إيران تهدد باحتجاز ناقلة أميركية إذا أوقفت واشنطن "غريس1"
- الجزيرة نت الأحد, 18 أغسطس, 2019 - 04:33 مساءً
إيران تهدد باحتجاز ناقلة أميركية إذا أوقفت واشنطن

[ ارشيف ]

هدّدت مصادر إعلامية مقرّبة من الحرس الثوري الإيراني باحتجاز ناقلة للولايات المتحدة الأميركية في حال أقدمت واشنطن على توقيف الناقلة الإيرانية (غريس 1) بعد الإفراج عنها من قبل سلطات جبل طارق، في حين أشارت البحرية الإيرانية إلى أن "أي حادث بالخليج يتسبّب بموت جنوبه عطشاً".

 

وكتبت صحيفة "جوان" الإيرانية المقربة من "الحرس الثوري"، في افتتاحيتها، بقلم مديرها عبد الله غنجي، أنه "إذا ما حلت أميركا مكان بريطانيا في توقيف الناقلة الإيرانية فالحل هو مواصلة احتجاز الناقلة البريطانية، وفي الوقت نفسه توقيف ناقلة أميركية".

 

وأضاف غنجي أن "بريطانيا هي مصدر المشكلة ولعبت دور الجندي لأميركا، لذلك لا ينبغي أن تخرج من هذه المعركة من دون ثمن، وأن تفرج عن ناقلتها في حال قامت أميركا باحتجاز الناقلة الإيرانية".

 

وأفادت وكالة "سبوتنيك" الروسية، اليوم الأحد، بأن الناقلة الإيرانية بدأت تغادر مياه جبل طارق، لكن لم تؤكد أو تنف السلطات في جبل طارق أو إيران بعد صحة هذه الأنباء.

 

وكانت وزارة العدل الأميركية، قد أصدرت أول أمس الجمعة، مذكرة، دعت فيها إلى ضبط ومصادرة الناقلة الإيرانية، وذلك بعدما أعلن رئيس وزراء جبل طارق فابيان بيكاردو، أن بوسع ناقلة النفط الإيرانية "غريس 1"، المغادرة بمجرد أن تكون مستعدة للإبحار، مؤكداً أن المحكمة العليا ستنظر في أي محاولة أميركية لمنعها من المغادرة.

 

وأعلن رئيس حكومة جبل طارق تلقّي ضمانات مكتوبة من طهران بأن السفينة لن تفرغ حمولتها البالغة 2.1 مليون برميل من النفط في سورية.

 

لكن إيران من جهتها، نفت تقديم أي ضمانات لتأمين الإفراج عن ناقلتها، مؤكدة أنها "لم تكن متجهة نحو سورية بالأساس".

 

وأعلنت مؤسسة الموانئ والملاحة البحرية الإيرانية، الجمعة الماضية أنه "بناء على طلب المالك، ستتجه ناقلة النفط (غريس 1) صوب البحر المتوسط بعد إعادة تسجيلها تحت العلم الإيراني وتغيير اسمها إلى أدريان دريا، في أعقاب إعدادها للرحلة".​

 

وعلى صعيد متّصل، وفيما أعلن وزير المواصلات وبناء المدن الإيراني، محمد إسلامي، اليوم الأحد، أن الناقلة الإيرانية "آدريان دريا" تستعد لمغادرة مياه جبل طارق، كشف قائد السلاح البحري في الجيش الإيراني، الأدميرال حسين خانزادي عن استعداد بلاده لإرسال سفن حربية لحماية الناقلة.

 

وأضاف خانزادي أن "الجمهورية الإسلامية في حال قررت فنحن جاهزون لإرسال فرقاطة لحماية الناقلة الإيرانية".

 

وأشعل احتجاز قوات البحرية الملكية البريطانية الناقلة الإيرانية، في مياه جبل طارق، في الرابع من الشهر الماضي، أزمة الناقلات بين لندن وطهران، بعدما نفذت الأخيرة تهديداتها بالرد بالمثل على الإجراء البريطاني لتحتجز ناقلة بريطانية في التاسع عشر من الشهر نفسه، في مضيق هرمز.

 

واليوم بعد قرار جبل طارق بالإفراج عن الناقلة الإيرانية، وفي حال غادرت هي بالفعل مياه هذه المنطقة، للإبحار صوب وجهتها، التي لم تعلنها إيران، تتجه الأنظار نحو الناقلة البريطانية المحتجزة في إيران، لتفرج هي أيضاً عن هذه الناقلة، وخاصة أن طهران كانت قد أعلنت سابقاً على لسان الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أنه في حال "تخلت بريطانيا عن تصرفها في جبل طارق ستتلقى رداً مناسباً من إيران".

 

واعتبر رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية، كمال خرازي، اليوم الأحد، إفراج جبل طارق عن الناقلة الإيرانية بمثابة "انتصار دبلوماسي لإيران وهزيمة لبريطانيا"، متوقعاً مواصلة "أعداء إيران في هذه الأنشطة ضدها".

 

وفي الإطار، أضاف خرازي أن "هذه النشاطات للأعداء لن تنتهي بكل تأكيد وأنهم يخططون دوما لمؤامرات علينا"، داعياً سلطات بلاده إلى "الجهوزية لمواجهة هذه المؤامرات والدفاع عن المصالح الإيرانية".

 

تحذير إيراني من "موت جنوب الخليج عطشاً"

 

في السياق، قال قائد السلاح البحري في الحرس الثوري الإيراني، علي رضا تنكسيري، إن القوات البحرية في الجيش والحرس الإيرانيين "هي التي تؤمن الخليج اليوم"، مشيراً إلى أن "أي حادثة تقع في هذه المنطقة يمكن أن تتسبب بأن تموت الدول المطلة على جنوب الخليج عطشاً".

 

وأوضح تنكسيري، في مؤتمر بالعاصمة الإيرانية طهران بمناسبة "اليوم العالمي للملاحة البحرية" أنّ مساحة الخليج "تبلغ 250 ألف كيلومتر مربع وهو خليج مغلق وفي حال تعرض أي من حاملات الطائرات والسفن الحربية والغواصات التي تعمل بالوقود النووي لحادث، سيتسبب ذلك بمشاكل كبيرة لدول المنطقة، تستمر لسنوات طويلة".

 

وأوضح أن دول جنوب الخليج "تستخدم أجهزة تحلية المياه وفي حال وقوع أي حادث لن تجد هذه الدول ماء للشرب وتموت عطشاً"، مشدداً على أن "الأجانب لن يحققوا الأمن بل سيزعزعونه"، داعياً في هذا السياق دول المنطقة إلى "تأمينها بنفسها".

 

وبين تنكسيري، وفقاً لما أوردته وكالة "فارس"، أن منطقة الخليج تكتسب "أهمية وموقعاً استراتيجياً"، عازياً ذلك إلى "تواجد القوات البرتغالية في المنطقة لـ117 عاماً وكذلك حضور دول مثل أميركا وبريطانيا فيها".

 

ولفت القائد العسكري الإيراني، إلى أن بلاده لديها "جزر مهمة واستراتيجية وحدود بحرية طويلة في هذه المنطقة"، قائلاً إن ذلك "منحها ميزة خاصة" قبل أن يؤكد "أننا قادرون على تأمين الخليج وإيران ترفع رآية الأمن فيه".

 

لكنه أكد في الوقت نفسه "نعتقد أن مجموعة 7+1 بمقدورها توفير الأمن في الخليج، حيث إن الدول السبع الواقعة في جنوبه إلى جانب إيران التي تمتلك أطول حدود بحرية، يمكنها خلق أمن مستدام في المنطقة".

 

وأكّد أنّ "تواجد القوات الأجنبية في المنطقة يزعزع استقرارها وأمنها"، متهماً واشنطن ولندن بالترويج لانعدام الأمن في المنطقة "لبيع أسلحتها إلى دولها".

 

كما اتهم الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا بـ"إثارة العداوات بين دول المنطقة لإيجاد شرعية لتواجدها العسكري فيها"، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن بلاده "تبعث رسالة السلام والصداقة وهي حولت وزارة الحرب إلى وزارة الدفاع ولا تريد أن تهاجم أي دولة لتوسيع حدودها".

 

وفي معرض رده على سؤال عما اذا كانت بلاده ستفرج عن الناقلة البريطانية، بعد إفراج بريطانيا عن الناقلة الإيرانية في جبل طارق، قال تنكسيري للمراسلين إن "لا صلة لاحتجاز الناقلتين والإفراج عنهما أيضاً".

 

وأضاف أن "الناقلة البريطانية ارتكبت ثلاث مخالفات في مضيق هرمز وهي قيد الدراسة"، مشيراً إلى أن "قرار الإفراج عنها بيد السلطة القضائية ومؤسسة الملاحة البحرية".

 

وفيما تعزو السلطات الإيرانية رسمياً توقيف الناقلة البريطانية إلى "انتهاكاتها لقوانين الملاحة الدولية"، إلا أن الخطوة جاءت بعد تهديدات متكررة أطلقتها طهران للرد بالمثل على احتجاز ناقلتها في جبل طارق.


التعليقات