وجدت دراسة أن الأشخاص الذين تم وصف حقن إنقاص الوزن لهم قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بحالة مرضية للعين يمكن أن تؤدي إلى العمى، بحسب تقرير للصحفي توبي توماس في صحيفة الغارديان.
وأشارت إلى أن الأشخاص المصابين بداء السكري الذين تم وصف عقار سيماغلوتيد، المعروف أكثر باسمي ويغوفي وأوزيمبك، كانوا أكثر عرضة بأربعة أضعاف لتشخيص حالة مرضية في العين معروفة باسم الاعتلال العصبي البصري الأمامي لنقص التروية (naion).
الاعتلال العصبي البصري الأمامي لنقص التروية هو اضطراب يحدث فيه انسداد في الشرايين التي تزود العصب البصري بالدم. يمكن أن تؤدي هذه الحالة إلى فقدان البصر بسبب حرمان العصب البصري من الأكسجين وبالتالي تلفه. لا يوجد علاج معروف لهذه الحالة، التي تؤثر على 10 من كل 100 ألف شخص من عامة السكان.
ونظر البحث، الذي نشر في مجلة JAMA Ophthalmology وأجراه باحثون في جامعة هارفارد، في بيانات من 16827 مريضا في مستشفى Mass Eye and Ear Harvard التعليمي، الذين تلقوا العلاج على مدى ست سنوات.
ومن بين المرضى المشمولين في الدراسة، كان 710 منهم مصابين بداء السكري من النوع الثاني، وتم وصف عقار سيماغلوتيد لـ 194 منهم.
وشملت الدراسة 975 مريضا يعانون من زيادة الوزن أو يعانون من السمنة، وتم وصف عقار سيماغلوتيد لـ 361 منهم.
من بين الأشخاص الذين شملتهم الدراسة المصابين بداء السكري من النوع 2، حدثت 17 حالة مرضية لدى المرضى الذين تم وصف عقار سيماغلوتيد لهم، مقارنة بستة أشخاص كانوا يتناولون أدوية أخرى لمرض السكري.
ووجد الباحثون أنه على مدار ثلاث سنوات، كان 8.9% من هؤلاء الأشخاص الذين أخذوا عقار سيماغلوتيد مصابين بالاعتلال العصبي (naion) مقارنة بنسبة 1.8% الذين تناولوا الأدوية الأخرى.
ووجدت الدراسة أيضا أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو يعانون من السمنة والذين تم وصف عقار سيماغلوتيد لهم كانوا أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة بسبع مرات أكثر من أولئك الذين يتناولون أنواعا أخرى من أدوية إنقاص الوزن.
من بين الأشخاص الذين شملتهم الدراسة والذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، حدثت 20 حالة اعتلال عصبي (naion) لدى الأشخاص الذين وصف لهم عقار سيماغلوتيد، مقارنة بثلاث حالات فقط في الأشخاص الذين يستخدمون أدوية أخرى.
وعلى مدى ثلاث سنوات، أصيب 6.7% من هؤلاء الأشخاص الذين تلقوا عقار سيماغلوتيد المصابين باعتلال عصبي (naion) مقارنة بـ 0.8% ممن كانوا يتناولون أدوية أخرى لإنقاص الوزن.
وقال البروفيسور جوزيف ريزو، أستاذ طب العيون في كلية الطب بجامعة هارفارد: "يجب النظر إلى النتائج التي توصلنا إليها على أنها مهمة ولكنها مؤقتة، حيث أن هناك حاجة لدراسات مستقبلية لفحص هذه الأسئلة في عدد أكبر بكثير وأكثر تنوعا من السكان".
"هذه معلومات لم تكن لدينا من قبل ويجب تضمينها في المناقشات بين المرضى وأطبائهم، خاصة إذا كان المرضى يعانون من مشاكل أخرى معروفة في العصب البصري مثل الجلوكوما أو إذا كان هناك فقدان بصري كبير موجود مسبقا لأسباب أخرى".
وقال غراهام ماكغيون، الأستاذ الفخري لعلم وظائف الأعضاء في جامعة كوينز بلفاست: "يشير هذا البحث إلى وجود علاقة بين علاج سيماغلوتيد وأحد أشكال الاعتلال العصبي البصري الذي يهدد البصر، ولكن من الأفضل اختبار ذلك في دراسات أكبر".
"نظرا للزيادة السريعة في استخدام سيماغلوتيد وترخيصه المحتمل لمجموعة من المشكلات الأخرى غير السمنة ومرض السكري من النوع الثاني، فإن هذه المشكلة تستحق المزيد من الدراسة، ولكن الآثار الجانبية المحتملة للأدوية تحتاج دائما إلى الموازنة مع الفوائد المحتملة".
تم وصف سيماغلوتيد تحت الاسم التجاري ويغوفي لإنقاص الوزن من قبل هيئة الخدمات الصحية الوطنية منذ عام 2023.
وقال متحدث باسم شركة Novo Nordisk، الشركة المصنعة لأوزيمبيك وويغوفي: "سلامة المرضى هي أولوية قصوى لشركة Novo Nordisk ونحن نأخذ جميع التقارير المتعلقة بالأحداث السلبية الناجمة عن استخدام أدويتنا على محمل الجد".
"لم يتم إدراج الاعتلال العصبي البصري الأمامي لنقص التروية كتأثير دوائي ضار معروف في ملخص خصائص المنتج (SmPC) للتركيبات المسوّقة من سيماغلوتيد (أوزيمبك وريبالسيس لمرض السكري من النوع 2 وويغوفي لإدارة الوزن) وفقا للمصادقة المعتمدة".