من رسم القمريات إلى سفيرة للفن التشكيلي اليمني
الفنانة اليمنية سحر حسن: الفن جواز السفر لزيارة اليمن وأعمل على نقل تراثنا للعالم (وجوه يمنية - بودكاست)
- حوار: أمان زيد الاربعاء, 28 يونيو, 2023 - 10:04 مساءً
الفنانة اليمنية سحر حسن: الفن جواز السفر لزيارة اليمن وأعمل على نقل تراثنا للعالم (وجوه يمنية - بودكاست)

[ ناقشت حلقة بودكاست الموقع بوست مع سحر حسن جوانب عديدة حول الفن التشكيلي ]

تؤمن الفنانة التشكيلية اليمنية سحر حسن اللوذعي بأن الفن هو الوسيلة الأنجع لنقل التراث اليمني للعالم، خاصة في هذه الظروف التي يعيشها البلد، ما جعل السفر إلى الداخل اليمني صعبا، والوقوف على تراثه الزاخر أمراً مستحيلا، لذلك اعتبرت أن الفن التشكيلي الذي ترسمه، هو بمثابة جواز سفر لنقل التراث اليمني للعالم.

 

سحر، فنانة يمنية شابة، بدأت رحلتها الفنية مع رسم القمريات في صنعاء، ومع تشجيع عائلتها لها، انطلقت سحر، وأصبحت فنانة يمنية معروفة، وشاركت في العديد من المعارض، بعدة دول، واستقر بها المقام في الولايات المتحدة الأمريكية، التي مثلت لها فرصة وفيرة لتقديم اليمن كتاريخ فنون وتراث كما يليق به.

 

تميزها في الأعمال التي قدمتها جعلها تستحق لقب سفيرة الفن التشكيلي اليمني في أمريكا، ويزخر موقعها الإلكتروني الشخصي بالعديد من الفعاليات والأنشطة التي شاركت فيها، واللوحات المتعددة التي رسمتها.

 

حصلت سحر اللوذعي العديد من الجوائز على مدى مسيرتها الفنية، منها جائزة people's choice awards من معرض 440 gallery في نيويورك، والمركز الأول في مسابقة بحر المواهب المنظمة usaid عام 2012، والمركز الثاني في المسابقة الثقافية الكبرى بجامعة صنعاء 2008.

 

في هذه السلسلة من (وجوه يمنية) حاور الموقع بوست الفنانة سحر حسن اللوذعي، واستعرض معها مقتطفات من حياتها الفنية، وحضورها في مجال الفن التشكيلي، وتفاصيل بداياتها مع الرسم ودعم عائلتها ومحيطها لجميع الفنون وصولا إلى تحضير الماجستير في الفن التشكيلي بنيويورك التي كانت منطلق لإقامة عديد من المعارض الفنية لتوصف بسفيرة الفن التشكيلي اليمني بأمريكا.

 

وننوه هنا إلى أن بالإمكان الاستماع للحوار كاملا في منصات بودكاست التابعة للموقع بوست، وفي صفحاتنا على فيسبوك، وتويتر، وقناتنا في يوتيوب التي ستظهر تابعا في هذه المادة.

 

نص الحوار:

 

*متى بدأت سحر ممارسة هوايتها بالرسم وكيف كانت هذه البدايات؟

 

**البداية في الفن التشكيلي كانت هواية من الطفولة، حيث وجدت الرسم والشخبطة عنوانا لهوايتي، والعائلة والمجتمع، وكل الناس من حولي ساعدوني في الاهتمام بالفن التشكيلي، من خلال الدراسة والممارسة والاطلاع، والمشاركة في المعارض والمسابقات، وكانت العائلة داعمة للفنون بكل أنواعها، سواء الفنون البصرية والسمعية والموسيقي، ودخولي في هذا المجال عزز داخلي حب الفنون.

 

اقرأ أيضا: نجلاء العمري في بودكاست الموقع بوست: تجربتي مُرهقة والحرية عقدتي الوجودية (وجوه يمنية)

 

بشكل عام اليمنيين لديهم حب بالفطرة للفنون، نتيجة ازدهار بلدنا بالتراث، ابتدأ من قمريات المنزل، والمشغولات اليدوية، ثم بعدها انتقلت من فترة الهواية إلى مرحلة أكثر احترافية، من خلال تحضيري للماجستير في الفنون التشكيلية بنيويورك.

 

 

*ماهي الأنشطة والمعارض التي قدمتيها خارج اليمن؟ وهل هناك قضايا معينة تحاولي التطرق لها في معارضك؟

 

**بشكل عام لدى جانبين في أعمالي، الجانب الأول التشكيلي الذي يتعلق بالهوية والتراث الذي يمثلني كيمنية، لإنني افتخر لانتمائي لهذه الحضارة الغنية، كما يعزز غربتي تمثيل بلدي بما تحتويه من ثقافة وفنون، وهناك إقبال من غير اليمنيين لهذا النوع من الفنون لمعارضي، اما الجانب الثاني فهو التعبيري، وهو يمثلني كفرد لديه توجهات وآراء نعبر عنها من خلال الفن.

 

أتطرق من خلال معارضي التي أقيمها إلى معاناة اليمن من الحرب التي تمتد لسنوات، وغيرها من المعاناة التي تواجه بلدنا، واركز أيضا على الجانب التعبيري التي تعبر عنا كبشر، بالإضافة إلى الجوانب الإنسانية والاجتماعية، والنفسية، والمرأة، والأطفال.

 

 

*كان لديك مشروع حول القمريات اليمنية.. ما طبيعة مشروع "فنك وجوازك"؟

 

**مشروع قمرية الفني هي بالأساس مؤسسة ناشئة تركز على الفنون التشكيلية البصرية، لكن في المستقبل ستضمن فنون أخرى، ومع الحرب، أصبح من الصعب على العالم زيارة اليمن، والسياح لا يستطيعون السفر لليمن، وعملنا على أن نأخذ اليمن إليهم، عبر التركيز على كل ما تحتويه البلد من فنون تشكيلية بصرية وموسيقية ويدوية، ونبرزها في المحافل الدولية.

 

أما "فنك وجوازك" هي عبارات تفيد بأنه إذا كان جوازك لا يسمح لك بالسفر، فالفن هو الجواز التي ستطلع العالم عبر الأعمال التي تكون حبيسه الجدران والموهوبين صغار السن، حيث المشروع يركز على هذه الشريحة من الشباب.

 

 

*ما هي معارضك المستقبلية؟

 

**سيكون لدينا معرض في 17 يوليو بنيويورك عن أطفال اليمن، وهو أول متحف يتم تأسيسه للأطفال بالعالم، ونستهدف فيه الفنانين الموهوبين الشباب من تسع إلى 19 عاما، وتعد هذه الفئة من الموهوبين لكنهم مهمشين، ويقتصر عملهم في السوشيال ميديا، ولا يوجد الدعم والمساندة، كما سيشمل هذا المعرض جميع الفنون اليمنية المهمشة، بما في ذلك الحرف اليدوية.

 

بدأت أول معرض ضمن سلسلة "قمرية" في ديسمبر 2021، بنيويورك، حيث لاقي صدى كبير جدا وحضرت جميع الجاليات العربية.

 

من رسومات سحر حسن

 

*أين المرأة اليمنية في نشاطك الفنية؟

 

**المرأة اليمنية أخذت حيز كبير من الفنون التشكيلية اليمنية بشكل عام، وفي أغلب أعمالي بشكل خاص، وظهرت المرأة في أعمالي بالملابس التراثية كصنعاء وحضرموت والحديدة وغيرها وجوهر العمل يعكس نفسية المرأة وتطلعاتها ومخاوفها كامرأة.

 

 

*لماذا توقفت عن الرسم هذه الفترة؟

 

**توقفت منذ فترة عن الرسم، وركزت على تنسيق المعارض ودعم الفنانين الموهوبين.

 

 

**هل تنتمين لمدرسة فنية معينة للتعبير عن لوحاتك، وماذا تعبر البروزات الموجودة في اللوحات؟

 

**الخط العربي وأحد من الأشياء التي أعطيتها اهتمامي منذ الطفولة، وفي أعمالي جمعتُ بين هوايتي للرسم والخط في نفس الوقت، فمثلا الكجراف العربي هو من أهم العلوم التي تقع في الفن الإسلامي، وضمن المواد التي يتم تدرسيها بالخارج لغزارة هذا الفن بالمعرفة والجمال، واستخدم الكجراف ليس ككلمات أو جمل معينة، وانما كزخارف خطية، وللإشارة إلى أهمية الخط العربي وأيضا لترك بصمة في هويتي كعربية، ويعتبر فن تقليدي يركز على الجماليات وتفاصيل الخط العربي كل ما يحتويه من جمال وعلوم وتاريخ عريق.

 

 

*ماهي قصة استحقاقك للقب سفيرة الفن التشكيلي اليمني في أمريكا؟

 

**كنت جدا سعيدة بهذا اللقب، وسمعته كثير من عدة إعلاميين وفنانين، ولقب أعتز فيه، ويشعرني بالمسؤولية لتمثيل الفن التشكيلي اليمني، والتعريف بثقافته، سواء من خلال أعمالي او المعارض، وتمثيلي في الفن التشكيلي بأمريكا محاولة مني لتعزيز التواصل الثقافي والفني بين اليمن وأمريكا، وتعريف الجمهور غير اليمني بثقافة والفنون اليمنية التي لا يظهر منها للعالم إلى نسبة بسيطة جدا.

 

*كيف تقيمين الفن اليمني اليوم؟ وماذا يحتاج حتى يبرز بطريقة أكثر فعالية للتعبير عن حضارة البلد العريق؟

 

*خلال هذه الفترة، اليمن يمر بمنعطف مهم جدا، وسيتذكرها التاريخ مستقبلا، نحن الآن كأننا في حفرة، ويجب بذل جهد أكبر للخروج منها، والجيل الحالي يتمسك بالأمل، وأيضا الجيل الصغير الذي يحاول الخروج من الظلام، وبمساعدتي للموهوبين سنعمل على تمسكهم بالأمل، والخروج من الظلام وصولا إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

 

اليوم هناك موجة من الصعود لكثير من الشبان اليمنيين، ويوجد شباب لديهم الرغبة لإثبات حالهم في جميع المجالات، وهذا يعطي تفاؤل رغم المصاعب وشح الموارد، والفن الشكيلي عنصر مهم لا يتجزأ من بلدنا بحكم أن بلدنا متنوعة، من أجل تعزيز الفن اليمني بالساحة العالمية، وهناك إجراءات كثيرة إذا تمت من الحكومة وسفارات اليمن سيحصل تغيير كبير جدا، ونحن سنقوم بجهود ذاتية لدعم الفنانين والمهمشين في اليمن.


التعليقات