[ من نقاشات المكونات الحضرمية في الرياض - إعلام محلي ]
تتواصل في المملكة العربية السعودية مشاورات لشخصيات من محافظة حضرموت (شرق اليمن) انطلقت أواخر مايو الماضي، وتجري في أجواء محاطة بالغموض، وسط تكهنات عديدة عن مستقبل المحافظة، والترتيبات التي يجري التحضير لها.
وقالت تقارير محلية يمنية إن السعودية تتجه لإحياء مشروع دولة حضرموت، عبر تلك المشاورات، التي حشدت لها العديد من الشخصيات والمكونات الحضرمية، وتجري منذ أسابيع في الرياض.
وكانت الرياض استدعت محافظ حضرموت وقيادات حضرمية، في الـ20 من مايو الماضي، بغرض التشاور حول الوضع في المحافظة، وهو نفس التاريخ الذي وصل فيه عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي للمكلا، بصحبة قيادات في المجلس، لتدشين حضور المجلس رسميا في حضرموت.
وانطلقت المشاورات في الرياض في الـ24 من مايو الماضي، بمشاركة المكونات، والقوى السياسية، والنخب، والمشايخ والأعيان، والشخصيات الاجتماعية والعسكرية والأمنية في حضرموت.
وقال المكتب الإعلامي لمحافظ حضرموت في بيان إن النقاشات توزعت لعدة محاور، من بينها المحور السياسي، والمحور الأمني، والمحور الاجتماعي والاقتصادي، معتبرا الاجتماعات تنعقد من أجل حضرموت، ومصلحتها التامة، وأخذ حقوقها الكاملة.
زخم وفرصة في الرياض
وشهدت تلك المشاورات زخما سعوديا اتضح من خلال لقاء مكونات حضرمية السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، وسفراء الاتحاد الأوروبي، وسفراء دول أخرى، ووفرت الرياض للقيادات الحضرمية الفرصة والمكان للقاء السفراء الأجانب.
وأعلن الاتحاد الأوروبي أن سفراءه لدى اليمن التقوا في الـ31 من مايو الماضي محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي، وممثلي مكونات حضرمية في الرياض، وأن النقاشات تركزت حول هوية حضرموت، وصوتها القوي في اليمن.
سفراء آخرين التقوا قيادات حضرمية في الرياض، ومن ذلك لقاء السفير الفرنسي لدى اليمن جان ماري في الـ23 من مايو الماضي بوكيل محافظة حضرموت رئيس مؤتمر حضرموت الجامع الشيخ عمرو بن حبريش، لمناقشة القضايا والمستجدات المحلية بالمحافظة.
بحاح في الرياض
ووفقا لتلك التقارير فإن السعودية بدأت بإعادة نائب الرئيس ورئيس الحكومة الأسبق خالد محفوظ بحاح للواجهة مرة أخرى، لتولي دورا قادما في حضرموت، وتذهب للقول أن الرياض تسعى لجعل حضرموت كيانا مستقلا.
مصدر سياسي قال في حديثه لـ"الموقع بوست" إن السعودية استدعت فعلا خالد بحاح، الذي يتواجد في الرياض حاليا، في زيارة خاصة، لكنه لم يؤكد صحة الأنباء التي تتحدث عن دور قادم سيسند له في المرحلة المقبلة.
تحرك بعد تصعيد الانتقالي
وجاء التحرك السعودي عقب تنظيم المجلس الانتقالي الجنوبي الممول من دولة الإمارات افتتاح أعمال الدورة السادسة للجمعية الوطنية للمجلس في المكلا في الـ21 من مايو الماضي، بحضور رئيس المجلس عيدروس الزبيدي، في أول نشاط من نوعه للمجلس في حضرموت، بعد أن ظل حضوره مقتصرا على مدينة عدن.
وتوجت تلك الفعالية بإعلان الانتقالي من المكلا مسمى دولته القادمة التي يسعى لفصلها عن اليمن بـ "دولة حضرموت المتحدة، مضاعفا اهتمامه بحضرموت، والذي تجلى في انضمام عضو مجلس القيادة الرئاسي ومحافظ المحافظة السابق فرج البحسني للانتقالي، وانتخابه نائبا للزبيدي، وسبق ذلك انضمام الحراك الثوري الجنوبي الذي يتزعمه حسن باعوم للمجلس الانتقالي، بعد أن ظل مقاطعا للانتقالي رافضا الاعتراف به منذ تأسيسه.
اقرأ أيضا: حضرموت في مربع الاستهداف.. بين سياسة الرفض والتبعية للانتقالي؟ (تقرير)
نفي وأفكار
ويحيط الغموض والتكتم بتلك المشاورات، التي لم يتبين بعد مخرجاتها، ونفى مصدر في المكونات الحضرمية المشاركة في الرياض لـ"الموقع بوست" صحة التقارير التي تتحدث عن وضع حضرموت ككيان مستقل، وإلحاقه بالسعودية، واصفا الأمر بأنه مجرد تسريبات.
لكن مصدر ثان في ذات المكونات تحدث لـ"الموقع بوست" شريطة عدم الإشارة لهويته، بأن الوفد الحضرمي قدم فكرة للجانب السعودي بأن تكون حضرموت إقليما مستقلا، وتدير شؤونها بعيدا عما وصفه صراع الحوثي في الشمال، وصراع الانتقالي في الجنوب.
رؤية أمام الجميع
مصدر حضرمي مستقل قال لـ"الموقع بوست" إن التحرك الحضرمي الأخير استفز جميع الأطراف في اليمن، والتي نظرت له وفقا لقناعاتها المسبقة، وليس حسب المعطيات على الواقع.
وأشار إلى أن تلك القراءات ذهبت لتفسير المشاورات الجارية بالرياض بأنها مسعى سعودي لضم حضرموت للمملكة، أو أن ذلك يندرج ضمن الصراع السعودي في اليمن، واستدرك بالقول: "لكن الحقيقة أن المكونات الحضرمية نفذ صبرها، وضاقت ذرعا باستخفاف جميع الأطراف بمطالبهم، ولهذا قرروا دخول حلبة المواجهة من النقطة التي توقف عندها الاخرين".
وأضاف: "الحضارم وضعوا مشروعهم أمام الجميع، وفق خيارين لا ثالث لهما، وهما إما الاتفاق مع حضرموت، وقبول شروطهم لاستمرار الدولة، أو خروج حضرموت من المعادلة بمفردها".
وقال إن الموقف الحضرمي يعطي رسالة للجميع بأن لا مجال على الإطلاق للعودة للماضي، ولا مجال لانتصار أي طرف إلا بتوافق كامل.
وفيما يتعلق بضم حضرموت للسعودية أفاد المصدر في حديثه لـ"الموقع بوست" بأن هذا الطرح مجرد خزعبلات، ومحاولة لثني الحضارم عن موقفهم، مستبعدا أن يؤثر مثل هذا الطرح على موقف القيادات الحضرمية.
مواقف وتحركات
وكان محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي قال إن أكبر هدف يرنو لتحقيقه هو أن تكون حضرموت سيدة قرارها ومستقلة في رأيها، ورقما كبيرا لا يمكن تجاوزه، وأن تدار أمنيا واداريا وعسكريا من ابنائها، انطلاقًا من تاريخها المعروف في الإدارة، وذلك في حوار صحفي مع قناة الغد المشرق.
وأعلنت قيادات حضرمية في السادس من مايو الماضي ما وصفوه بـ"ميثاق الشرف الحضرمي"، الذي يؤكد في إحدى مواده الست على أن أبناء حضرموت هم الممثل الوحيد للإرادة الحضرمية، ولهم السيادة على أرضهم.