فخري باشا مجدّداً... تركيا تطلق اسمه "نكاية" على شارع سفارة الإمارات
- وكالات السبت, 23 ديسمبر, 2017 - 07:32 مساءً
فخري باشا مجدّداً... تركيا تطلق اسمه

[ تغريدة "تويتر" أطلقت شرارة الخلاف بين البلدين ]

يبدو أن الخلاف الدبلوماسي بين تركيا ودولة الإمارات العربية تخطى الحرب الكلامية، ودخل إلى مربع النكايات. إذ أطلقت بلدية أنقرة، اليوم السبت، اسم القائد العثماني فخرالدين باشا (المعروف أيضاً بفخري باشا) على الشارع الذي توجد فيه سفارة دولة الإمارات في العاصمة التركية، وذلك بعدما أثارت الشخصية التاريخية خلافاً دبلوماسياً بين البلدين بسبب تغريدة على "تويتر".

وقالت وكالة "الأناضول" التركية للأنباء، إن رئيس بلدية العاصمة أنقرة أمر بتغيير اسم الشارع الذي تقع فيه البعثة الدبلوماسية الإماراتية ليحمل اسم القائد العثماني السابق.
 
وكان وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد قد أعاد نشر تغريدة الأسبوع الماضي، تتهم قوات عثمانية بقيادة فخر الدين باشا بنهب أموال ومخطوطات من المدينة المنورة عام 1916 خلال الحرب العالمية الأولى، أثناء خضوع المدينة السعودية للحكم العثماني.
 
وخلال كلمة ألقاها في اجتماع عقده بالقصر الرئاسي في أنقرة بعدد من المخاتير، وجّه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، هجوماً حاداً إلى بن زايد، قائلاً "إن واحدة أخرى من البطولات هي دفاعنا عن المدينة المنورة، إن استهداف أولئك الذين يظنون أنهم على معرفة بالدفاع عن المدينة وبفخر الدين باشا، هو أمر ليس عابراً"، موجهاً كلامه لعبد الله بن زايد، بالقول: "عندما كان فخر الدين باشا يدافع عن المدينة، أنت أيها المسكين المفتري أين كان جدك، حين خرج فخر الدين باشا من اسطنبول للدفاع عن المدينة، ذهب لحماية الأراضي المقدسة من المحتلين، ولكن أجدادك أين كانوا"؟

وأضاف أردوغان: "دون أي خجل أو ملل وصولاً إلى الهذيان، يستمر هؤلاء المساكين بالقول إن أجداد أردوغان قاموا بسرقة الأمانات المقدسة من المدينة وجلبوها إلى إسطنبول، إن هذا ليس اسمه سرقة بل إنها حماية للأمانات من أولئك المحتلين".

وهاجم أردوغان حكام الإمارات دون ذكر أسمائهم، بالقول: "نحن نحمي تلك الأمانات المقدسة في إسطنبول، هل كان عليها أن تذهب للغرب؟ هؤلاء بذهنية غربية لذلك بدأوا بالهجوم، وبعد أن أرسل فخر الدين باشا الأمانات المقدسة إلى إسطنبول، شعر بالراحة وبذل كل جهده لحماية المدينة، والآن ينظّر، للأسف، أولئك المقيمون في أراض قريبة (من المدينة) دون خجل ويستمرون بالافتراء علينا. اعرفوا حدّكم".
 
كما قال مسؤول في وزارة الخارجية التركية، يوم الخميس الفائت، إن القائم بالأعمال الإماراتي استدعي للوزارة بهذا الشأن، من دون أن يصدر تعليق عن مسؤولين إماراتيين.
 
وتعتبر الإمارات، وهي حليف مقرب للولايات المتحدة، أن حزب "العدالة والتنمية" التركي الحاكم ذا الجذور الإسلامية الذي يتزعمه أردوغان، مقرب من قوى إسلامية تعارضها الإمارات في أنحاء العالم العربي، كما تصاعد التوتر في العلاقات بسبب دعم أنقرة لقطر بعد أن فرضت السعودية والإمارات والبحرين ومصر قيوداً عليها في يونيو/حزيران بسبب اتهام الدول الأربع الدوحة بدعم الإرهاب وهو ما تنفيه قطر.
 
 
 
 
من هو القائد العثماني فخر الدين باشا؟
 
اسمه فخري باشا أو فخر الدين باشا أو عمر باشا فخر الدين، من مواليد العام 1868 في بلدة روسجوك في بلغاريا عندما كانت تابعة للدولة العثمانية.
 
حكم المدينة المنورة من عام 1916 وحتى عام 1919، وأطلق عليه البريطانيون أسد الصحراء ونمر الصحراء. وفي عام 1914 كان فخر الدين بك قائداً عسكرياً في الموصل، حيث رُقّي لرتبة أميرالاي ثم نائباً لقائد الجيش الرابع في حلب.
 
وفي 23 مايو/أيار 1916 تحرك فخر الدين باشا إلى الحجاز للدفاع عن المدينة وعُيّن قائداً لقوات الحجاز في 17 يوليو/تموز عام 1916. ونجح في صد قوات الشريف حسين بن علي وفي حماية سكة حديد الحجاز التي كان يعتمد عليها في الحصول على إمداداته لمواجهة هجمات قوات الشريف ولورانس العرب.
 
وتشير التقديرات إلى أن خط سكة حديد الحجاز تعرض لنحو 130 هجوما عام 1917 ومئات الهجمات في عام 1918 بما فيها تفجير أكثر من 300 قنبلة.
 
رفض فخر الدين باشا اتفاق الهدنة المعروف باسم "معاهدة مودورس" الذي وقعته الدولة العثمانية في أكتوبر/تشرين الأول عام 1918 وصمم على مواصلة الدفاع عن المدينة ورفض أوامر حكومته والسلطان نفسه بالاستسلام لمدة 72 يوما بعد نهاية الحرب.
 
واعتقل فخر الدين باشا وأُرسل إلى مصر، ثم إلى مالطا كسجين حرب. وعندما خرج من السجن انتقل إلى أنقرة يوم 8 إبريل/نيسان 1921 حيث تم تعيينه في سفارة تركيا بكابول في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 1921. وتوفي عام 1948.


التعليقات