المسعف رضوان تحت نيران إسرائيل برفح: سامحيني والدتي جاء الجيش
- الأناضول الأحد, 06 أبريل, 2025 - 12:20 صباحاً
المسعف رضوان تحت نيران إسرائيل برفح: سامحيني والدتي جاء الجيش

"سامحيني والدتي، اخترت هذا الطريق لمساعدة الناس، الجيش قد جاء"، كلمات مبعثرة ومنفصلة نطق بها المسعف الفلسطيني رفعت رضوان، في توثيقه للحظات الأخيرة قبل إعدامه من الجيش الإسرائيلي برفقة 14 من زملائه في 23 مارس/ آذار الماضي في حي تل السلطان بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.

 

مقطع الفيديو، ومدته 6 دقائق و42 ثانية، حصلت عليه جميعة الهلال الأحمر الفلسطيني من هاتف المسعف رضوان بعد انتشال جثمانه من المقبرة الجماعية التي دفن الجيش الإسرائيلي طواقم الإسعاف والدفاع المدني فيها لإخفاء جريمته المروعة والمتعمدة، ونشرته في وقت سابق السبت.

 

وخلال المقطع، سمع دوي إطلاق وابل من الرصاص صوب الطواقم الطبية والدفاع المدني لمدة تزيد على 5 دقائق وسط صراخ بعضهم وطلب المساعدة فيما كان عدد منهم ينطق فقط بالشهادة.

 

كما كشف المقطع أن العديد من طواقم الإسعاف والدفاع المدني وصل إليهم الجيش الإسرائيلي وهم أحياء، ما يعني أنه أعدمهم في إصرار على ارتكابه لهذه الجريمة المروعة.

 

وكذّب الفيديو مزاعم إسرائيل بشأن استهداف هذه الطواقم وأظهر أن مركبات الإسعاف التي استهدفها الجيش كانت مزودة بكامل الإشارات الضوئية الخاصة بها، فيما كان مسعفوها يرتدون الزي الرسمي المضيء والمعتمد أثناء المهام الطارئة.

 

وفي 31 مارس الماضي، زعم الجيش الإسرائيلي في بيان أنه لم يهاجم "مركبات إسعاف عشوائيا إنما رصد اقتراب عدة سيارات بصورة مشبوهة من قوات جيش الدفاع دون قيامها بتشغيل أضواء أو إشارات الطوارئ، ما دفع القوات لإطلاق النار صوبها"، وفق ادعائه.

 

كما زعم أنه قضى في مهاجمته طواقم الدفاع المدني والهلال الأحمر على "أحد عناصر الجناح العسكري لحركة حماس إضافة لـ8 مخربين آخرين ينتمون للحركة الفلسطينية وللجهاد الإسلامي".

 

لحظات صادمة

 

أظهر مقطع الفيديو أنه وفور نزول طواقم الإسعاف من مركباتهم لإنقاذ زملاء لهم كان الجيش قد استهدفهم، شرعت القوات الإسرائيلية في إطلاق وابل من الرصاص اتجاههم.

 

بعد ذلك بثوان، بدأ رضوان نطق الشهادة وترديدها، في دلالة على إصابته بالرصاص حيث بدأ صوته يخفت تدريجيا.

 

في هذا الوقت، ظهر في خلفية المقطع الذي اختفت صورته، صوت صراخ نجم عن بعض زملائه وهم يستغيثون ويطلبون النجدة وبعضهم ينطق بالشهادة أيضا.

 

وقال رضوان في الفيديو بكلمات ثقيلة ومبعثرة: "سامحيني والدتي، هذا الطريق التي اخترته لمساعدة الناس".

 

وتابع: "يا رب تقبلني شهيدا وتب علي واغفر لي".

 

بعد لحظات سمع دوي الرصاص بشكل أكثر وضوحا بما يشير لاقتراب مصدره، وفق ما وثقه الفيديو المسجل.

 

وفي ختام التسجيل، قال رضوان بصوت ثقيل "جاء الجيش".

 

ما وراء الفيديو

 

بعدما أكد رضوان خلال الفيديو، أن الجيش وصل إلى المنطقة وهم على قيد الحياة، فإن ذلك يشير إلى أن القوات الإسرائيلية أعدمتهم بشكل متعمد بعدما تعرفت على هوياتهم وطبيعة عملهم الواضحة أصلا.

 

وهذا أيضا ما يؤكده بيان سابق لجهاز الدفاع المدني بغزة، بيّن العثور على جثث الطواقم مدفونة على بعد 200 متر من موقع مركباتهم المدمرة، وكانوا يرتدون الزي الرسمي البرتقالي المتعارف عليه في العمل الإغاثي، وفق ما أكده متحدث الجهاز محمود بصل، في مؤتمر صحفي الأربعاء.

 

وأضاف أن عددا من طواقم الدفاع المدني عثر عليهم مدفونين وهم مكبلو الأيدي والأرجل بينما تظهر على رؤوسهم وصدورهم علامات الرصاص، ما يعني إعدامهم عن قرب بعد التعرف عليهم وعلى طبيعة عملهم ووجودهم في المنطقة.

 

وأوضح أن أحد عناصر الدفاع المدني عثرت عليه الطواقم مقطوع الرأس، فيما كانت جثامين الأفراد المتبقية عبارة عن "أشلاء".

 

إلى جانب ذلك، فإن الفيديو أظهر في دقيقته الأولى مركبات الإسعاف وهي سليمة ومضاءة، في إشارة إلى أن الجيش تعمد تدمير المركبات التي تحمل إشارة الهلال الأحمر الفلسطيني.

 

وبما لا يدع مجالا للشك فإن إسرائيل تعمدت وأصرت على ارتكاب هذه الجريمة المروعة والتي قال متحدث الدفاع المدني في تصريح للأناضول، إنها جريمة "لا يمكن تخيلها ولم تحدث في تاريخ القرن المعاصر".

 

وفي 30 مارس الماضي، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني انتشال 14 جثمانا بعد قصف إسرائيلي في مدينة رفح قبل نحو أسبوع من حينه، هم 8 من طواقمها و5 من الدفاع المدني وموظف يتبع لوكالة أممية.

 

وجاء ذلك بعد أيام من إعلان الدفاع المدني الفلسطيني انتشال أحد عناصره في الفريق ذاته الذي قتل برصاص الجيش الإسرائيلي ما يرفع حصيلة المجزرة إلى 15 قتيلا.

 

وفي 30 مارس، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتصعيد الإبادة الجماعية بقطاع غزة وتنفيذ مخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين.

 

وبدعم أمريكي مطلق ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 165 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.


التعليقات