جماعة الحوثي تؤبن الشهيد يحي السنوار باعتباره رمزًا للثائر وأيقونة للاستبسال
- القدس العربي الخميس, 24 أكتوبر, 2024 - 10:39 صباحاً
جماعة الحوثي تؤبن الشهيد يحي السنوار باعتباره رمزًا للثائر وأيقونة للاستبسال

نظّمت جماعة الحوثي في صنعاء، أمس الأربعاء، فعالية تأبين رسمي لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، يحيى السنوار، الذي استشهد الأسبوع الماضي، في مواجهة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في تل السلطان في قطاع الغزة.

 

وقال عضو المجلس السياسي الأعلى (المجلس الحاكم في مناطق سيطرة الحوثيين) عبد العزيز بن حبتور «إن هذا التأبين يعبر عن موقف الجماعة وعاصمتها صنعاء بالوقوف إلى جانب هذا المحور المقاوم المجاهد على مستوى المنطقة والعالم، الذي تكفل بمواجهة المحور الصهيوني الأمريكي».

 

وجدد التأكيد على وقوفهم مع الشعب الفلسطيني في معركته مع المحتل الغاصب، مشيرًا إلى دخول العام الثاني، وقد استطاعوا إغلاق باب المندب والبحر الأحمر وخليج عدن وبحر العرب وصولًا إلى المحيط الهندي أمام العدو الصهيوني وفي وجه العدو الأمريكي البريطاني، وفق وكالة الأنباء سبأ بصنعاء.

 

وأضاف: «هذا الإسهام هو إسهام نوعي لمحور المقاومة الممتد من صنعاء مرورًا بفلسطين ولبنان وسوريا والعراق وصولًا إلى إيران، الذي أبى إلا أن يقف إلى جانب أهلنا في قطاع غزة، الذين يموتون جوعًا ويُقتلون بسلاح الولايات المتحدة الأمريكية، الذي تستخدمه إسرائيل الكيان المزروع في قلب أمتنا العربية».

 

وأشار إلى أن «بعض الأنظمة العربية قامت بالتطبيع وفضلت الاستسلام والتنسيق مع العدو الصهيوني عسكريًا وأمنيًا أثناء العدوان الصهيوني على غزة ولبنان».

 

وقال: «من عجائب الزمن ومهازله أن يأتي هؤلاء المحسوبون على العرب لكي يقفوا مع من اغتصب الأرض ودمر الإنسان، وقتل الأطفال والنساء والشيوخ، على ذلك النحو الإجرامي البربري». وزاد قائلًا: «إن اليمن لن يترك محور المقاومة إلا وقد انتصر، بل وسيظل معه؛ لأنه جزء من رسالته، ومن إرادته، ومن الرؤية الاستراتيجية لصنعاء».

 

كذلك، توقف رئيس مجلس الوزراء في حكومة الحوثي أحمد غالب الرهوي، أمام «رمزية تأبين القائد المجاهد الكبير يحيى السنوار، الذي ارتقت روحه إلى بارئها العظيم بعد عمر طويل قضاه في مقاومة الاحتلال البغيض الصهيوني الأمريكي».

 

وأشار إلى أن أكثر من عشرين سنة «قضاها السنوار في سجون الاحتلال لم تزده إلا إرادة وإصرارًا على مواصلة المقاومة مقبلًا غير مدبر، شاهرًا سلاحه في وجه الصهيوني حتى لحظة استشهاده».

 

وأكدَّ أن معركة طوفان الأقصى التي خطط لها الشهيد يحيى السنوار « قد نجحت في إدخال الرعب في نفوس قادة ومواطني الاحتلال الغاصب، بل وزلزلت الأرض من تحت أقدامهم، واستطاعت أن تفشل كافة مخططات الصهيوني والأمريكي».

 

وبيّن أن «الفلسطيني لا يقاتل الصهيوني الإسرائيلي فقط، بل والأمريكي الشريك الأساسي والأصيل في إبادة الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض يوميًا للقتل والتشريد وتدمير مقومات حياته اليومية، ويمنع عنه الغذاء والدواء أمام صمت ومشاهدة أكثر من مليار عربي ومسلم».

 

وأكدّ أن صنعاء ستكون دائمًا عونًا وسندًا للشعب الفلسطيني حتى تحقيق النصر واستعادة وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

 

أيضًا، اعتبر النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء في حكومة صنعاء محمد مفتاح، أن استشهاد القائد يحيى السنوار على طريق القدس يجسد معاني الجهاد والتضحية والفداء والشجاعة.

 

وقال: «إن الشهيد السنوار كان مدرسة في الأعداد والرجولة والفداء والقيادة، وهذه المدرسة ستلهم الأجيال القادمة»، مؤكدًا أن «الأمة الاسلامية فقدت باستشهاد القائد يحيى السنوار علمًا جهاديًا شامخًا سيظل نبراسًا للأمة في الحرية والكرامة والدفاع عن الأرض ومواجهة العدو الإسرائيلي المجرم». وأضاف: «لقد نال الشهيد السنوار هذا الشرف العظيم، بعد أن نكّل بالعدو الصهيوني ومرّغ أنفه في التراب». وأكدَّ: «يكفي السنوار فخرًا أنه قاد أمّ المعارك (طوفان الأقصى)، وحطّم خلالها غطرسة جيش الاحتلال، ليصبح بذلك أيقونة للجهاد والاستبسال، ستخلّد في أنصع صفحات تاريخ الأمة، جيلاً بعد جيل».

 

أما ممثل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في صنعاء معاذ أبو شمالة، فرثى الشهيد أبو إبراهيم يحيى السنوار، قائلاً: «رحمك الله يا أبا إبراهيم، عشت عظيمًا ومت عظيمًا، عشت سيدًا ومت سيدًا، ترفع رأسك وتقود شعبك وتحفر طريق الجهاد والمقاومة عميقًا متحديًا كل العالم الظالم».

 

وأضاف: «فتحت طريق الطوفان في وجه العدو فاهتز وتزلزل، فابشر يا أبا إبراهيم بأن هذا الطوفان الذي أطلقته سيقضى على هذا العدو بإذن الله، فهنيئًا لك الشهادة في الصف الأول مقبلًا غير مدبر».

 

وبيّن «أن الشهيد المجاهد السنوار ترجل بعد ستة عقود قضاها حرًا خارج السجون وداخلها، ولقى ربه حرًا رافع الرأس مجاهدًا، فختم الله تعالى له بخاتمة عظيمة، وأصبح استشهاده أيقونة تحتذى على مستوى شعبنا وشعوب أمتنا وأحرار العالم، وكذلك الشهداء يبعثون دائمًا روحًا عظيمة في حركتهم وشعبهم وأمتهم والإنسانية».

 

وأعرب أبو شمالة عن الشكر «على التضامن الرسمي والشعبي الكبير لأبناء الشعب اليمني وأحراره ووقوفهم المشرف وإسنادهم الأخوي للقضية الفلسطينية وأبناء غزة وفصائل المقاومة». مؤكدًا «أن الشعب الفلسطيني لن ينسى هذا التضامن والإسناد الأخوي».

 

على الصعيد الشعبي في اليمن، يتواصل تأبين الشهيد السنوار عبر منصات التواصل الاجتماعي؛ فعدد كبير من المنشورات اليومية ما زالت تتواتر، وهي ترثي السنوار، وتقرأ في بطولته وتضحيته، وصولًا إلى الاحتفاء بروايته «الشوك والقرنفل»، من خلال إعادة نشرها إلكترونيًا وتبادلها وإبداء الآراء فيها.


التعليقات