تتقدم المملكة العربية السعودية ببطء نحو تغييرات تحكم نشيدها الوطني وعلمها الأخضر، المزين بالسيف وعقيدة الإسلام باعتبارها مهد الدين.
وذكرت وسائل إعلام حكومية أن مجلس الشورى غير المنتخب في المملكة صوت في وقت متأخر يوم الاثنين لصالح التغييرات.
وفي حين أن قرارات المجلس ليس لها أي تأثير على القوانين أو الهياكل القائمة فإن التصويت مهم لأن أعضائه يتم تعيينهم من قبل الملك وغالبًا ما تتحرك قراراتهم بشكل وثيق مع القيادة.
وأفادت وسائل إعلام أخرى مرتبطة بالدولة أن التغييرات تشمل فقط تعديل النظام الذي يحكم العلم والشعار والنشيد الوطني، و ليس محتوياته. ولم يكشف المجلس عن مزيد التفاصيل.
وأفادت وسائل الإعلام المحلية أيضًا أن التغييرات المقترحة تهدف إلى تحديد الاستخدامات المناسبة لشعار الدولة بشكل أوضح وزيادة الوعي بأهمية العلم والنشيد الوطني وحماية العلم من التعدي أو الإهمال.
وفي الأسبوع الماضي، ألقت الشرطة السعودية القبض على أربعة رجال بنجاليين لاهانتهم العلم السعودي الذي يحمل العقيدة الإسلامية، بعد أن زُعم أنهم ألقوا به في القمامة.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية التي تديرها الدولة فقط أن مجلس الشورى صوت بالموافقة على مسودة تعديل لمرسوم ملكي منذ ما يقرب من 50 عامًا ينظم استخدامات العلم.
و التعديل اقترحه عضو المجلس سعد العتيبي ودرسته لجنة فرعية قبل مناقشته بين أعضاء المجلس.
ويأتي الاقتراح وسط إصلاحات سريعة غيرت الدولة التي كانت شديدة المحافظة في السابق. وبدعم من والده الملك سلمان الذي بلغ الثمانين من العمر، سعى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان جاهداً لإعادة تعريف الهوية السعودية، ليحل محل القومية الإسلامية بهوية وطنية ثقافية لا يحددها الدين فقط.
في أحد الأمثلة صدر مرسوم ملكي مؤخرًا يصادف يوم 22 فبراير كيوم التأسيس للمملكة العربية السعودية.
وتهدف العطلة الوطنية إلى إحياء ذكرى محاولة الإمام محمد بن سعود في القرن الثامن عشر لتأسيس أول دولة سعودية قبل زوالها على يد العثمانيين.
وفي هذا الأسبوع أيضًا، أمرت الحكومة المطاعم والمقاهي في المملكة العربية السعودية بإعادة تسمية "القهوة العربية" بـ "القهوة السعودية" في أحدث جهد لزيادة الوعي بـ "عنصر ثقافي يعبر عن الهوية السعودية" وتقاليدها حسبما أفادت وسائل الإعلام الحكومية.
منذ عام 1973 يظهر العلم السعودي الأخضر شعار الاسلام بالخط العربي الأبيض الذي ينص على: "لا إله إلا الله. محمد رسول الله." و تحت هذه الكلمات سيف.
تستضيف المملكة حجاجًا مسلمين من جميع أنحاء العالم في مسقط رأس الإسلام بمكة المكرمة، حيث ولد النبي محمد وتلقى أولى وصايا القرآن.
في غياب الصحافة الحرة قدمت وسائل الإعلام المرتبطة بالدولة مزيدًا من الأفكار حول اقتراح مجلس الشورى بشأن القوانين التي تحكم العلم والنشيد الوطني، التي سيتم تقديمها إلى الملك سلمان للنظر فيها رسميًا.
في المملكة العربية السعودية لا توجد وسائل إعلام محلية مستقلة، واشتد القمع تحت حكم ولي العهد وفقًا لمجموعات مثل مراسلون بلا حدود.
وذكرت صحيفتا الشرق الأوسط وسبق اليوميتين أن الفكرة جاءت نتيجة التغيرات السريعة التي مرت بها المملكة في السنوات الأخيرة.
وتشمل هذه التغييرات على التشريعات الحالية لدعم أهداف ومبادرات رؤية 2030 - المشروع الوطني الطموح لولي العهد لإصلاح الاقتصاد السعودي وجعله أكثر مرونة في مواجهة تقلبات أسعار النفط والطاقة المستدامة.