"سايبر" المقاومة.. معركة أخرى مع إسرائيل في فضاء الإنترنت
- عربي21 الخميس, 12 يناير, 2017 - 03:56 مساءً

ما زالت تداعيات اختراق المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لأجهزة اتصال جنود في جيش الاحتلال تأخذ صدى كبيرا في المجتمع الإسرائيلي وإعلامه.
 
ووصف الإعلام الإسرائيلي عملية الاختراق بأنها جعلت جنود الجيش عملاء لحركة حماس دون أن يعلموا شيئا عن ذلك، فيما قامت صحيفة يديعوت أحرنوت بنشر كاريكاتير ساخر يصور عددا من عناصر المقاومة وهم يلتقطون صورة لرأس مقاوم أمامه مجسم لفتاة شبه عارية.
 
معركة مضادة
 
وأوردت موقع "مدار نيوزر" المتخصص في الترجمات الصحف العبرية أن الاحتلال أطلق عملية سماها "معركة الصيادين" في مواجهة عمليات التجسس التي تقوم بها المقاومة على جنود الاحتلال.
 
وقال الموقع :"معركة الصيادين، الاسم الذي أطلقته وحدة أمن المعلومات في جيش الاحتلال الإسرائيلي على متابعتها لنشاط وحدة السايبر التابعة لحركة حماس وذلك بعد تمكن هذه الوحدة من اختراق عشرات الهواتف الخلوية لضباط وجنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي عبر تطبيق أسمته وحدة السايبر في حماس (YC)".
 
من جهته قال عمر أبو عرقوب الباحث والمتخصص بالشأن العبري إن صدى عملية الاختراق في المجتمع الإسرائيلي كبير جدا.
 
وأضاف أبو عرقوب في حديث مع "عربي21" "إن المجتمع الاسرائيلي إما قد خدم أو يخدم في جيش الاحتلال بشكل شبه كامل وهو ما يجعل العملية تشكل خطرا يجب على الاحتلال أن يتفاداه ويجب أن يكون حذرا في التعامل معه".
 
ونوه أبو عرقوب إلى مطالبة بعض الإسرائيليين بمعاقبة الجنود الذين وقعوا في الفخ حتى لا يتكرر الأمر.
 
اختراقات سابقة
 
وقال المختص في الإعلام الإسرائيلي إن هذا التطور ليس جديدا في محور القدرة الإلكترونية لدى المقاومة الفلسطينية، ووفقا له فإنه في الآونة الأخيرة حصلت عدة محاولات اختراق لمواقع إلكترونية وأجهزة بث إسرائيلية وقنوات.
 
وأضاف أبو عرقوب أيضا:" لكن الطريقة التي لم يكن يتوقعها جهاز الشاباك الإسرائيلي هو استخدام هذه الطريقة أو التقنيات باستخدام القدرات الإلكترونية التي أصبحت بحوزة المقاومة وقدرات السايبر، وهذه طريقة جديدة، لم يكن متعارف عليها إسرائيليا  ما شكل مفاجأة لهم".
 
وحول أسباب نشر مثل هذا الاختراق من قبل المقاومة، قال :"نشر الموضوع إعلاميا يهدف لتحذير الجمهور الإسرائيلي من الوقوع في فخ محاولات الاختراق المتكررة".
 
وأشار الباحث أبو عرقوب قائلا:" إسرائيل بدأت باعطاء الجنود توجيهات في كيفية التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي، والتأكد من الأشخاص و الحسابات والتحققق منها، إضافة لمحاولة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الكشف عن الحسابات المزيفة على فيسبوك."
 
وختم المختص في الشأن الإسرائيلي:" أصبح لدى الجيش الاسرائيلي مخاوف كثيرة من قدرة المقاومة على اختراق الجيش الإسرائيلي وحساباته ما يدفعهم إلى مزيد من الحرص والحذر والتوعية والمراقبة الشديدة على كل ما يتعلق بالإلكترونيات، ما قد يقودهم للكشف عن وسائل أخرى قد تستخدمها المقاومة لم يتم الكشف عنها حتى الآن.".
 
إرباك للجيش
 
من جهته قال علاء الريماوي مدير مركز القدس للدراسات الإسرائيلية إن الحادثة شكلت نوعا من الإرباك الكبير للجيش الإسرائيلي.
 
وأضاف الريماوي في حديث مع "عربي21" إن شهادات الجنود المخرقين مريعة، حيث نقل عن أحدهم قوله :"أحببتها حتى العمق، وتبينت أنها حماس وليست جميلة".
 
وأشار الريماي إلى أن تقديرات الاحتلال للاختراق هي أكثر من 50 حساب على موقع فيسبوك ممن كانوا على علاقة مع جنود إسرائيليين، حيث قاموا بنقل صور لمواقع عسكرية ومعلومات حساسة.
 
 وذكر الريماوي إن كتائب القسام تمكنت من السيطرة على أجهزة الاتصال الخاصة بالجنود وحواسيبهم الشخصية، وتم سحب كل معلوماتهم الخاصة، مشيرا إلى شهادة أحد الجنود الذي قال " تحدثت معهم عن كل شيء، تفاصيل من القواعد العسكرية، المحيطة بقطاع غزة".
 
وقال الريماوي إن قرار الاحتلال عن العفو عن الجنود هو مرده إلى العدد الكبير لهم.
 
تطور الاختراق لدى المقاومة
 
وأوضح أيضا أن ما أسماها الضربة كانت أمنية ومعنوية وبأن ذلك يدلل على أن عقلية المقاومة بدأت تتخطى حدود المعقول والمألوف في التعاطي مع الاحتلال، من خلال استخدامها لشبان في اختراق مخابرات الاحتلال كما حدث سابقا مع الشهيد عبد المنعم أبو حميد الذي اخترق جهاز المخابرات الإسرائيلي وقتل ضابطه.
 
وقال الريماوي إن المقاومة استخدمت أدوات تجسس ضد الشعب الفلسطيني وقامت "بهندستها وردها إلى عنق الاحلال".
 
وختم مدير مركز القدس حديثه قائلا:" القسام يراكم عملية إنجاز الاختراق لمنظومة الاحتلال الأمنية منذ القدم، المعلومات الآن أدق وأهم، وهي استراتيجية في المعرفة عن الجيش الصهيوني وهي النقلة النوعية الأولى للمقاومة في هذا المجال والمستوى."
 


التعليقات