تقول الأخبار الغير سارة، الطالعة من تعز صباح هذا اليوم الخميس أن فتى صغير يطلق 30 رصاصة على مديرة مكتب النظافة في تعز. وسط المدينة.
-شاب آخر: يتقطع لسيارة نقل ركاب في جبل حبشي، غرب المدينة، ويطلق النار عليها ويصيب رجل وامرأتان.
العامل الأول:
لقد شوهت الحرب ذاكرة اليمني، وخدشت فكره وقيمه ومبادءه الأصيلة. حتى غدى كائناً آخر، كأنه من كوكب لا ينتمي لليمن. فقـ.تـ.ل امرأة مسكينة واستهداف عابري السبيل أصبح سهلاً كشرب الماء. وقبل كان هذا مشينة وعار كبير.
هذا أسوا ما فعلت به الحرب. إذ أنه أكثر أخطراً من الحرب نفسها.
العامل الثاني:
والذي أدى بالمفصعين إلى استسهال الجريـ.مة: عدم تفعيل دور القضاء وتسريعه البت في القضايا الجنائية، بالشكل الذي يناسب حساسية المرحلة وتعقيداتها.
العامل الثالث:
برغم الدور الكبير الذي يبذله الأمن، في ظل محدودية دعمه والاهتمام به من قبل السلطات الرسمية. يحتاج إلى مضاعفات أكثر. فتنوع المدينة وأثار الحرب على الناس، وكثافتها السكانية وحصارها، يتطلب جهداً ودعماً أكبر. وهذا مسؤولية الجميع.
كان يمكن للقضاء إن يرمم ويعالج ما أفسدته الحرب في نفوس الناس..
وكان يمكن للاهتمام بالأمن وتقدير مهمته الصعبة في هذه اللحظة الحرجة؛ أن تمكنه كثيراً من إيقاف الجـ.رائم قبل حدوثها.
هذه العوامل مجتمعة" أثار الحرب على نفسية اليمني، اهمال القضاء، قلة دعم الأمن" هي سبب فوضى القتل في المدينة. يجب أن ينظر لها جميعاً، وتعالج من زواياها الحقيقية.
أما الأسئلة الواجب طرحها الآن هي: لماذا لا يُفَعّل القضاء؟ لماذا لا يتم دعم الأمن بالشكل الذي يجعله أكثر قدره مما عليه الآن؟ ما دور المسؤولين في مناصبهم؟ بل ما قيمة وجودهم وهم عاجزين حتى عن تشخيص المشكلات؟
أما النظر للمشكلات التي تحدث في المدينة بطريقة شعبوية تنم إما عن جهل أو نوايا سيئة تقصد شيطنة المدينة وإظهارها بصورة مغايرة لحقيقتها. وقد سلك الكثير هذا الطريق. وإلا فالجـ.رائم تحدث في أكثر الدول أمناً واستقراراً. ولا ينعي الحدوث أن يصبح مدخلاً لتشويها وشيطنة أمنها.