زيارات متبادلة لإتمام المشروع.. ممر بحري إسرائيلي إماراتي لربط ميناءي إيلات وجدة
- الجزيرة نت الثلاثاء, 27 أكتوبر, 2020 - 09:33 صباحاً
زيارات متبادلة لإتمام المشروع.. ممر بحري إسرائيلي إماراتي لربط ميناءي إيلات وجدة

[ مشهد من ميناء إيلات ]

تعكف الإمارات وإسرائيل على إقامة مشروع بحري يربط مدينة أم الرشراش (إيلات) بمدينة جدة السعودية، حيث تم إطلاق فكرة المخطط خلال زيارة وفد من الإمارات إلى تل أبيب وأجرى جولة ميدانية في ميناء إيلات، والتقى بمسؤولين سيزورون بدورهم قريبا أبو ظبي بغية مواصلة إجراءات تنفيذ المشروع.

 

وحسب صحيفة "يسرائيل هيوم"، فإن المشروع يهدف إلى تعزيز السياحة في جنوب إسرائيل وفتح الباب أمام السياحة الدينية المباشرة بين السعودية وإسرائيل، عبر السماح لقوافل الحج والعمرة من فلسطينيي 48 السفر عبر الممر البحري إلى جدة ومنه إلى مكة المكرمة.

 

ويأتي نقل وتسفير قوافل الحجيج والمعتمرين من فلسطينيي 48 بديلا عن الوصاية الأردنية الهاشمية التي كانت تشرف على تنظيم قوافل الحج والعمرة، بموجب الاتفاق المبرم عام 1978 بين الحكومة الإسرائيلية والملك الأردني الراحل الحسين بن طلال.

 

واعتاد فلسطينيو 48 على تأدية الحج والعمرة عبر الوصاية الأردنية على الحجيج ومنحهم جوازات سفر أردنية مؤقتة، علما أن السلطات السعودية أعلنت عن رفع هذه الوصاية في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، وأكدت أنها تشترط استقبال الحجاج والمعتمرين من فلسطينيي 48 فقط إذا كان بحوزتهم جواز أردني ثابت.

 

ممر بحري

 

ويعتبر مشروع الممر البحري أولى المبادرات الفعلية للتعاون الإسرائيلي الإماراتي في إيلات، حيث شارك بالزيارة التي أجريت قبل أيام بغية متابعة تقدم إنجار المشروع، رئيس المجموعة والرئيس التنفيذي لمجموعة "موانئ دبي العالمية"، ومجموعة الشحن الإماراتية سلطان أحمد بن سليم، برفقة وفد من رجال الأعمال الإماراتيين الذين تجولوا في ميناء إيلات.

 

ووفقا لخطة المشروع -التي استعرضها مدير ميناء إيلات جدعون غولبر ومالك الميناء شلومي فوغل أمام الوفد الإماراتي- فإن سفن الركاب والسياح سترسو في ميناء إيلات، بحيث سيمكن ذلك قوافل الحجيج والمعتمرين من فلسطينيي 48 الذين يريدون السفر إلى مكة، ركوبها والإبحار مباشرة إلى جدة، على بعد حوالي 70 كيلومترا من مكة.

 

وبحسب مدير ميناء إيلات، فإن أعضاء الوفد الإماراتي بمن فيهم السلطان بن سليم، كانوا متحمسين للخطة وقالوا إنه يمكن تنفيذها، مضيفا "قريبا سأرافق وفدا إسرائيليا مصحوبا بإدارة ميناء إيلات إلى الإمارات، حيث ستجمعنا جلسة تحضيرية عن بعد لزيارة الوفد الإسرائيلي إلى أبو ظبي".

 

قوافل الحجيج

 

وأضاف غولبر "كانت زيارة ممتعة وودية للغاية.. وبما أن إسرائيل وإيلات تحديدا تعاني من أزمة سياحية كبيرة، نعتقد أن حركة المسافرين من إيلات إلى السعودية يمكن أن تفيد وتعزز وتنشط السياحة، فالممر سيوفر رحلة بحرية قصيرة جدا، ستجعل الرحلة إلى مكة أسهل وأسرع، إذ تبلغ الإمكانيات السياحية من خلال الممر البحري حوالي مليوني مسافر سنويا، مما سيكون له بالتأكيد تأثير إيجابي على السياحة في إيلات".

 

وإضافة إلى الخط البحري المباشر بين إسرائيل والسعودية وتسيير قوافل الحجيج والمعتمرين، سيتم فحص التعاون في تشغيل خط سفن حاويات منتظم بين ميناء إيلات وميناء جبل علي في الإمارات، وهي رحلة تستغرق حوالي 10 أيام.

 

وإلى جانب ذلك، هناك تعاون إسرائيلي إماراتي آخر يجري العمل عليه حاليا، وهو تصدير الخضار والفواكه من مزارعي مستوطنات الأغوار ووادي عربة إلى الإمارات على متن سفن مبردة.

 

قناة السويس

 

وسبق أن أفادت صحيفة "غلوبس" الإسرائيلية التي تعنى بالاقتصاد والتجارة، بأن تل أبيب اقترحت على أبو ظبي إقامة أنبوب لضخ النفط والغاز ومشتقات النفط الخام إلى أوروبا والقارة الأميركية، وذلك من خلال استخدام شبكة أنابيب شركة "كاتسا" الإسرائيلية لنقل النفط من إيلات إلى ميناء عسقلان (أشكلون).

 

ويقضي المقترح الإسرائيلي الذي قدم للإمارات بربط محطة النفط التابعة لـ"كاتسا" في إيلات بالشبكة السعودية التي تصل إلى مصفاة ينبغ (700 كيلومتر عن إيلات) حيث إن ربط شبكة الأنابيب السعودية بالشبكة الإسرائيلية سيسهم في تقليص المدة الزمنية لنقل النفط ومشتقاته من السعودية ودول خليجية إلى العالم، كما أنه سيوفر من تكاليف النقل وسيعفي من دفع الرسوم مقابل عبور البواخر والناقلات في قناة السويس.

 

وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن السعودية ودولا خليجية تنظر باهتمام لإمكانية تفعيل شبكات الأنابيب وإقامة ممر بري لنقل وتصدير النفط إلى العالم عبر التوفير بتكاليف النقل والحراسة الأمنية، وأيضا تقليص المسار البحري الذي يشكل خطرا على ناقلات النفط من التهديدات بالاستهداف من إيران واليمن في الخليج العربي ومضيقي هرمز وباب المندب، وأيضا سيجري صد هجمات القراصنة عند مدخل البحر الأحمر بمساره قرب الصومال.

 

تجدر الإشارة إلى أن تخلي القاهرة عن السيادة على جزيرتي تيران وصنافير ونقلهما للسعودية، حفز تل أبيب وأبو ظبي على بلورة خطة مشروع الممر البحري من إيلات إلى جدة وربط شبكات أنابيب النفط بين الإمارات والسعودية وإسرائيل، علما أن تيران وصنافير تتحكمان في مدخل خليج العقبة وميناءي العقبة الأردني وإيلات، وتقعان على امتداد يتسم بأهمية إستراتيجية، ويمثل طريق إسرائيل لدخول البحر الأحمر.


التعليقات