الحريري تبلّغ قلق واشنطن من «ميليشيا» لا تخضع لسيطرة الحكومة
- صُحف الاربعاء, 20 فبراير, 2019 - 10:13 صباحاً
الحريري تبلّغ قلق واشنطن من «ميليشيا» لا تخضع لسيطرة الحكومة

 

 

في رسالة أمريكية شديدة اللهجة تجاه حزب الله، تبلّغ رئيس الحكومة سعد الحريري من السفيرة الأمريكية في بيروت اليزابيت ريتشارد «قلق الولايات المتحدة من استمرار منظمة لا تزال تحتفظ بميليشيا لا تخضع لسيطرة الحكومة، في خرق سياسة النأي بالنفس التي تعتمدها الحكومة، بما يشكّل زعزعة للاستقرار».

 

 

وجاءت الرسالة الأمريكية إثر زيارة قامت بها السفيرة ريتشارد على رأس وفد من طاقم السفارة إلى السراي الحكومي في حضور الوزير السابق غطاس خوري، حيث تم خلال اللقاء عرض آخر المستجدات في المنطقة والعلاقـات الثنـائية بين الـبلدين.

 

وبعد اللقاء قالت ريتشارد «هنأت رئيس الوزراء على تشكيل الحكومة الجديدة التي تشكلت اخيراً بعد انتظار طويل، كما هنأته على النجاح الذي حققه من خلال نيل حكومته الجديدة الثقة. واجرينا جولة افق واسعة حول مختلف المجالات التي تعمل عليها الولايات المتحدة مع لبنان، واطلعنا على اولوياته في المستقبل».

 

 

وأضافت «لقد كنت صريحة مع رئيس الوزراء حول قلق الولايات المتحدة بشأن الدور المتنامي في الحكومة لمنظمة لا تزال تحتفظ بميليشيا لا تخضع لسيطرة الحكومة، وتستمر في اتخاذ قراراتها الخاصة بالأمنـ القومـي وهـي قرارات تعرّض بقية البلاد للخطر، وهي تسـتمر في خرق سـياسة النأي بالنفـس التي تعتـمدها الحـكومة من خـلال مشـاركتها في نـزاع مسلح في ثلاث دول أخرى على الأقل.

 

وهذا الوضع لا يساعد على الاستقرار، بل يشكل زعزعة له بشكل اساسي. ومع ذلك، آمل بشكل كبير في ألا ينحرف لبنان عن مسار التقدم الذي هو امامه الآن. من هذا المنطلق، أحضرت معي اليوم فريقًا من كبار المسؤولين الرسميين في السفارة يضم مدير المساعدات الأمريكية للبنان، والملحق العسكري، ومستشار شؤون اللاجئين، ومستشار الشؤون السياسية والاقتصادية، وجئنا لاجراء مراجعة لمدى وعمق الدعم الأمريكي المتاح للتعليم والتنمية بهدف مساعدة المجتمعات اللبنانية على التعامل مع المطالب غير المسبوقة والمفروضة عليها بعدما فرّ جيرانها السوريون من وحشية نظام الأسد، ولبناء جيش قادر ومحترم يحمي مواطنيه تحت سلطة سيادة قادته المنتخبين، ولمعـالـجة مجموعة من القضايا الاقتـصادية الصـعـبة».

 

 

وختمت السفيرة الأمريكية «أخبرت رئيس الوزراء أن الولايات المتحدة فخورة بأن تكون أكبر مزوّد للتنمية والمساعدات الإنسانية والأمنية للبنان. في العام الماضي وحده، قدمنا أكثر من 825 مليون دولار أمريكي من المساعدات الأمريكية – وهي زيادة عن العام السابق. منذ عهد أول لبناني هاجر إلى الولايات المتحدة في خمسينيات القرن التاسع عشر، إلى تأسيس أمريكيين للجامعة الأمريكية في بيروت والجامعة اللبنانية الأمريكية، إلى اليوم ، حيث نستثمر أكثر من مليار دولار في سفارة جديدة في عوكر، نريد مواصلة دعمنا الطويل والشامل للبنان. وكما قال وزير خارجية أمريكا مايك بومبيو في الآونة الأخيرة، «نحن شركاء مع لبنان لتحقيق نتيجة جيدة لشعب لبنان».

 

 

ويأتي كلام السفيرة الأمريكية في ظل لجوء حزب الله إلى نبش دفاتر الماضي في ما يتعلق بطريقة صرف 11 مليار دولار في عهد حكومة الرئيس فؤاد السنيورة على الرغم من تقديم السنيورة أكثر من مرة تفسيرات حول اسباب هذا الانفاق. وقد توقفت أوساط عند هدف حزب الله من اعادة فتح هذه الملفات وكيف ستنعكس على العلاقة الهشّة اصلاً بين الحزب وتيار المستقبل.

 

 

وفي اطار المساكنة والتوافق على الابتعاد عن القضايا الخلافية، مازال البعض يترقّب كيف سيتعاطى بعض الوزراء وخصوصاً وزراء القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل مع الخرقين لمبدأ النأي بالنفس اللذين سُجّلا بعد تأليف الحكومة واللذين من شأنهما تأجيج الخلافات الداخلية بدل الانصراف إلى العمل والانتاج. فوزير الدفاع الياس بو صعب أبلغ نظيره التركي خلوصي آكار على هامش مؤتمر ميونيخ للأمن «تحفّظ لبنان على إعلان أنقرة عن «منطقة آمنة» شمالي سوريا لأنها ستشكّل ملاذاً آمناً للإرهابيين»، معتبراً أن «أي وجود تركي في سوريا دون موافقة دمشق، يعد احتلالاً». كذلك، فإن وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب زار دمشق في ظل نفي أوساط رئيس الحكومة أن يكون في جو هذه الزيارة مسبقاً .

 

وأفيد حسب معلومات LBCI أن الرئيس الحريري استدعى الوزير الغريب للوقوف منه على سبب زيارته العاصمة السورية.

 

 

وكان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون اسـتقبل وزير الـدولة لشـؤون الـنازحين الذي اطلعه على نتائج الزيارة التي قام بها إلى دمشق والمواضيع التي بحثها مع المسؤولين السوريين الذين التقاهم. وبعد اللقاء، قال الوزير الغريب: «ندعو مجدداً كما دعونا في السابق إلى اخراج ملف النازحين من التجاذبات السياسية نظراً لما يشكّله من ضغوط اقتصادية ومالية وامنية على الوطن برمّته»، معتبراً «أننا لمسنا ايجابية مهمة جداً وامكانية لتقديم تسهيلات كبيرة في مقاربتهم لهذا الموضوع».


التعليقات