باتت الناشطة اليمينية الإسرائيلية المتطرفة دانييلا فايس مرشحة لنيل جائزة نوبل للسلام، رغم دعوتها إلى استيطان قطاع غزة بالكامل وتهجير المواطنين الفلسطينيين منه.
وقالت فايس، رئيسة حركة "ناحلا" الاستيطانية، لإذاعة الجيش الإسرائيلي الاثنين: "طموحي الوحيد هو أن يكون هناك خير وسلام في الأرض والعالم بجعل أرض إسرائيل مأهولة بجميع أجزائها".
وتعتبر فايس (79 عاما) أن أرض فلسطين التاريخية بأكملها "هي إسرائيل، وأن من حق اليهود استيطانها بالكامل"، وتدعو إلى تهجير الفلسطينيين، لاسيما من غزة.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، كانت فايس من أوائل الداعين إلى إعادة احتلال غزة وإقامة المستوطنات الإسرائيلية على أراضيها.
وقالت في تصريحات متعددة إن "أرض إسرائيل هي ملك لشعب إسرائيل، وأيضا غزة كلها ملك لإسرائيل"، و"الغرض هو استيطان قطاع غزة بأكمله".
واعتبرت أن "المواطنين العرب في غزة فقدوا حقهم بالبقاء فيها إلى الأبد، ولذا سيذهبون إلى دول مختلفة في العالم".
وفي 4 مارس/ آذار الجاري، اعتمدت قمة عربية طارئة بشأن فلسطين خطة لإعادة إعمار غزة دون تهجير الفلسطينيين منها، على أن يستغرق تنفيذها خمس سنوات، وتتكلف نحو 53 مليار دولار.
لكن إسرائيل والولايات المتحدة رفضتا الخطة وتمسكتا بمخطط يروج له الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ 25 يناير/ كانون الثاني الماضي لتهجير فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو ما رفضه البلدان، وانضمت إليهما دول عربية أخرى ومنظمات إقليمية ودولية.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت اللجنة القائمة على جوائز نوبل ستقبل ترشيح فايس أم لا، خاصة وأنها جائزة للسلام.
والأحد، ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن البروفسورين عاموس عزاريا وشالوم تساديك رشحا فايس لنيل جائزة نوبل للسلام.
وأضافت: "في أسباب ترشحيهما لها، قال عزاريا وتساديك إن فايس كرست أكثر من خمسة عقود لإنشاء وتعزيز المستوطنات اليهودية في جميع أنحاء يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة)".
وزعم أن "وجود المستوطنات اليهودية يسمح بوجود أمني مستقر، مما يمنع تدهورا أمنيا حادا كما حدث في غزة"، وفق الصحيفة.
وتؤكد الأمم المتحدة أن الاستيطان في الأراضي المحتلة غير قانوني، ويقوض فرص معالجة الصراع وفق مبدأ حل الدولتين (فلسطينية وإسرائيلية)، وتدعو منذ عقود إلى وقفه لكن دون جدوى.
كما زعم عزاريا وتساديك، في خطاب ترشيح فايس، أن "التزامها الطويل الأمد بالاستيطان وضمان الاستقرار الأمني قلل من العنف في المنطقة، وأنقذ أرواح اليهود والعرب على حد سواء، وبذلك تستحق أن تكون مرشحة لنيل بجائزة نوبل للسلام".
وحسب الصحيفة، فإن عزاريا وتساديك "ليسا متفائلين بشأن فرص فايس في الفوز بالجائزة في الإعلانات المتوقعة في خريف 2025".
واستدركت: "رغم ضآلة الفرص، إلا أنهما قررا المضي قدما في عملية الترشيح الشاقة لإيصال رسالة مفادها أن الاستيطان مفيد للسلام والأمن والاستقرار" وفق تعبيرات الصحيفة.
وحوّلت إسرائيل غزة إلى أكبر سجن بالعالم، إذ تحاصرها للعام الـ18، وبات نحو 1.5 مليون من مواطنيها، البالغ عددهم حوالي 2.4 مليون فلسطيني، بلا مأوى بعد أن دمرت حرب الإبادة مساكنهم، وسط شح شديد متعمد في الغذاء والماء والدواء.
وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
وتحتل إسرائيل منذ عقود أراض في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.