يوميات متعايش مع الإيدز.. كيف بإمكان مريض الإيدز أن يكون متفاعلا إيجابيا مع المرض؟
- متابعة خاصة السبت, 19 مايو, 2018 - 10:07 مساءً
يوميات متعايش مع الإيدز.. كيف بإمكان مريض الإيدز أن يكون متفاعلا إيجابيا مع المرض؟

يتعرض مريض الإيدز في المجتمع إلى الوصمة والتمييز نتيجة لقلة الوعي بالمرض وكيفية انتقاله والإصابة به. حيث ينظر لمريض الإيدز على أنه شخص غير سوي أخلاقيا ونتيجة للمرض فهو غير مسموح له بالتفاعل مع المجتمع والاندماج فيه.  وفي هذا المقال سنتكلم عن الجانب الآخر من حياة المتعايشين مع المرض ودورهم الإيجابي في المجتمع الذي يعكس بأن مريض الإيدز بإمكانه التعايش مع المرض والمجتمع  بسلام بإتباع خطوات صحية والتزامه بالعلاج.
 
ماهو الإيدز؟ و كيف ينتقل فيروس نقص المناعة البشري  HIV
 
مرض الإيدز أو ما يدعى بمرض نقص المناعة المكتسب  هو مرض فيروسي معدي. ينتقل فيه الفيروس المسبب للمرض والذي يسمى فيروس نقص المناعة البشري ال HIV عن طريق سوائل الجسم سواء عن طريق الدم أثناء انتقال الدم من شخص مصاب  بالفيروس إلى آخر سليم أو استخدام الأدوات الحادة الملوثة بدم مصاب بالفيروس و عن طريق العلاقات الجنسية مع أحد/ إحدى المصابين به. ينتقل الفيروس أيضا من الأم المصابة إلى الجنين أثناء الولادة. ومن العوامل التي قد تقلل من نسبة الإصابة بالفيروس هو  إستخدام  الواقي الذكري أثناء العلاقات الحميمية بين الزوجين و إتخاذ إجراءات الطبية اللازمة التي تقلل من إحتمالية إنتقال الدم للجنين أثناء الولادة.  لاينتقل فيروس المناعة البشري عن طريق اللمس أو الرذاذ فهو ضعيف جدا ويموت في حال ما تعرض للهواء. فيمكن التعامل مع المتعايشين بأمان في ظل عدم وجود أي نقل دم أو عدم وجود علاقات غير أمنه مع أحد المصابين.
 
قصة نجاح مع المرض:
 
خلال فترة عملي في مجال المناصرة من أجل إزالة الوصمة والتمييز ضد المتعايشين مع الإيدز، قابلت العديد من المتعايشين مع المرض والذين يخضعون للعلاج في مراكز العلاج ال ART  في اليمن. بإختلاف القصص التي قابلتها والمعاناة التي يتعرض لها مريض الإيدز قابلت (م.ن ) والذي اصيب بالفيروس منذ سنوات وعانى كثيرا في بداية المرض، وهذا ما دفعه بأن يعمل من أجل الدفاع عن حقوق المتعايشين مع فيروس ال  HIV والتوعية بالمرض وكيفية الوقاية منه والتعايش معه.
 
(م.ن ) يمثل نموذج حي للمتعايش مع الإيدز إستطاع التغلب على ظروف المرض والتعايش معه. حيث قام ومن خلال مبادرته  بأخذ دور إيجابي في حماية المجتمع من أعداد جديدة مصابة بالإيدز وتشجيع المرضى على الفحص المبكر للمرض والتوجه لمركز العلاج لأخذ العلاج اللازم الذي يساعد المتعايشين على الحفاظ على حياتهم والوقاية من مضاعفات المرض والتعايش معه وتأهيل المتعايشين بحيث يكون لهم دور إيجابي في حماية المجتمع من الإيدز لكي لا تتكرر معاناة الكثير من المتعايشين مرة أخرى على شكل  حالات إصابة جديدة بالفيروس. 
 
يتمتع (م.ن ) بصحة جيدة و من خلال حالته الصحية الجيدة حفز الكثير إلى التوجه لمراكز العلاج والالتزام بالدواء. حيث أن التزامه بالدواء كان السبب الرئيسي وراء تمتعه بصحة جيدة. ولأهمية الالتزام بالدواء قام (م.ن ) وخلال فترة الحرب في اليمن وعدم قدرة المرضى على التوجه إلى مراكز العلاج لأخذ الدواء شارك في وضع خطة تم تنفيذها من أجل إيصال الأدوية إلى أماكن سكن وتجمع  المتعايشين الأمر الذي بدورة جعل من اخذ الدواء والاستمرار عليه حتمية يجب إتباعها للحفاظ على حياة المتعايشين مع الإيدز.
 
الجدير بالذكر بأن (م.ن ) متزوج واستطاع إنجاب أطفال أصحاء غير مصابين بالإيدز باتباعه لوسائل الوقاية والتعليمات الطبية اللازمة. يعتبر م.ن  قصة  ونموذج مثالي يقتدى به لإمكانية التعايش بسلام مع الإيدز من خلال إتباع الإرشادات الطبية اللازمة والالتزام بفترة العلاج.
 
مراحل علاج مرض الإيدز:
 

  1. تناول  الدواء المضاد للفيروسات القهقرية:
 
يتناول المتعايش مع الإيدز دواء ARVs   والذي يسمى الدواء المضاد للفيروسات القهقرية  للسيطرة على انتشار الفيروس في الجسم.
 
يتم تناول الدواء عن طريق الفم بحيث يعمل على تثبيط تكاثر الفيروس في الجسم والذي يعني عدم قدرة الفيروس على إعادة نسخ نفسه مرة ثانية. ولأن العلاج عبارة عن مجموعة من عدة أدوية للفيروسات فيتم أخذة تحت إشراف طبيب مختص يتابع حالة المريض في مراكز العلاج. هذا الدواء لا يقضي على الفيروس تماما ولكن يعتبر أفضل حل لتقليل نسبة الإصابة بالفيروس للأشخاص الأكثر عرضة للمرض وإيضا لمنع تكاثر الفيروس في جسم المتعايش.  يعتبر إلتزام المريض بهذا الدواء العامل الأول للحفاظ على حياة المتعايش مع الإيدز بحيث يمنع من انتشار الفيروس ويشمل العلاج أيضاُ تناول بعض المضادات الحيوية التي تحمي المصاب من الإصابة بالبكتريا أوالفيروسات الانتهازية نتيجة لضعف مناعة الجسم. تمكن بعض   تطبيقات الهواتف المحمولة المجانية  مثل  MyTherapy المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشري الإلتزام بهذه الأدوية وحماية أنفسهم من عواقب عدم الالتزام بالأوقات المحددة للدواء كما وصفة الطبيب  والذي يعطي نتائج سلبية على المتعايش كأن يصبح العلاج غير فعال أو بإمكان الفيروس أن يصبح أقوى و مقاوم للعلاج في حالة عدم الالتزام  به . الجميل في هذا التطبيق أنه مجاني ويحمي معلومات المريض الشخصية وخصوصيته وفي نفس الوقت يقدم له المساعدة في الالتزام بأخذ الدواء في الوقت المطلوب منعا لأي مضاعفات قد تنتج عن عدم الالتزام بالدواء.
 
2-  فحص الدم لقياس نسبة ال CD4 في الدم :
 
السي دي 4 (CD4) هى الخلايا المناعية في جسم الإنسان المسؤولة عن حماية الجسم من مهاجمة الفيروسيات والبكتيريا. يعتبر قياس ال CD4 من أهم الفحوصات التي يقوم بها مريض الإيدز  لمعرفة مدى تحكم اخذ دواء ال ARVs ا(الدواء المضاد للفيروسات القهقرية) في انتشار الفيروس في جسم المتعايش حيث يستهدف الفيروس هذه الخلايا بشكل رئيسي أثناء حياته في جسم المريض . ويعتبر إنخفاض نسبة ال CD4  مؤشر خطير على نقص المناعة بحيث يصبح الجسم أكثر عرضة  للإصابة بالعدوى وهذا يجعل من القيام بهذا الفحص الدوري جزء لا يتجزأ من علاج المتعايشين في مراكز العلاج.
 
 
3 -  جلسات الدعم النفسي في مراكز علاج مرضى الإيدز:
 
تقوم بعض البرامج الحكومية والمنظمات الطبية  الدولية  والمحلية العاملة في اليمن بعمل جلسات دعم نفسي في مراكز العلاج الخاصة بـالمتعايشين مع مرض الإيدز. حيث قامت منظمة أطباء بلاحدود في اليمن  ضمن وحدة الدعم النفسي التابعة لمشروع ال HIV بتخصيص جلسات دعم نفسية للمتعايشين في مراكز العلاج ART لتهيئتهم وتأهيلهم للتعامل والاندماج مع المجتمع بشكل أفضل وكيفية التعامل مع إي وصم وتمييز يمارس ضدهم في مقرات العمل أو في المنطقة المحيطة بهم. وأيضا مساعدتهم في التغلب على تحديات المرض التي قد تمنعهم من الالتزام بالدواء والتوجه الدوري لمراكز العلاج.  حيث أن من أهم التحديات التي قد يتعرض لها المتعايش هى مدى رغبته واستعداده النفسي للتعافي من المرض والتغلب عليه ومحاولة الالتزام سواء بالعلاج أو بجلسات الدعم النفسي.
 
ولايزال الإَيدز بحاجة الى تكثيف الجهود والأبحاث لأيجاد علاج ناجع يقضي على المرض تماما وإلى لقاح يحد منه. ويحتاج المتعايشين  مع الايدز منا جميعا إَلى الدعم من اجل إزالة الوصمة والتمييز فلهذا لنقف من أجل مرضى الإَيدز ونساهم في تشجيعهم على التعايش معه بإيجابية.
 


التعليقات