علي أحمد العمراني

علي أحمد العمراني

برلماني يمني، وزير الإعلام السابق، والسفير السابق لليمن لدى الأردن.

كل الكتابات
ماذا يمثِّلون… ومن يمثِّلون؟
الثلاثاء, 04 نوفمبر, 2025 - 07:24 مساءً

يقولون: الحـ ـوثي هو المشكلة، وهو المهمُّ، والبقية سهل! ويقصدون أن مشروع الانفصال سهل وبسيط، وما بانختلف!
 
ونقول: نعم.. الحوثي كارثة وطنية كبرى وحقيقية، لكن مشروع الانفصال خطر حقيقي أيضاً.
وهل ننسى أن مشروع تجزئة اليمن مشروع خارجي منذ وطأت أقدام المستعمرين عدن قبل حوالي قرنين؟ وأنه يُراد للحـ ـوثي البقاء كي يكون شمّاعة للتجزئة والانفصال.
 
ولا ننسى موقف دعم الانفصال عام 1994 بكل الوسائل من قبل أطراف تدعمه الآن صراحة وضمناً.
 
وكيف يتجاهل البعض الدعم الذي يُقدَّم الآن عياناً وبياناً للانفصاليين، من خلال دعم تكوينات مسلحة بعشرات الآلاف، وتخريج دفعات ضباط جديدة لصالح الانفصاليين من كليات عسكرية تتبع التحالف، وتمويل إذاعات وقنوات تلفزيونية وصحف ومواقع إخبارية عديدة لخدمة مشروع الانفصال، وتمويل مكاتب تمثيل و«لوبيات» في عدد من عواصم العالم للغرض ذاته؟
 
فيما لا يُطلب من سفاراتنا في الخارج القيام بأي نشاط تجاه قضية وحدة اليمن المستهدَفة. وربما هناك من يقوم بدور سلبي في بعض السفارات!
 
وكيف يتجاهل المتجاهلون أن عدن؛ التي أعلنها الرئيس هادي عاصمة؛ ليس للشرعية فيها حول ولا قوة؟
 
وقد سبق وطُرِد منها الرئيس هادي نفسه أيضاً!
وإذا كان مجلس التعاون الخليجي يؤكِّد على وحدة اليمن من وقت لآخر، فلماذا توقفت دولتا التحالف عن إعلان الموقف الداعم لوحدة اليمن، مثلما يحدث تجاه وحدة سوريا والسودان مثلاً، وخاصة من قبل السعودية؟
 
 أما الإمارات فموقفها الداعم لتجزئة بلادنا واضح ومفصَّل وجليٌّ.
وكم أن موقفاً مثل ذلك لبلد عربي «شقيق» صادم ومحزن ومؤلم.
 
الرئاسة تتجاهل إعلان موقف واضح وحازم في التمسُّك بوحدة اليمن. بل إنهم يخفون مواقف معلنة داعمة للوحدة، مثل موقف مصر العزيزة، ولا يظهرونها في وسائل الإعلام! وحدث ذلك مراراً وتكراراً.
 
وكان أولى أن يطلبوا هم (الرئاسة) والرئيس من العالم كله موقفاً داعماً لوحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه. لكنهم لا يفعلون، مع أنهم يعلمون أن هناك من يدعم تمزيق اليمن من الخارج، وقد يوجِّهون له الشكر كثيراً ودائماً!
 
إذن ماذا يمثِّلون؟
ومن يمثِّلون؟
اليمن يتيمة!
*من صفحة الكاتب على فيسبوك

التعليقات