الخيار المفضل لحفظ ماء الوجه.
 
2) غياب الضمير لدى جميع الأطراف، وعدم التفهم لمعاناة الشعب وما آلت إليه أوضاعه خصوصًا وأنها تعيش حالة وفرة يجعلها لا تشعر بقساوة أوضاعهم.
 
 وبالتالي، فإن كل نداءات الشعب بإيقاف الحروب والعودة للحوار بما يضمن إيجاد تسوية تخرج البلد مما صار فيه -لتُبقي على ما تَبقّى من الشعب- لن تلقى آذانا صاغية.
 
ثانيًا: البعد الإقليمي:
 
فدول الإقليم تعيش حالة خلاف فيما بينها، وكل طرف له استراتيجيته ومصالحه التي قد تتناقض مع استراتيجية ومصالح الطرف الآخر مع نفسه ومع محيطه؛ وبالتالي كل منهما يحاول فرض واقع في اليمن وفق استراتيجيته ومصالحه أو ما يعبر عنه بصراع نفوذ وليّ أذرع، وهذا صار يدركه كل إنسان مهما بلغ حجم تباكيهم على اليمن.
 
ثالثًا: البعد الدولي:
 
فالمجتمع الدولي ينظر للحرب في اليمن كما ينظر لها في العراق وسوريا وليبيا وبقية دول المنطقة، إنها تخدم إسرائيل، تتفكك شعوب المنطقة، وتدمر مؤسساتها العسكرية والأمنية، وينهار اقتصادها لتأمن إسرائيل، ونبقى دولاً متخلفة منهمكة وغارقة في صراعاتها الداخلية، إضافة إلى جانب مبيعاتها للأسلحة من كل الأطراف، والذي لو استخدم ما أنفق في الحروب في تنمية بلدان تلك الدول لأصبحت تعيش نهضة اقتصادية تضاهي البلدان المتقدمة، وبناء على كل ذلك فلا ننتظر انفراجة قريبة لا في اليمن ولا في بقية دول المنطقة ما لم تتعقل الشعوب وتدر ك حجم المؤامرة عليها وخطورة ماهي عليه، ومن ثم تقول لساستها: تعالو تحاوروا واتفقوا فمصلحتنا ومصلحة بلدنا وأجيالنا تكمن في أن تتفقوا وتجنبونا ويلات الحروب او اعلنوفشلكم وافتحواالمجال لغيركم.
 

التعليقات