رحل أحد ابرز مؤسسي التنظيم الناصري في اليمن د، وأحد رواد الحركة الوطنية اليمنية ورواد الصحافة اليمنية مؤسس وصاحب ورئيس تحرير صحيفة مأرب في السبعينيات وعضو مجلس الإدارة ومستشار صحيفة الوحدوي منذ التسعينيات، صاحب التاريخ الحافل في النضال لعقود طويلة والقيادي الناصري الذي تولى تأسيس وقيادة فرع التنظيم في مدينة تعز لفترة طويلة وتربت على يديه مئات الكوادر القيادية في التنظيم، بل ربما الآلاف على مدى عقود وأصبحوا كوادر مهمة في الدولة والمجتمع وفي مختلف المجالات.
هاشم علي عابد القائد الذي تولى مسؤولية "القيادة المركزية المؤقتة" التي قادت التنظيم في أعقاب فشل حركة اكتوبر 78 وإعدام كل القيادة التنفيذية التاريخية عدا واحد تمكن من الفرار وهو الأخ والمناضل الكبير محمد آحمد العفيف حفظه الله وأطال في عمره، كما انتخب أمينًا عامًا مساعدًا للتنظيم في الموتمر الوطني العام السادس.
كان عضوًا دائمًا في اللجنة المركزية وفي عضوية القيادة التنفيذية والأمانة العامة لعدد من الدورات.
هاشم على عابد الإنسان والمناضل والسياسي والصحافي النبيل والمثقف الموسوعي، الصبور والمجاهد المؤمن يغادرنا في شهر رمضان الكريم ليترك مسيرة حافلة بالعطاء، وتلاميذ على امتداد الوطن وتاريخ حافل يستحق أن يروى ليعطي دروسًا للأجيال عن معنى الانتماء الوطني والقومي ومعنى المشاركة في مسيرة شعب وأمة، والعمل بين صفوف الجماهير ومن أجلها ومن أجل حقها في الحرية والكرامة ولقمة العيش.
رحم الله الأستاذ والأخ هاشم علي عابد رفيق عيسى محمد سيف بل الأخ الأكبر لعيسى الوحيد في صفوف التنظيم وخاصة من الرعيل الأول الذي كان لفظ الأستاذ يطلق عليه كما يطلق عليه تسمية "الشيبة" منذ شبابه تعبيرًا عن كبر المكانة لا كبر السن رغم استخدام الناصريين لتسمية "الأخ" فقط للتخاطب فيما بينهم.
رحم الله "رياض" و"علي التهامي" و"رشيد عبدالله" أو "رشيد" اختصارًا وهي الأسماء التي سمي بها في مراحل العمل السري على التوالي وهو رجل العمل السري بامتياز، وعلى الرغم من أنه كان قياديًا ناصريًا معروفًا وصحافيًا شهيرًا، فقد كان يجيد التخفي وقيادة العمل السري وتربية الكوادر التنظيمية على ذلك في مرحلة صعبة من مراحل العمل والتأسيس وفي سنوات الجمر بعد فشل أنتفاضة اكتوبر 1978.
في مثل هذه الأيام من رمضان عام 1975 كنت على موعد مع هاشم على عابد أو الشيبة كانت التعليمات تقتضي أن أطرق باب منزله في وادي المدام بداية طلعة عقبة مفرح بعد أذان المغرب بثلاث دقائق وبعد أن آكون قد أفطرت بتمرٍ طلب مني أن اصطحبه معي - كان ذلك أسلوبه في العمل والتربية - وكان ذلك أيضًا موعد انضمامي إلى التنظيم الأصل علي يد الأخ "رياض" أو هاشم علي عابد أمين سر فرع الشهيد المجعلي فرع التنظيم في محافظة تعز ليصبح إسمي التنظيمي الأول " زياد" ثم ؛ حمدي لطف " ثم " مهيوب العنسي " و " طاهر عبدالسلام " على التوالي ، كان ذلك اليوم الرمضاني بعد عام من انضمامي إلى التنظيم الغطاء الذي كنت أحمل فيه رقم فقط للتداول، ومنذ ذلك الحين وربما من قبلها كنت تلميذًا للشيبة أو الأستاذ، وتعلمت منه الكثير.. عملت معه في صحيفة مأرب وأنا طالب، وتعلمت على يديه معنى الصحافة وزاملته بعد ذلك في المواقع التنظيمية القيادية ثم أصبحت رئيس تحرير ورئيسًا لمجلس إدارة الوحدوي التي عمل هو فيها كاتبًا ومستشارًا وعضوًا في مجلس الإدارة وقائدًا للتنظيم الذي هو أحد أعضاء قيادته، ولكنه في كل حال بقي بالنسبة لي الأستاذ والأخ الأكبر و"الشيبة" ولكل ذلك ولسيرة ومسيرة التنظيم وهاشم ما يجب أن يروى ذات يوم إن شاء الله.
رحم الله الأستاذ هاشم وغفر له ونور قبره وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وجزاه الله عن شعبه وأمته كل خير، لا حول ولا قوة الا بالله.
"إنا لله وإنا إليه راجعون"
خالص العزاء لأبناء الفقيد الكبير ، الأعزاء مراد ورمزي وأديب وأسامة وبناته وكافة أفراد الأسرة ولأعضاء وكوادر التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري والحركة الوطنية والقومية ولكل الناصريين في الوطن العربي، والشعب اليمني والشعب العربي الذي نذر الفقيد حياته من أجل قضاياه.