مالبرونو: بن سلمان طوى صفحة مقتل خاشقجي
- الجزيرة نت الجمعة, 14 يونيو, 2019 - 09:19 مساءً
مالبرونو: بن سلمان طوى صفحة مقتل خاشقجي

[ مصدر لمالبرونو: بن سلمان لا يزال يحتاج إلى والده لبضع سنوات لأن سلطته لا تزال هشة (رويترز) ]

في مقال بصحيفة لوفيغارو الفرنسية قال الكاتب الصحفي جورج مالبرونو إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قد استطاع أن يتجاوز -بدعم من والده الملك سلمان والرئيس الأميركي دونالد ترامب- أزمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في تركيا التي أضعفته وشوهت صورة بلده إلى حد كبير.

 

وقال الخبير ورجل الأعمال الفرنسي فرانسوا عيسى توازي -الذي يسافر بانتظام إلى الرياض للكاتب- إن "صفحة خاشقجي قد طويت"، وإن "موجة الاضطرابات العنيفة التي ضربت العائلة المالكة قد هدأت".

 

ويضيف توازي الخبير في الشؤون السعودية إن "محمد بن سلمان قد عزز سلطته من خلال التركيز على الوضع الداخلي"، موضحا أن ولي العهد لديه أولويتان، أولاهما مقامرته الاقتصادية المعروفة برؤية 2030 التي لا يريد التخلي عنها، وثانيتهما التحول نحو آسيا، حيث يستقبل بحفاوة، على عكس أوروبا والولايات المتحدة اللتين ما زالتا غير راغبتين في لقائه.

 

الوضع الداخلي

 

ونسب مالبرونو إلى مصادر في الرياض القول إن ابن سلمان استطاع -بعد إقالة الأمراء الأكبر سنا الذين كانوا يحجبونه والذين ما زال الكثير منهم قيد الإقامة الجبرية- أن يروج لأمراء شبان من جيله، وهم غالبا من أبناء من سجنهم في الريتز كارلتون عام 2017.

 

وأشار الصحفي إلى تعيين ريما ابنة رئيس الاستخبارات السابق بندر بن سلطان سفيرة في واشنطن في مهمة لاستعادة صورة المملكة في بلد ما زال فيه الكونغرس ووسائل الإعلام معادييْن بشدة لمحمد بن سلمان، كما أشار إلى تعيين أمير شاب آخر في لندن، إضافة إلى عدد من المستشارين الشباب في الديوان الملكي.

 

ورأى مالبرونو في ذلك طريقة ذكية لتخفيف التوتر من خلال جذب جيل الشباب من آل سعود، وتساءل: هل ابن سلمان فعل ذلك بمحض إرادته أم أنه اضطر تحت ضغط من والده لتهدئة الأسرة؟

 

ورغم اختلاف الآراء بشأن هذه السياسة -حسب مالبرونو- فإن الشيء الوحيد المؤكد هو أن الملك سلمان (83 عاما) رغم صحته الهشة يتابع أمور المملكة ولم يتردد لحظة في تثبيت ابنه المفضل، كما أن "الوضع الداخلي هو أولوية للملك بقدر ما هو لابنه"، حسب مصدر في الرياض.

 

رؤية 2030 تتعثر

 

ونسب الصحفي لمصدر في الرياض قوله إن ولي العهد السعودي -رغم ظهور أدلة على وجود توتر له مع والده- يعمل على مشروع ضخم لتحسين الحياة في الرياض العاصمة، موضحا أن ابن سلمان "يركز على مشاريع رفيعة المستوى مثل مدينة نيوم الجديدة على البحر الأحمر" التي لم تتعد بعد مرحلة المسودة.

 

وأضاف المصدر أن "ولي العهد يريد إنشاء نوع من الريفيرا للأثرياء الذين يأتون مع قواربهم إلى الفنادق الفاخرة، ولكن يبقى أن نرى هل المرأة السعودية ستحصل على عمل".

 

ونبه مالبرونو إلى أن رؤية 2030 تدخل في صميم سياسة ولي العهد لتنويع الاقتصاد والانتقال إلى عصر ما بعد النفط، ولكنها لا تكاد تتحرك إلى الأمام، لأن "تمويلها غير مضمون على المدى البعيد" كما تقول مذكرة لوزارة الخزانة السعودية تطرقت إلى ضعف الخصخصة والتأثير المدمر "للسعودة" التي أدت إلى هجرة 1.4 مليون عامل مغترب دون أن تنقص من البطالة بين السعوديين.

 

سباق مع الزمن

 

وباعتراف الجميع يقول الكاتب فإن السعودية حصلت من حليفها في الإمارات ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد على إغلاق حسابات السعوديين الذين وضعوا ثرواتهم في بنوك دبي، كما أن علاقتها مع فريق ترامب ممتازة، ولكن لا أحد ينازع أيضا في الاستبداد الذي تتسم به والذي تجسد في اعتقال بعض النساء والعلماء والدعاة والناشطين.

 

غير أن الخبر السيئ -حسب مالبرونو- جاء من استطلاع حديث لأجهزة الاستخبارات أظهر أن 70% من الشباب لا يتعاطفون مع رؤية 2030 مما شكل صدمة، كما يقول مسؤول سعودي، خاصة أن حاشية الملك سلمان كانت لديها هذه المعلومات مما يضعف علاقة ابن سلمان مع والده.

 

وقال الصحفي إن ولي العهد الآن في سباق مع الزمن، لأن ولاية ترامب لم يبق منها إلا 16 شهرا، وإذا هزمه الديمقراطيون فقد لا يكون ابن سلمان ملكا أبدا بعدها، خاصة أن العديد من المصادر تشير إلى عداء متحكم بين الديمقراطيين وولي العهد منذ اغتيال خاشقجي.

 

ومن هنا -يقول الصحفي- جاء السيناريو الذي يتم تحضيره والذي سيعلن ابن سلمان بموجبه في نوفمبر/تشرين الثاني 2020 أن والده خرف وغير قادر على تولي دوره كملك، ليتمكن بذلك من الصعود إلى العرش.

 

ويعتبر هذا السيناريو خطيرا بالنسبة إلى البعض لأن ابن سلمان "لا يزال يحتاج إلى والده لبضع سنوات لأن سلطته لا تزال هشة"، وقال دبلوماسي في باريس "إن ابن سلمان " ليس مستعدا بعد لأن يصبح ملكا، ولن يكون ذلك هو أفضل طريقة لإعداد رئاسة مجموعة العشرين التي ستعود إلى السعودية العام المقبل".

 

وختم الكاتب بأن ولي العهد ليس لديه ما يخشاه من تقرير الدبلوماسية الأممية أنييس كالامار الذي سيقدم في 26 يونيو/حزيران الجاري إلى مجلس حقوق الإنسان بشأن اغتيال الصحفي المعارض خاشقجي، لأن استنتاجاته ليست لها قيمة إلزامية.


التعليقات