سعودي يروي قصة هبوطه بطائرة في شارع بفلوريدا
- عكاظ السبت, 04 فبراير, 2017 - 10:15 صباحاً
سعودي يروي قصة هبوطه بطائرة في شارع بفلوريدا

لن تمحو ذاكرة المبتعث فراس الغامدي (20 عاماً) يوم الـ30 من يناير من مخيلته، بعد هبوطه بطائرة على طريق سريع في ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية. الغامدي الذي يدرس الطيران في كلية أفياتور في مدينة فورت بيرس، أكد تلقيه إشادات من كافة السلطات الرسمية على ما فعله، مشيراً إلى أنه تم إيقافه عن الطيران كإجراء روتيني لحين الانتهاء من التحقيقات، ومنوهاً بأنه لم يتلق أي اتصال رسمي من الملحقية أو السفارة السعودية.
 
ويروي الغامدي لـ«عكاظ» تفاصيل رحلة الساعات الست التي انتهت بهبوطه في خط سريع: «في يوم الاثنين خططت للقيام برحلة من مدينتي إلى مدينة سانت أوغستين، وفحصت الجو والوقود قبل الرحلة، والأجواء لم تكن جيدة ولم تكن سيئة، لكن كانت مناسبة للطيران، وكانت الخطة أن أذهب إلى مطار سانت أوغستين وأزود الطيارة بالوقود وأعود إلى وجهتي، وانطلقت في تمام الساعة 8:45 مساءً، وعند اقترابي من مطار سانت أوغستين، وتبقي 5 دقائق للوصول، بدأت تسوء الأحوال الجوية، وقررت اختصارا للوقت العودة إلى فورت بيرس، وأبلغت برج المراقبة بذلك، وفي طريق عودتي تغيرت الأجواء 180 درجة، الرؤية الخارجية أضحت سيئة والسحب اقتربت بمسافة 100 قدم عن سطح الأرض».
 
 وأوضح أنه في هذه الحالات الجوية السيئة، عند الاقتراب من مدرج الهبوط نعتمد على أجهزة الملاحة بسبب تمكننا من الرؤية الخارجية، وفي محاولتي الأولى عند الساعة 12:45 وصلت للارتفاع المسموح لي بنزوله ولم أتمكن من رؤية المدرج كوني في وسط السحب وعدت للجو مرة أخرى، وأبلغت برج المراقبة بأنني سأحاول مرة أخرى في مدرج ثان، وتكرر نفس سيناريو المحاولة الأولى.
 
وبين الغامدي حينها أن خياراته محدودة، أحدها هو استمرار محاولة الهبوط في مطار فورت بيرس، الذي يعتبر ضياعا للوقت والجهد، والخيار الآخر هو التوجه إلى أقرب مطار تكون أجواؤه مناسبة، ووجهني برج المراقبة إلى مدينة «أوكي تشوبي» التي تبعد 45 دقيقة، إلا أنه في ظل وجود رياح أمامية ستزيد من المسافة، في حين ذلك ظهر التحذير بأن الوقود على وشك أن ينفد. وأضاف: «اتجهت شرقا بعيداً عن المطار،
 
 وبدأت تتضح الرؤية قليلاً، ورأيت الطريق السريع، وأبلغت برج المراقبة بأن لدي حالة طارئة والوقود سينفد تماماً وسأهبط في الطريق، وسألني المراقب ما هو اسم الطريق، فأجبته إني لا أعرف وأنا أحلق فوقه الآن، ومن حسن حظي أن حركة السير كانت هادئة كون الساعة قد تجاوزت منتصف الليل، وفضلت الهبوط في الخط المتجه جنوبا، وعند اقترابي من الطريق أضأت كافة أنوار الطائرة حتى يتسنى للجميع رؤيتي، وهبطت بسلام دون أي أضرار تذكر، وأول ما فعلته أبلغت برج المراقبة بأني هبطت وسوف أغلق الطائرة لسحبها في الجزيرة التي تتوسط الطريق لكي لا أسبب تعطلا في حركة السير»، مشيراً حينها «وجدت الشرطة بعد دقائق في موقع الحدث، وكان تعاملهم مثاليا معي واطمأنوا على صحتي، وبدأوا الحصول على معلومات، وعند الساعة 5:30 فجراً غادرت الموقع».
 
وأضاف «اجتمع معي أمس الأول مدير فرع هيئة الطيران المدني في الولاية ومحقق هيئة الطيران المدني، وعميل فيديرالي ومسؤول من أمن الطرق، لتوضيح السبب خلف الهبوط الاضطراري الذي قمت به، وكان تعاملهم سلسا معي، وأشادوا بما فعلته، وأبلغوني أن ما فلعته هو تصرف مثالي في هذه الحالات، ولا يمكن إلا لطيار ذي خبرة طويلة القيام بذلك».
 


التعليقات