في قلب العاصمة صنعاء، حيث اعتاد الوقوف على منبر جامع الشهداء، رحل الشيخ محمد بن إبراهيم #العيسوي يوم أمس الخميس، تاركًا وراءه إرثًا من العلم والصدق والعطاء، كعالِم ربّاني كان روح الحكمة والنور التي لطالما أضاءت القلوب وأنارت العقول. العالم الذي وُلد وترعرع في مصر، وارتوى من علوم الأزهر الشريف، لكنه اختار #اليمن وطنًا للدعوة والتعليم، فامتزجت جذوره المصرية بأرض اليمن، وتجذر بين أهلها كما لو كانت بلده الثاني، حاملاً رسالة علمية وروحية عبرت الحدود وحفر صدى لا يزول في النفوس. حط الشيخ العيسوي رحاله في اليمن في بداية الثمانينيات، ضمن بعثة من علماء الأزهر الشريف، لكنه لم يكتف بالمرور؛ بل استقر بين أهلها وامتزج بهم، فاحتضنته اليمن كما تحتضن الأنهار الأرض الخصبة. بدأ رحلته في #الحديدة، ثم شق طريقه إلى #تعز، قبل أن يستقر أخيرًا في #صنعاء، حيث أصبح منارة للعلم والدعوة، وملاذًا لكل طالب علم وباحث عن الحقيقة. على مدى أكثر من أربعة عقود، كان صوته على المنبر يحمل صدق الكلمة ونقاء الروح، وقلبه ممتدًا للجميع بلا استثناء، بدءً من العلماء والطلاب وصولاً إلى عامة الناس، فعرفه الجميع شيخًا وداعية مؤثرًا، يحترمه العلماء ويحبّه الناس، ويجدون فيه مرشدًا وصديقًا وبلسمًا لكل قلب محتاج، حاملاً رسالته بين العلم والدعوة بمحبة وإخلاص لم يعرفه الزمان إلا من رحمته. واليوم، بفقدانه، ترك فراغًا عميقًا على كل المستويات: حيث فقدت المنابر خطيبًا حاضر القلب واللسان، وفقدت الدعوة أحد أعمدتها الثابتة، وفقد المجتمع إنسانًا جمع بين العلم والإيمان والمحبة بين #مصر واليمن، رابطًا بين وطنين بحب وعطاء لا يزول. نسأل #الله أن يتغمد الشيخ #محمد_العيسوي بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله ومحبيه وطلابه الصبر والسلوان، وان يظل ذكراه منارة تهدي كل من عرفه في هذه الدنيا، وتستمر رسالته التي جمعت بين أرض مصر واليمن في كل قلب محتاج للعلم والنور.