اللحظة الهاربة من عقارب الزمن...والمنفلتة من حائط الوقت
الإثنين, 16 يناير, 2023 - 09:15 مساءً

الى الأستاذ الصحفي والاديب الإنسان محمد المساح.. أقل من تحية 
 
بثلاث شموع منطفئة من حوله وبقلب متقد بالحنين، وثلاث اصابع مشتعلة بوهج الحرف ،ووجع الإنسان، يحاول الكاتب الصحفي الاستاذ الإنسان محمد المساح الامساك باللحظة الهاربة من حيطان الوقت والمنفلتة من عقارب الزمن..
 
هكذا ظل المساح.. يذرع بقلمه وقلبه مساحات الضوء الإنساني النابت في قيعان الروح.. ويشذب حقول الخضرة الفائضة في أعماق النفس الإنسانية ويدفعها للنمو.. على مدار خمسين عام  بعيدا عن الضجيج وعدسات الكيمرات.. ظل المساح بسيطا كعادته ملتصقا بانسانه ومنحازا إلى ظلاله المواربة خلف الأضواء متتبعا ..حرقة الإنسان ومكابداته وكفاحة في سباق المسافات الطويلة للزمن ..ذات مرة قبل اكثر من عشرين عام وعلى غفلة منه التقطت له هذه الصورة وهو يكتب عموده اليومي المشهور في صحيفة الثورة بعنوان (لحظة يازمن ) لم يكن يلاحق زمن الصحيفة لقد كان يلاحق زمنه الإنساني الخاص ..ويتتبع لحظة هطول هاجس لحظة الكتابة ..انقطع عني فجأة أثناء المقيل في غرفته المتواضعة التي يقطنها بالايجار الشهري ولاتتجاوز مساحتها المترين مربع ..هاهو يحفر بقلمه ويتوسد لحظته الزمنية ويقعدها على ركبته...المساح الذي أدرك مبكرا ببصيرته النافذة هذا السيلان الذي لايتوقف للزمن ..فأراد الإمساك بلحظة واحدة  منه ..ليرسم وينقش على جدرانها ..شغف وحلم وأمل الإنسان ووجعه وعذاباته على صليب الوقت بحثا عن مايسد رمق العيش ..
 
مبكرا  أدرك المساح ..مثل صديقه الكاتب /محمد الماغوط..ان ثمة زمن سيسرق من ساعاتنا.. وثمة سنوات سيطالها النهب من أعمارنا ..و صحة ستسلب  من أجسادنا  في الزمن الرخو ..المعجون من تشكلات الدخان نيران  الحروب وشظف العيش وشظايا العدوان الذي امتد زمنه وطال.. ليقصف أعمارنا وماتبقى من اضغاث احلامنا الهاربة ايضا..ويستولي على ماتبقى من حصتنا من الحياة والفرح ...هاهو الأديب الكبير محمد المساح ببساطته الانسانيه ..عاد إلى قريته (الردع ) -بالراء المضمومة- الرابضة  ..في منطقة العزاعز مديرية الشمايتين ..عاد المساح ببساطته التي لم تخدشها ضجيج المدن ..ولم تجرح نقاءها قساوة الأسفلت والحديد وضجيج ..عاد ليعمل راعيا للاغنام في القرية ..عاد ممسكا بعصاه الصغيرة هذه المرة....ليهش بها على غنمه وليس له فيها مآرب اخرى...تحية مليئة بالمحبة والتقدير لك استاذ محمد المساح...ومعك سنردد في كل لحظة ينتابنا فيها وجع الوقت وممتلئون بالعجب !!  سنهتف.....((لحظظظظظظة يازمن ))!!!! ....
حفظك الله ورعاك وامدك بالصحة والعمر.
*من حائط الكاتب على فيسبوك

التعليقات