انتقاد تركي وترحيب غربي وبيان مصري.. أبرز ردود الفعل إزاء اتفاق وقف إطلاق النار بليبيا
- الجزيرة نت السبت, 24 أكتوبر, 2020 - 01:04 صباحاً
انتقاد تركي وترحيب غربي وبيان مصري.. أبرز ردود الفعل إزاء اتفاق وقف إطلاق النار بليبيا

تتالت ردود الفعل الدولية على إعلان طرفي النزاع في ليبيا اتفاقا على وقف إطلاق النار يدخل حيز التنفيذ اليوم الجمعة، وبينما رحبت أميركا ودول أخرى بالاتفاق، اعتبر الرئيس التركي أنه ضعيف المصداقية.

 

وقالت مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا بالإنابة ستيفاني وليامز "أعتقد أن ما حققه الليبيون في جنيف يمثل علامة فارقة ومهمة للشعب".

 

وكان وفدا اللجنة الليبية العسكرية المشتركة وقعا اليوم الجمعة في جنيف اتفاقا على وقف دائم لإطلاق النار في كل مناطق ليبيا برعاية الأمم المتحدة، يدخل حيز التنفيذ فورا.

 

ويمثل الوفدان الموقعان قوات حكومة الوفاق المعترف بها دوليا وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر.

 

وقال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج إن توقيع اتفاق وقف إطلاق النار تزامن مع ذكرى تحرير ليبيا من النظام السابق يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول 2011.

 

وأشاد السراج في بيان له بدور البعثة الأممية في ليبيا في الوصول إلى هذا الاتفاق لتحقيق السلام القائم على العدل وضمانات تبعد شبح الحرب والقلاقل.

 

وأكد السراج على عدم إهمال المساءلة، مشددا على أنه لا تساهل مع من ارتكب جرائم في حق الليبيين ومن خلّف عند انسحابه ألغاما ومقابر جماعية، في إشارة إلى تمسك حكومة الوفاق بمحاسبة حفتر.

 

وفيما يلي أبرز ردود الفعل إزاء الإعلان:

 

خطوة أساسية

 

اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه طرفا النزاع الليبي في جنيف "خطوة أساسية نحو السلام والاستقرار" في البلاد.

 

وقال في مؤتمر صحافي في مقر المنظمة الدولية في نيويورك "أهنئ الفرقاء لتغليبهم مصلحة أمتهم على خلافاتهم".

 

وأضاف "لقد عانى الكثيرون" من النزاع "لفترة طويلة جدا"، معربا عن أسفه لمقتل المدنيين بسبب الاشتباكات.

 

تهنئة أميركية

 

وقالت الإدارة الأميركية إنها ترحب باتفاق وقف إطلاق النار الدائم في كامل ربوع ليبيا، والذي تم توقيعه خلال محادثات اللجنة العسكرية المشتركة في جنيف.

 

واعتبرت أن هذا الاتفاق خطوة كبيرة إلى الأمام نحو تحقيق المصالح المشتركة لجميع الليبيين وخفض التصعيد والاستقرار ورحيل المقاتلين الأجانب.

 

وجاء في بيان للخارجية الأميركية "نهنئ الطرفين على النتيجة الناجحة لمفاوضاتهما، كما نهنّئ الممثلة الخاصة للأمين العام بالإنابة ستيفاني وليامز على دورها المحوري في تسهيل المحادثات. ونحث الجهات الفاعلة الداخلية والخارجية الآن على دعم تنفيذ الاتفاق بحسن نيّة".

 

بيان مصري

 

وفي مصر، رحّب المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية أحمد حافظ باتفاق وقف إطلاق النار الدائم في ليبيا.

 

وقال في بيان إن مصر تثمّن اتفاق العسكريين الليبيين اليوم على الحفاظ على الهدوء في الخطوط الأمامية وتجنب التصعيد، ودعا الدول المنخرطة في الشأن الليبي إلى الإسهام في الجهد الحالي وضمان عدم التصعيد.

 

وعبر حافظ عن تطلع مصر إلى مواصلة الجهود ذات الصلة بالمسار السياسي، ودعم جهود المبعوثة الأممية إلى ليبيا لتحقيق الهدف الرئيسي، وهو ضمان استقرار ليبيا والحفاظ على سيادتها وسلامة ووحدة أراضيها مع ضرورة خروج القوات الأجنبية من البلاد.

 

نجاح حاسم

 

أما ألمانيا التي تعمل وسيطا في البحث عن تسوية سياسية للنزاع في ليبيا، فوصفت اتفاق وقف إطلاق النار الدائم الموقع الجمعة بين المتحاربين في هذا البلد بأنه "أول نجاح حاسم" في ذلك الاتجاه.

 

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس في بيان إن المفاوضات الجارية "تؤدي إلى أول نجاح حاسم"، معتبرا أنه "أساس جيد لإيجاد حل سياسي مقبل".

 

ومن جانبها، رحّبت المفوضية الأوروبية بإعلان وقف إطلاق النار في ليبيا الجمعة، ودعت إلى تطبيقه واستئناف محادثات السلام.

 

وقال المتحدث باسم شؤون سياسات الاتحاد الأوروبي الخارجية بيتر ستانو للصحفيين إن "اتفاق وقف إطلاق النار بشكل دائم أساسي لاستئناف الحوار السياسي"، مؤكدا أنه "من المهم جدا كذلك أن يطبّق هذا الاتفاق".

 

 ضعيف المصداقية

 

لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال إن اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا ضعيف المصداقية "وستظهر الأيام مدى صموده".

 

جاء ذلك في معرض رده على أسئلة الصحفيين عقب أدائه صلاة الجمعة في أحد المساجد بمدينة إسطنبول.

 

وأعرب أردوغان عن اعتقاده بأن توقيع اتفاق لوقف إطلاق نار دائم في ليبيا ضعيف المصداقية.

 

وقال إن الاتفاق تم على مستوى مندوبين "أحدهما يمثل الانقلابي حفتر"، والآخر قائد عسكري من مصراتة يمثل حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها فايز السراج.

 

ولفت إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا ليس اتفاقا على أعلى مستوى وستُظهر الأيام مدى صموده. وأردف "أتمنى أن يتم الالتزام بهذا القرار لوقف إطلاق النار".

 

مطبات

 

من جانبهم، اعتبر مراقبون أن الاتفاق قد ينزع فتيل الصراع العسكري للأزمة شريطة إبعاد أي أطراف محلية قد تعرقله.

 

ورأى هؤلاء أن صمود الاتفاف يتوقف على توافق الدول المعنية بالأزمة الليبية، وعلى رأسها روسيا، على ضرورة تطبيق كافة بنوده، ومن أهمها انسحاب القوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا.

 

وقال المحلل سياسي جبريل الزو إن "اتفاق وقف إطلاق النار الدائم الذي تم توقيعه اليوم في جنيف متوقف على أمرين، الأمر الأول هو إبعاد شخصية حفتر من المشهد نهائيا، والثاني أن يتم توافق ودعم دولي لهذا الاتفاق".


التعليقات